الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الباحث مايكل يوسف في حواره لـ"البوابة": الأقباط غارقون في "تدين شكلي" نهى الدين عنه.. ويتظاهرون بالحزن في الصلوات وفي نفس الوقت يشترون ملابس وطعام العيد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتميز أسبوع الآلام الذي تحيى الكنيسة القبطية ذكراه هذه الأيام بعدد كبير من الطقوس في العبادة، والطقس هي كلمة يونانية تعنى ترتيب أو نظام أو عادة معينة، وفى مقابل هذه الممارسات الطقوسية نجد أصوات مجموعة من الشباب تخرج هذه الأيام ترفض التركيز على الطقوس باعتبارها وسيلة التعبد الأهم أو كونها دليلا على زيادة أو نقص الإيمان، وترى فيها مبالغات مظهرية.
حول أفكار هؤلاء الشباب ورفضهم للطقوس كان لنا هذا الحوار مع الباحث الإنجيلى مايكل يوسف الذي قال إن المجتمع المسيحى أصبح يغالى في الممارسات الطقوسية والمظهرية على حساب الإيمان الذي هو أصل التدين.
■ ما المنطلق الذي ترفضون منه الطقوس؟
- نحن نرفض الطقوس والفروض لأن المسيح رفضها، فقد كان يتعمد أن يقوم بمعجزاته كل يوم سبت، والذي كان يقدسه اليهود كفرض ولا يفعلون فيه شيئا وقد هاجموه كثيرا بسبب هذا، وقال لهم ما معناه: إذا كان لدى الإنسان فرصة لفعل الخير يوم السبت، ألا يفعله؟!
(مت ١٢: ١١ - ١٢): فَقَالَ لَهُمْ: أَى إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِى السَّبْتِ فِى حُفْرَةٍ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِى السُّبُوتِ!»
وقد قال لهم أيضا، إن الهدف من الوصية ليس الوصية في حد ذاتها، والهدف من الفرض ليس هو الفرض في حد ذاته، بل فعل الخير والرحمة ومعرفة الحق: (مت ١٢: ٧) إِنِّى أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً.
يسوع نفسه وقف ضد التدين المظهرى الذي يطلب من الناس عبادات وطقوسا مظهرية وفروضا يعملونها ليلا ونهارا أملا في التقرب إلى الله، وهم خاوين من الداخل، لا يهمهم فعل الخير أكثر من تنفيذ الفروض وإتمام الواجب، وقد تكلم يسوع عن الكهنة وقال إنهم يفتخرون بأعمالهم ليظهروا بمظهر التقوى أمام الناس.
(مت ٢٣: ٥): وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَى تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ: فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ.
ولكن الله يريد شيئا آخر: يريد الرحمة والحب وقد ذكر بولس الرسول هذا بقوله: من أحب أحدا غير نفسه فقد كمل الناموس (أي الشريعة).
(رو ١٣: ٨): لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَىءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ.
أليس من الغريب أن تقام صلوات طوال أسبوع كامل باللغة القبطية واليونانية التي لا يفهمها أغلب الشعب القبطى؟ أي بناء إيمانى ينتج من هذا؟ لا شىء بالطبع.
■ وكيف يمكن التعبير عن المناسبات دون طقوس خاصة بها؟
- ألا يكفى التهنئة وإقامة الصلوات «المفهومة» دون مغالاة في طرق العبادة المظهرية الخاوية؟ يكفى جدا ذكر اسم يسوع، وأن نصلى للخير والسلام أن يعم العالم، فقد قال يسوع: (مت ١٨: ٢٠): لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِى فَهُنَاكَ أَكُونُ فِى وَسْطِهِمْ.
ليس هذا فقط، بل أليس أحب إلى الله أن أساعد طفلا يتيما أو فقيرا أكثر من أن أقضى أسبوعا كاملا ليلا ونهارا في ترديد صلوات غير مفهومة وخاوية وأقوم بممارسات تعبدية مظهرية لا تشبع النفس ولا الروح.
لماذا تحول الأمر إلى عادة شعبية، الأقباط لا يغالون فقط بل يتظاهرون أيضا، فأغلب الشعب القبطى في أسبوع الآلام يتظاهر بالحزن عند إقامة الصلوات ليتذكروا أسبوع الآلام، المسيح عندما تعرض للتعذيب والصلب على أيدى الرومان، ولكن على الجانب الآخر ينهمكون في شراء ملابس العيد في نفس الأسبوع، والتحضير للطعام الذي سيفطرون عليه عشية العيد، شىء محير ومحزن.
■ وما المشكلة إذا كانت الطقوس تتضمن قراءة الكتاب المقدس وصلوات عديدة؟
- المشكلة كما قلت لك، إذا تحولت الصلاة إلى مجرد تلاوة دون فهم هنا تكمن الخطورة، الإيمان المسيحى مبنى على الإنجيل، فمن غير المعقول أن أقرأه بشكل آلى وسريع لتتميم الطقس دون أن أفهم منه شيئا، وأيضا إذا أصبح الطقس فرضا وعادة.
(كو ٢: ٢٠): إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِى الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ.
■ كيف تنظر ليهوذا هل هو خائن أم مستخدم في حدث الفداء؟
- بالطبع لا يستخدم الله أحدا ليهلكه، فالله يريد الخلاص للجميع، (١ تى ٢: ٤): الَّذِى يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.
بل سمح يهوذا للشر أن يتملك منه وقد تنبأ يسوع بهذ وعلم بما في قلب يهوذا، وحتى إذا لم يسلمه يهوذا كان سيقبض عليه الرومان بشكل أو بآخر لأن اليهود كانوا يسعون لهذا بكل قوة لأنهم ظنوا أن يسوع هو المهدد الرئيسى لسلطتهم الدينية.
■ هل ترى أن الطوائف الإنجيلية لا توجد بها طقوس هي الأخرى حتى لو كانت تنظم الاجتماعات كفقرة الترانيم ثم فقرة الوعظ؟
- الطوائف الإنجيلية لا توجد عندها طقوس، فالترانيم ليست شيئا مفروضا على الناس في أوقات معينة أو بطرق معينة، وبالمناسبة أنا لست إنجيليا ولا أتبع أية طائفة.
■ ما البديل للطقوس في نظرك وما الإصلاحات التي تراها واجبة؟
العودة للإنجيل لأنه مكتوب بصراحة: (كو ٢: ١٦): فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِى أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ.
(كو ٢: ١٤): إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِى عَلَيْنَا فِى الْفَرَائِضِ، الَّذِى كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ.