الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

سبت النور الحائر بين مصر والقدس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعظم قيمة "سبت النور" في القدس أمام قبر المسيح، فلحظة خروج النور المقدس هي تلك اللحظة التي يقطع الاقباط حول العالم آلاف الأميال للاحتفاء بها وأشعال شموعهم، وفي مصر تقام الصلوات وتقوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتمثيل القيامة خلال القداس، فيدخل الأسقف داخل الهيكل وتطفأ الأنوار ويردد الشمامسة بالخارج الصلوات والألحان، في انتظار لحظة "قيامة المسيح" وخروج النور، وفي تمام الثانية عشر يخرج النور المقدس من قبر المسيح، وتضاء الأنوار داخل الكنائس بمصر وسط فرحة للشعب سواء بالتمثيلية أو بالنور الحقيقي الخارج من القبر.
يخضع قبر المسيح في "القدس" إلى عدد من التحضيرات، قبل مراسم خروج النور المقدس، فيتم فحص القبر صباح السبت بواسطة الشرطة والمسئولين، والتأكد من عدم وجود أي سبب بشرى لهذه المعجزة، وبعد التأكد من خلو القبر المقدس من أي مادة مسببة لهذه المعجزة، يتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر.
وبعد التأكد يبدأ توافد الحجاج ورفع الصلوات والتمجيد، حتى يستجيب الله ويخرج النور من القبر، الصلاة والتمجيد، ثم يدخل بطريرك أورشاليم للروم الأرثوذكس، ومعه رؤساء الأساقفة والكهنة والشمامسة وبطريرك الأرمن إلى الهيكل، وتضرب الأجراس بحزن حتى يدخل البطريرك ويجلس على الكرسى البابوى، وتتجمع الطوائف المسيحية من أرمن وأقباط أرثوذكس ثم يدخل الجميع أمام أمام القبر، ويظل القبر مُقفل ومختوم، يقوم بطريرك الروم بالدخول إلى القبر، قبل أن يدخل إلى القبر يتم تفتيشه للتأكد من عدم وجود أي مصدر للنار أو النور معه ويخلع الملابس السوداء ويقف بالملابس البيضاء، ويكون هذا التفتيش على يد كل من حاكم القدس ومدير شرطة القدس، بجانب أخرين من الكهنة، ويتم هذا التفتيش أمام الجميع. ثم يدخل البطريرك في القبر المقدس، وهو يحمل شمعة مطفأة.
ويركع بطريرك الروم مصليا طالبا من الله أن يرسل نوره المقدّس، وفي تلك اللحظات يغلف المكان بالسكون والصمت، ويترقب خروج النور، بعد صلاة البطريرك يسمع الحاضرين صوت صفيرًا ويخرج برق أزرق وأبيض من الضوء المقدّس من كل المكان، وتضئ كلّ الشموع بتلقائية من هذا النور، فيضئ الشمعة التي يحملها البطريرك اولًا، ويبدأ الحاضرين في الهتافات والصلاة حتى تضاء شموعهم، وهذا النور لا يحرق.
ويروي إبراهيم كامل عادات المصريين وخاصة بصعيد مصر بسبت النور، فيقول أن كحل العيون أحد أهم العادات في تلك الليلة، فعيون الجميع مسيحيون ومسلمين أطفال وشيوخ رجال ونساء، تتكحل بالكحل المحمي، حتى تنساب الدموع من العيون.
وأضاف كامل ل "البوابة نيوز " أن سبت النور بالنسبة للقرية ما هو إلا نصر على اليهود، فيتغي الجميع "سبت النور عيدناه.. عيدناه واحنا في راحة.. واليهود حزانا.. حزانا".
وعلق على تلك العادة بقوله إنه عادة أخذت من الانجيل مستشهدًا بأية تقوم "كحل عيني فابصر" بالكحل استخدم حتى تري العيون النور المقدس، والذي توارثته الأجيال، حيث كان في القديم يتم تكحيل العيون لحمايتها من شدة النور الذي يخرج من قبر المسيح، فتبادلات العادات في بساطة وحب.
ومن جانبه قال الأب مارتيروس أن تمثيلية القيامة لا تغني عن أن يذهب الأقباط للقدس ويروي النور المقدس بأعينهم، فالتمثيل غير الواقع، ولهذا نجد آلاف الاقباط يسافرون كل عام للحج غير مهتمين بما قد يطيعهم من حرمان من الكنيسة، فالشروق لرؤية نور الْقَبْر أعلي بكثير من التعليمات والتهديدات.