الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المصريون "يدلعون كروشهم" بسموم "البتيوليزم" في "شم النسيم ".. خبراء التغذية ينصحون بتناول الأسماك الطازجة والرنجة بدلًا من الفسيخ بسبب احتوائه على مواد كيميائية تسبب الشلل والوفاة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتاد المصريون منذ عهد الفراعنة على أكل الأسماك ضمن طقوس احتفالاتهم بعيد "شمو" أي بعث الحياة الذي سُمي حديثًا بـ"شم النسيم"، وخاصة أكل الفسيخ الذي يصنعه المصريون منذ القدم من سمك قشر البياض، وكانت مدينة إسنا من المدن الشهيرة في صناعة وتقديم الأسماك المجففة كنذور للآلهة داخل المعابد حتى صار السمك المجفف "الفسيخ " رمزا للمدينة في العصر البطلمي وصار اسمها "لاثيبولس" أي مدينة سمك قشر البياض"، ولا يزال المصريون يتناولنه حتى يومنا هذا دون الاكتراث بأضراره التي قد تصل إلى الشلل أو الوفاة في غضون عدة ساعات متحججين بأنه يوم بالعام لا يتكرر.
ولكن كيف يمكن للمصريين تناول الفسيخ في شم النسيم دون إفساد فرحتهم به، وهل رقابة وزارة الصحة على المتاجر كافية لحماية المواطنين.
استطلعت "البوابة نيوز" آراء خبراء التغذية، والطب الوقائي لمعرفة أضرار الفسيخ، وكيف يمكن تقليل تلك الأضرار، وما هي الأطعمة التي يمكن تناولها معه. 
قال مجدي نزيه، أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية، إن أضرار الفسيخ تنقسم إلى قسمين أحدهما ظاهر، والآخر باطن، موضحًا أن السبب الظاهرة، وهو يرتكز على كونه سمك شديد الملوحة، ويمكن التغلب عليه من خلال تناول كميات قليلة منه وشرب كميات كبيرة من المياه والليمون الذي يقلل من خطره.
أما عن خطره الباطن فأشار "نزيه" إلى احتوائه على سموم ميكروبية نتيجة إعداده بطريقة ملوثة، فالتاجر يقوم بتمليح السمكة كاملة برأسها دون تنظيف ما بداخلها مما يعمل على زيادة نمو السموم الميكروبية التي قد تؤدي إلى الوفاة بعد تناوله بساعات قليلة، موضحًا أن تلك السموم تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة لتجنب مخاطرها.
وأكد "نزيه" على ضرورة عدم تناول الأسماك المالحة في شم النسيم خاصة الفسيخ والملوحة والتي يصعب على المستهلك العادي التمييز بين الجيد والفاسد منها، ويجب تناول الأسماك الطازجة بدلا من المالحة لتجنب المخاطر، موضحًا أن الشعب المصري لا يستمع إلى نصائح الخبراء بخصوص الأغذية متهاونين بمخاطرها التي قد تؤدي إلى الوفاة.
كما أكد مصدر بالطب الوقائي وإخصائي ميكروبيولوجي رفض ذكر اسمه أن الفسيخ يحتوي على بيكتريا تنمو فيه،  وذلك نتيجة عزله عن الهواء مما يجعله يفرز سموم "البتيوليزم"،  وهذه السموم لا تسبب أعراض تسمم غذائي، ولكن تزداد خطورتها لتسبب شللا في عضلات التنفس وعضلات البلع وازدواج للرؤية، وارتفاع ضغط الدم، وقد تصل خطورته إلى الوفاة بعد ساعات قليلة تعتمد على كمية السموم الموجودة بالفسيخ.
وأوضح الإخصائي أن ست البيت لا تستطيع أن تكتشف فساد الفسيخ لأنه قد يحتوي على بكتريا وسموم غير ظاهرة، ويُنصح بعدم أكله نهائيًا والاكتفاء بأكل الرنجة والسردين أو غليه في درجة حرارة لا تقل عن 80 درجة مئوية.
وأضاف أن وزارة الصحة تقوم بعمل حملات رقابية للكشف عن الأسماك المملحة الفاسدة في جميع متاجر الجمهورية، وتقوم بتحليلها،  ولكن هذه التحليلات تحتوي فقط علي عينات من تلك المتاجر، ولا يمكن حصر كافة الأسماك الفاسدة لذلك يفضل عدم تناوله.
وقالت هبة عبدالحليم، أستاذة التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية: إن الفسيخ عبارة عن سمك مخلل لا يتعرض إلى درجة حرارة مما يعمل على نمو الميكروبات فيه بدرجة عالية، مشيرة إلى أن هناك متاجر تقوم بإضافة مواد كيميائية مضرة مثل الفورمالين، وذلك من أجل تسويته في مدة زمنية قصيرة فتتفاعل تلك المواد الكيميائية مع البكتريا الموجودة في السمكة فتسبب الوفاة في الحال لذلك ينصح شراء الأسماك المملحة من متاجر موثوق فيها.
وأشارت "عبدالحليم" إلى أن لحم الفسيخ يجب أن يكون لونه ورديًا، وتغير لونه يدل علي فساده، وتنصح ربة المنزل بإضافة كميات كبيرة من الليمون الذي يعد مضادًا حيويًا طبيعيًا يحد من مخاطر السموم الموجودة به فضلا عن أكل كميات كبيرة من الخضروات والسلطة وشرب العصائر الطازجة والبُعد عن المياه الغازية التي تزيد من حدة الضرر.
وتنصح بتناول الرنجة بدلا من تناول الفسيخ لأنها تتعرض إلى درجة حرارة كافية لقتل الميكروبات التي تحتويها على عكس الفسيخ الذي لا يتعرض للتهوية.