الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

ظاهرة "هيبتا" تجتاح السينما.. والمنتج ينجح في إخماد محاولات القرصنة

«المحاضرة الأخيرة» يغزو عالم المراهقين

فيلم  هيبتا
فيلم " هيبتا "
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تطور فيلم «المحاضرة الأخيرة» من مجرد فيلم سينمائى إلى ظاهرة سينمائية بعد النجاح الذي لاقاه في دور العرض، وما تبعها من دعوات على صفحات التواصل الاجتماعى لمتابعة الفيلم، وعلى صفحات طلاب الجامعات المصرية، ليتحول إلى ملحمة أسطورية بين الشباب، رغم عدم تجاوز كونه فيلما رومانسيا مأخوذا عن رواية «هيبتا» للكاتب محمد صادق.
وربما شهدت الآونة الأخيرة في السينما المصرية نجاح الأفلام المأخوذة عن روايات كـ«الفيل الأزرق» الذي حقق نجاحا مبهرا لمؤلفة أحمد مراد، ونال العديد من الجوائز وحقق إيرادات عالية في وقت لم تتجاوز فيه إيرادات الأفلام الذي تم إنتاجها عقب ٢٠١١ حتى هذا الموسم من ٢٠١٦ أكثر من ٨ ملايين طوال مدة عرض كل فيلم على حدة، ومعظمها كان من نصيب الأخوين أحمد ومحمد السبكى، بينما رفعت أفلام أخرى بعد أقل من ٤٨ ساعة من دور العرض، ليأتى فيلم «هيبتا» بمثابة قبلة حياة جديدة للسينما المصرية، لتتجاوز إيراداته في أول يومين عرض ٤ ملايين جنيه، لتصل الإيرادات بعد ذلك أكثر من ١٢ مليون جنيه في فترة تجاوزت الأسبوع فقط، ليضع صناع الأفلام المعروضة حاليا في حرج شديد بعدما تسبب نجاح الفيلم جماهيريا في استبدال أفلامهم من صالات العرض، ليحل محلها فيلم «المحاضرة الأخيرة» إرضاء للجمهور.
وكان «هيبتا» سببا مباشرا في الإطاحة بفيلم «فص ملح وداخ»، من عدد كبير من الدور بعد أن اضطر أصحاب دور العرض إلى فتح صالات إضافية لاستقبال الجمهور، ما أدى إلى وقف عرض فيلم عمرو عبدالجليل، ليدخل الأمر في منطقة تبادل الاتهامات بأن منتج «هيبتا» وراء الخسائر التي تعرض لها الفيلم.
ولم يكن فيلم عمرو عبدالجليل المتضرر الوحيد، بل إن الضجة التي صاحبت فيلم «اللى اختشوا ماتوا» للفنانة غادة عبدالرازق لم تلبث أن انفضت وعزف الجمهور عن الفيلم ليكون «هيبتا» هو الاختيار الوحيد، ليتم وقف عرضه أيضا بناء على رغبة الجمهور.
إلا أن النجاح لا بد أن تواجهه معوقات، وذلك لأن المنتجين لم يتقبلوا فكرة النجاح بشكل خاص، بل بدءوا في تسريب العديد من الاتهامات، وأن دور العرض تشارك في جريمة رئيسية، وتسببت في انهيار سوقهم، بعد رفع أفلامهم من صالات العرض رغم وجود أفيشات الأفلام بتلك الدور، بينما ردت دور العرض الكبرى بأن الأمر لا يتجاوز محاولة لاستقبال الأعداد الكبيرة من رواد الفيلم، وأكدوا أن دور العرض لم تشهد تلك الانتعاشة الجماهيرية منذ عام ٢٠٠٩.
وكان اختيار الباجورى لإخراج رواية «هيبتا» دافعا للمنتج محمد السبكى ليتعاقد على ١٠ روايات لإنتاجها سينمائيا، وربما يتسبب ذلك في زهد آل السبكى لنوعية الأفلام التي تعتمد على الرقص والمخدرات ولغة الحوار الركيكة، ليسلكوا منهجا آخر مع الجمهور.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من استغلال نجاح الفيلم، بل لجأت بعض دور العرض للحيل استغلالا لنجاح الفيلم فتم رفع ثمن التذاكر والمنتجات الغذائية بالدور، وفى المقابل لجأ البعض الآخر إلى التسريب على موقع «يوتيوب» للإطاحة بالفيلم من دور العرض إلا أن منتج «هيبتا» هانى أسامة نجح بعد عدة مراسلات مع مسئولى شركة «يوتيوب» من حذف النسخة المسربة، ليضمن بقاء الفيلم في دور العرض أكبر فترة ممكنة.
ربما كان «هيبتا» حالة سينمائية افتقدها الجمهور المصرى منذ زمن بعيد، وهو تداخل خيوط قصص الحب بين أبطال الفيلم، واستخدام المخرج هادى الباجورى ذكاءه المعتاد في إبراز مشاعر خاصة يعيشها كل فرد في حياته الطبيعية ليلمس قلوب العشاق سريعا، إضافة إلى ذكائه في اختياره الشخصيات المجسدة للرواية.
وكان الفيلم عنصر جذب أكبر لفئة الشباب من المراهقين، لتجد أن أعمار جمهور «هيبتا» تبدأ من سن الخامسة عشرة ولا تتجاوز سن الخامسة والعشرين، وهى الفترة الأكثر اضطرابا في مراحل تكوين العقل البشرى، وبحثه المستمر عن الحب من خلال شريك الحياة.
فكانت قصة الفيلم أقرب لقلوب الصغار عن الكبار، وذلك لأن معظم قراء الرواية كان لديهم خلفية مسبقة عن أحداث الفيلم، وربما أصيب العديد منهم بحالة ملل من قراءة الرواية الأصلية لما تتخلله من تكرار للأحداث وتطويل في السرد، وتشابك الأطراف، وربما تشوش في منتصف قراءتك للرواية.
بينما اعتمد الجمهور على المشاهدة الأولى، ومعظمه لم يطلع على الرواية الأصلية، فكان تجسيد تلك الأشخاص ورؤيتهم لأول مرة كأشخاص حقيقيين ملهما أكثر للحب، وأتت تعبيراتهم وتصرفاتهم والجمل المستخدمة أقرب للجمل المستخدمة بين شباب الجامعات في علاقاتهم.
وتدور أحداث الفيلم عن المحاضرة الأخيرة التي يلقيها ماجد الكدوانى على طلابه في جامعة القاهرة، مختتما حديثه بعبارة «كلنا عاوزين نحب، كلنا نقدر نحب، بس لازم نعرف إن ثمن الحب هيتقسط على كل دقيقة من عمرنا»، ليستعرض معهم السبع مراحل للحب أو «هيبتا» وهو رقم سبعة باللغة الإغريقية، ليبدأ في عرض تلك المراحل وما تمر به من حب في سن الطفولة والمراهقة، مرورا بالجامعة والنضوج واحتياجك للحب في مرحلة الشيخوخة.
لتظهر بعد ذلك قصص الحب بين أبطال العمل، وهم الطفلان نينا وعبدالله، وعمرو يوسف وياسمين رئيس، وأحمد داود ودينا الشربينى، وأحمد مالك، وجميلة عوض، ليستعرض في كل قصة حب اختلاف المشاعر والاحتياجات الشخصية من مرحلة الطفولة وصولا إلى مرحلة الشيخوخة، وما يواجه الحب بعد ذلك من معوقات لاستمراره على أرض الواقع، بين مشاحنات واختلافات ومتطلبات شخصية تكاد تطيح بالحب، إلا أن اختيار الشخص لوضع حل قاطع لتلك الأزمات هو الفيصل في استمرار الحب.
و«المحاضرة الأخيرة» سيناريو لوائل لطفى بعد أن حول الرواية الأصلية إلى شخصيات من لحم ودم، ويتحدث الفيلم عن رقم سبعة، وهو مراحل الحب التي تمر بكل شخص من فترة الطفولة والمراهقة ووصولا بمرحلة النضوج، بين مشاعر من الحب والانفصال والعودة.
الفيلم بطولة جماعية للفنان ماجد الكدوانى، عمرو يوسف، ياسمين رئيس، دينا الشربينى، أحمد داود، جميلة عوض، أحمد مالك، وضيوف الشرف نيللى كريم، كندة علوش، شيرين رضا.