السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"الإسماعيلية للأفلام التسجيلي" يعيد الروح الفنية لمدن القناة

سهرات فنية ورحلات وورش عمل وسينما فى الدورة الـ ١٨ للمهرجان

مهرجان الإسماعيلية
مهرجان الإسماعيلية السينمائي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حالة من الحراك الفنى شهدتها أروقة الدورة الـ١٨ لمهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى الذى عقدت فعالياته فى الفترة من ٢٠ إلى ٢٦ إبريل الماضى، ست ليال مليئة بالفعاليات عاشها أهل الإسماعيلية وعشاق السينما لتعود الحركة الفنية للانطلاق من جديد بعد توقف طويل.
جاءت إقامة تلك الدورة من المهرجان كبداية حقيقية لمجموعة هامة من الفعاليات الفنية سوف تشهدها الإسماعيلية الفترة القادمة، كما صرح بذلك وزير الثقافة حلمى النمنم، وأولها عودة مهرجان الفنون الذى كان قد توقف لفترة طويلة، وكذا التنسيق بين دار الأوبرا المصرية والهيئة العامة لقصور الثقافة لإقامة مجموعة من الفعاليات والأمسيات الفنية هناك، كما وعد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بمنح مسرح من مسارح الجيش لإقامة فعاليات فنية عليه، ليكون المهرجان هو البوابة الرسمية لعودة الفن إلى الإسماعيلية مرة أخرى، وليكون جمهور الإسماعلية هو الفائز الرئيسى فى هذا الفعالية السينمائية الكبيرة، فقد قدم ٧٥ فيلما تنوعت ما بين الأفلام الروائية القصيرة والأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة وأفلام التحريك، وكذلك أفلام تم عرضها على هامش المهرجان، لم تقتصر المسألة على عرض تلك الأفلام فقط، وإنما أيضا كانت هناك العديد من الفعاليات والندوات الخاصة بها، وأهمها ندوة فيلم توك توك الفائز بجائزة الماسة التى يمنحها المنتج هشام عبد الخالق، وقدرها ٢٥ ألف جنيه، وقد أدار الندوة الناقد رامى عبدالرازق بحضور عدد كبير من السينمائيين والصحفيين وضيوف المهرجان.
وقال المخرج رومانى سعد عن تجربة الفيلم: «أنا من سكان شبرا، وفكرة الفيلم جاءت عندما كان يذهب بابنه إلى مدرسته بالتوك توك»، مشيرا إلى أنه حاول من خلال الفيلم معايشة واقع هؤلاء اﻷطفال الذين يركبون التوك توك، خاصة أنه من الممكن أن يكون مصير ابنه هو نفس مصيرهم فى السنوات القادمة، وقال: «لذلك فكرت فى عمل عن التوك توك الذى لا يحمل شهادات خاصة أو لوحات معدنية، ومن الممكن أن ترتكب جرائم كثيرة من خلاله، وبالفعل اخترت اثنين من الأطفال ليكونا هما أبطال العمل، غير أنهما انسحبا بعد موافقة مبدئية منهما، حتى تمكنت من الوصول إلى عبدالله وصديقه بيكا، وبعدها جاء بشقيقه شارون، وذهبت إلى منازلهم، وكنا فريق عمل صغير مكونا من مدير تصوير ومسئول إضاءة ومنتج ومسجل صوت»، وأضاف رومانى: «لا أنكر أن مسألة التصوير أصابت الأطفال بحالة من القلق لدرجة أنهم كانوا يسألون ماذا نفعل؟». 
لذلك كانت إجابتى واضحة، افعلوا ما تفعلونه فى حياتكم اليومية. وعن الألفاظ التى جاءت فى الفيلم، قال رومانى: «لقد تعمدت أن أتركهم يتحدثون بطبيعتهم، لأن ذلك جزء من ثقافتهم، وأعتقد أن ظهورهم بهذا الشكل يعطى مصداقية أكثر للفيلم». وعن اعترافهم بالتدخين بالحشيش وسرقة قسم الشرطة أثناء الثورة وأركاديا مول قال رومانى: «فى الأول والآخر هذا فيلم، ولا يعتبر وثيقة ضدهم تؤخذ عليهم، فأنا لم أثبت هل هذا إيجابي أم سلبي أو تحبهم أو تكرههم، وهم فى النهاية غير مسئولين لأن الوضع الاجتماعى فى البلد هو من أوصلهم إلى ذلك».
وواصل: «عندما استخدمت الكاميرا الخفية فى التصوير كانوا على علم بذلك، وعندما صورت حملة الشرطة والقبض عليهم كانت بموبيل، وأنا أسير فى الشارع مع زوجتى فأخرجت هاتفى وصورت الحملة، وكان «شوت» بالصدفة لدرجة أن زوجتى قالت لى هيقبضوا علينا».
واختتم: «الوضع السياسى كان له الفضل فى تسهيل عملية التصوير داخل الحوارى والشوارع، والفيلم كان تصويره فى أيام الإخوان، فالعمل أخذ منى مونتاج ٩ شهور شخصيا، وكنت دائما أعوض الأطفال أصحاب التكاتك بالمال بديلا عن عملهم، رومانى أكد أن الفيلم لم يعرض على الرقابة نهائيا، لم تكن تلك هى الندوة الوحيدة فى المهرجان، فقد حلت السينما التسجيلية أيضا ضيفا هاما على ندوات المهرجان، فقد نظمت ندوة خصيصا لمناقشة أحوالها ومصيرها، وحملت اسم السينما التسجيلية بين الواقع التقريرى والجماليات السينمائية، وهى عنوان رسالة دكتوراه حصل عليها الدكتور على شوقى الذى كان متحدثا رئيسيا فى الندوة التى أدارها الناقد أحمد حسونة وتحدث فيها الباحث مالك خورى. 
وعن الآراء التى ترى أن السينما هى إعادة صياغة الواقع، تحدث شوقى مؤكدا أن حالة التطور التى تشهدها الصناعة بشكل عام، وكذلك المتلقى لعبت دورا كبيرا فى تطور السينما التسجيلية، وعن سمات الفيلم قال شوقى إنه لا يمكن أن نطلق مسمى فيلم إلا من خلال قصة تحتوى على دراما، نافيا ما يقال حول أن السينما التسجيلية تفتقد إلى الدراما.
الدكتور مالك خورى قال: «إن شباب السينمائيين الجدد ليس لديهم القدرة على استشفاف النظرية التى تتعلق بالسينما التسجيلية»، مشيرا إلى أن أهم ما يميز المخرج التسجيلى هى الذاتية التى تميز المخرج وتميز العمل، هذا بالإضافة إلى ندوتين كنا قد عرضنا تفاصيلهما فى العدد الماضى من مجلة «البوابة»، إحداهما كانت خاصة بفيلم «حار جاف صيف» الذى حصل على جائزة الأفلام الروائية القصيرة، بالإضافة إلى ندوة خاصة عن المخرج الكبير سمير عوف الذى كرمه المهرجان فى دورته، كما شهدت الندوة مفاجأة عودته للسينما مرة أخرى بعد انقطاع مدته ١٥ سنة، وذلك من خلال المركز القومى للسينما.
ليالى المهرجان لم تقتصر فقط على الندوات، فقد شهدت العديد من الأمسيات الفنية على مدار ٦ أيام كاملة كانت البداية فى حفل خاص نظمته الأوبرا المصرية احتفالا بالذكرى الأولى لرحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، وقد احيا الحفل الفنان على الحجار ونخبة من مطربى الأوبرا، كما نظم المنتج هشام عبد الخالق حفلا غنائيا أحيته المطربة نسمة محجوب وحضره أعضاء لجنة التحكيم، وغنت فيه نسمة مجموعة من الأغانى باللغة الإنجليزية.
نظمت هيئة قناة السويس برئاسة الفريق مهاب كويس، حفلا فنيا لضيوف المهرجان، برئاسة المخرج أحمد عواض، بحضور مميش وعواض ومحمد عاطف مدير المهرجان، وخالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة لشئون السينما، وأحيا الحفل الذى سبق العشاء فريق نجوم الفن الذى قدم مجموعة من الأغنيات المتنوعة، لم تقتصر ليالى المهرجان فقط على السهرات الغنائية، فقد كانت هناك العديد من الفعاليات الأخرى، منها مثلا ورش عمل الرسوم المتحركة، حيث أنتجت ستة أفلام ما بين اللايف أنيميشن والتو دى والأستوب موشن والفن التشكيلى.
الأفلام قام بإنتاجها الأطفال المشاركون بالورشة تحت إشراف كل من هدى فرح ومروة كامل وإنجى محمود وعمر فرج وسامح الشرقاوى وأشرف كمال وماريو ممدوح وإنجى فتحى وغيرهم، كما نظمت إدارة المهرجان مجموعة من الرحلات، منها مثلا رحلة خاصة لأعضاء لجنة التحكيم إلى قناة السويس بحضور رئيس المهرجان أحمد عواض، ومديره محمد عاطف، وكذلك رحلة خاصة إلى منطقة الحسين بالقاهرة، ليتحول المهرجان من سينمار سينمائى إلى كرنفال فنى كبير يحوى جميع أنواع الفنون، ويعيد الروح إلى مدن القناة بالكامل.
وشارك بالدورة هذا العام فى المسابقة الرسمية للمهرجان ٧٥ فيلما من ٤٤ دولة، وتبلغ قيمة الجوائز ٣٠٠٠ دولار أمريكى.
ورأس لجنة تحكيم المهرجان المخرجة التسجيلية الجورجية الشهيرة نينو كيرتادزى، كما ضمت فى عضويتها المخرج الأرمينى هراشيا كشيشيان، وفنانة التحريك اللاتفية أنيت ميليس، والمنتجة الفلسطينية مى عودة، والناقد السنيمائى عصام زكريا.