الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

روسيا وتركيا تتصارعان على أنقاض المذبحة

الغرب وصفها بـ«حرب الحروب»

اثار الدمار في حلب
اثار الدمار في حلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت وسائل إعلام غربية عن مقتل عدد كبير من الأطباء العاملين في حلب، جراء القصف المتبادل بين قوات النظام المدعومة بغطاء جوى روسي، وميليشيات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا.
وأكد خبراء غربيون أن أي هدنة مستقبلية في سوريا لن تصمد طويلًا، وأن جميع الأطراف المتناحرة عازمة على مواصلة القتال حتى النهاية، خاصة أن هناك أطرافًا خارجية تشجع على استمرار القتال، خاصة تركيا التي تريد القضاء على النفوذ الكردى على حدودها، في حين تريد روسيا استعادة النظام للسيطرة على حلب بأى ثمن.
وأصبحت معركة حلب، الأكبر في سوريا حاليا، حيث يعول النظام عليها لتحديد مصير بقائه، فيما تكافح قوات المعارضة المسلحة تكافح للاحتفاظ بها باعتبارها آخر معاقلها القوية.
وكل طرف وحلفائه بالخارج يدفعون بقوة لإنهاء تلك المعركة لصالحهم، والروس مهتمون بهذه المعركة ويدفع الأسد للمضى قدما فيها حتى النهاية، ما دفعه لاستخدام المدفعية والقوة الجوية لإخماد أي مقاومة فيها.
ودمر القصف جميع المستشفيات بالمدينة، وبات سكانها يعيشون تحت الأرض خوفا من الضربات الجوية، حيث أشارت إحصائيات الأمم المتحدة إلى مقتل سورى واحد على الأقل كل ٢٥ دقيقة خلال الأسبوع الماضي.
وبحسب وسائل إعلامية فإن هدف الحملة العسكرية على حلب يتعلق بمفاوضات السلام في جنيف، حيث تحاول القوات الحكومية تطويق المدينة وطرد مسلحى المعارضة من الأحياء التي يسيطرون عليها شرقى المدينة.
أما بالنسبة لتركيا فإنها تدرك بقوة أنه في حال استعاد نظام الأسد السيطرة على حلب وشمال سوريا وأحكم السيطرة على دمشق واللاذقية التي يهيمن عليها العلويون، فيمكن القول، طبقا لبعض المعايير إن الحرب في سوريا انتهت بصورة تامة وسيبقى الأسد رئيسا للبلاد ولن يمكن لأحد زحزحته، وستخسر كل ما أنفقته على دعم المعارضة.
وأكدت وسائل الإعلام أنه حال سيطرة الأسد على حلب، سيكون مع راعيه الروسى أكثر استعدادا لعقد صفقة، لتقوم القوات الحكومية السورية مع المقاتلات الروسية والأمريكية بتركيز اهتمامها على معقل داعش في الرقة.
ورغم أن كل الأطراف تجمع على أن الضربات الجوية وحدها غير كافية للقضاء على داعش، في ظل عدم رغبة الميليشيات الكردية في إقحام نفسها في اشتباكات برية في الوقت الحالي، فقد بات من المؤكد أن قوات الأسد سيكون لها عامل الحسم في السيطرة على حلب.
ووقع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بين شقى الرحى، ففى حال انتصار الأسد والسيطرة على البلاد فإن هذا سيعد انتصارا لبوتين وسيضعف موقف أنقرة، وإذا ما خسر الأسد وبرز الأكراد كقوة وسيطروا على الأرض فإنها ستكون قد خسرت أيضا. وتخلص صحيفة التايمز إلى أن معركة حلب ستتبعها معارك أخرى، لذا تدعو الغرب للضغط على موسكو لكبح الأسد الذي أطلقت عليه لقب «جزار دمشق».
وفى السياق ذاته نشرت صحيفة التلجراف تقريرًا لمراسلها في بيروت عن الأوضاع في مدينة حلب تحت عنوان: الأسد يستعد لإطلاق العنان لـ«حرب الحروب» في حلب، جاء فيه إن المدينة تحترق والجيش السورى مدعوما بالطيران الروسى يستعد للهجوم النهائى على المتمردين فيها.
وعانت حلب من إحدى أسوأ كوارثها في الأشهر الأخيرة مع قيام القوات الحكومية بوضع أسس ما سمته الصحيفة «حرب كل الحروب» لاستعادة السيطرة على ثانى أكبر المدن السورية. وتضيف أن مجزرة الأيام القليلة الماضية أعادت المدينة التي تعانى بشدة منذ عام ٢٠١٢ إلى واجهة الأحداث في الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات.