بالصور.. هنا نبروه "عاصمة الفسيخ".. الأسعار من 35 لـ75 جنيهًا للكيلو.. وزحام على شرائه.. وكيل وزارة الصحة يُحذر من الإفراط في تناوله.. والمحافظة ترفع الطوارئ استعدادًا لحالات التسمم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يقول إيهاب اليماني "أشهر فسخاني بالمدينة" إن شهرة "نبروه" في تصنيع الفسيخ ترجع إلى مطلع القرن الماضي عندما كان بعض التجار من أبنائها يسافرون إلى بلطيم عن طريق خط سكك حديد "الدلتا القديم" ويشترون أسماك البوري من صيادي بحيرة البرلس، وتخصص بعضهم في مهنة الفسخاني الذي يقوم بوضع أسماك البوري في براميل خشبية بواقع طبقة من الملح وأخرى من البوري وغلق هذه البراميل غلقًا محكمًا ولا يتم فتحها إلا بعد أن يكون الفسيخ قد أصبح صالحًا للأكل.
وأضاف أن المدينة أصبح بها عدد كبير من العائلات "الفسخانية" واستطاعت تلك العائلات "صناعة الفسيخ" في "نبروه"، واحتكرت المهنة بعض الوقت، ومع الزمن وصل عدد مصانع الأسماك المملحة في المدينة إلى 40 مصنعًا، وهو ما أهلها إلى جانب أسباب أخرى مثل "الخبرة" و"الصنعة"، إلى أن تشتهر باسم "عاصمة الفسيخ"، مشيرًا إلى أنه ورث هذه المهنة أبًا عن جد، وإنه توسع فيها بمشاركة أشقائه، أبرزهم شريف الذي يعمل معه بالمحل.


وأشار إلى أن صناعة الفسيخ جعلت المدينة تشتهر وحولتها إلى قلعة صناعية وتجارية لا تضاهيها أي مدينة في مصر حتى أصبح زبائنها من كبار المشاهير من الفنانين ولاعبى كرة القدم بل وصل إلى بعض المشايخ.
وعن صناعة الفسيخ قال كانت الصناعة تتبع الطرق البدائية في تجفيف الفسيخ، وكان يعرض السمك للشمس لأيام حتى يجف بطريقة طبيعية ثم يضغط على الذيل حتى تفك أعصابه ويترك لفترة أخرى وتوضع عليه مياه دافئة لمدة نصف ساعة، ثم يغسل بالماء ويوضع في براميل خشب، وهذه الطريقة يمكن أن تستعمل فيها أسماك غير طازجة أو أسماك ميتة في الأحواض ولكن مع انتشار الوسائل الحديثة تم تحديث الصناعة طبقًا للمواصفات الصحية السليمة، بدءًا بنوعية الأسماك وانتهاء بعملية التصنيع، إذ يتم التعامل مع مزارع معينة لضمان جودة السمك، ولا نتعامل إلا مع المزارع التي تتميز بجودة السمك الطازج من نوعيات البوري، والطوبار، ولكننا لا نعمل في تصنيع السهيلي الذي يشبه البوري، ونحرص كل الحرص على البعد عن المزارع التي تغذي الأسماك على "السبلة".


وتفاوتت أسعار الفسيخ هذا العام لتبدأ من 35 جنيهًا للأنواع الصغيرة وتتدرج حتى تصل إلى 75 جنيهًا للكيلو بالنسبة للأنواع الممتازة.
في السياق ذاته حذر الدكتور محمد أبو سليمان "وكيل وزارة الصحة بالدقهلية" المواطنين من الإفراط في تناول الأسماك المملحة والفسيخ خلال أعياد الربيع، مشيرًا إلى أن الصفيحة الواحدة "تعد قنبلة ميكروبية" لها بالغ الأثر على السيدات الحوامل ومرضى القلب والأطفال.
وقال أبو سليمان، إنه عند تناول الفسيخ لا بد من إزالة الرأس والأحشاء وأن يغمس في محلول مخفف من خل التفاح والليمون لمساعدة الجسم في التخلص من الأملاح الزائدة به وألا يتجاوز تناول الفرد 150 جرامًا من الفسيخ في الوجبة.
وطالب وكيل وزارة الصحة المواطنين بتناول البقدونس والبرتقال والموز والبصل الأخضر والخس والكنتالوب، لتخفيف حدة الأملاح المنبعثة من السمك المملح.

من ناحية أخرى قال المحاسب حسام الدين إمام - محافظ الدقهلية - إنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى بغرف العمليات بالمحافظة ومديريات الخدمات والوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء لتلقى شكاوى المواطنين على مدى 24 ساعة وحلها فورًا استعدادًا لعيد الربيع.
وأضاف حسام الدين، أنه تم التشديد على متابعة إنتاج الخبز بالمخابز بدائرة المحافظة لتلبية احتياجات المواطنين من الخبز المدعم خاصة بمصيف جـمصة، وزيادة حصة دقيق باقي مراكز المحافظة لتغطية احتياجات المواطنين من رغيف الخبز وتكثيف الحملات الرقابية المشتركة (الصحة – الطب البيطري – التموين - شرطة التموين – البيئة) للتأكد من صلاحية الأسماك المملحة واللحوم والدواجن المعروضة للبيع وضبط ومصادرة السلع المهربة وأنواع الملح غير الصالحة للاستهلاك حفاظًا على صحة المواطنين.
وقال إمام، إنه تم تكثيف المرور على الثلاجات ومراجعة البيانات المدونة على السلع، والتأكد من الإفراج الصحي وسحب العينات منها وتحليلها ومصادرة ملح السياحات غير الصالح للاستخدام بمصانع الألبان والمخللات والأسماك ورفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات المحافظة البالغ عددها 32 (عام ونوعى ومركزي)، 401 وحدة صحية ومركز طب أسرة الموزعة جغرافيًا بالمحافظة، وتواجد سيارات إسعاف بمواقع تمركزها وعلى الطرق السريعة استعدادًا لمواجهة أي حالات طارئة فورًا، وقيام مسئولي المرافق والخدمات بالتوجيه الفوري لإصلاح الأعطال.