رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

شهادات قادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عن مصر

خلال اجتماع «ليلة عيد الفصح اليهودى»

 تنظيم داعش
تنظيم داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«لواء سيناء» في «داعش» يضم ١٠٠٠ مقاتل يأتيهم سلاح من ليبيا 
«عوامل الاستقرار» فى مصر أكبر من «عوامل الاضطراب» لكن «الجمهور غير مضمون» 
هناك «خيبة أمل» لدى القاهرة من واشنطن والأمل فى تغيير إدارة «أوباما» 
الجيش المصرى يوظف جهوده لمكافحة الإرهاب والخطر ابتعد عن العاصمة 
«حماس» تمثل تهديدًا مشتركًا للبلدين
عقد جهاز الاستخبارات العسكرية فى إسرائيل، ليلة عيد الفصح اليهودى، اجتماعًا سريًا لم يتم الكشف عنه سوى مؤخرًا فى صحيفة «إسرائيل اليوم»، التى تحفظت على ذكر أسماء القادة، وضم الاجتماع أربعة قادة ساحات فى دائرة البحوث فى شعبة الاستخبارات، وهم رئيس الساحة الفلسطينية، ورئيس الساحة اللبنانية، ورئيس ساحة دول المنطقة والقوى العظمى، ورئيس الساحة الشمالية والشرقية، والتى تشمل (سوريا والعراق وإيران). 
وامتد الاجتماع لساعات طويلة وانتهى برصد مجموعة التهديدات الحقيقية التى تواجه إسرائيل فى هذه المرحلة، وهى - كما أوردوها - أنفاق غزة، موجة الإرهاب فى الضفة، عمليات «داعش» والحرب الأهلية فى سوريا، تعاظم حزب الله ومستقبل المشروع النووى فى إيران، واستقرار الحكم فى مصر والأردن.
ففيما يخص مصر، فكانت مجريات الاجتماع كالتالى، اعتبرت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن التحدى الأساسى لمصر هو الاقتصاد، وأوضحوا أن الرئيس السيسى يبذل جهودا جبارة، ناجحة فى بعضها، لتحسين الاقتصاد وتعزيز النظام، وعليه فإن التقديرات هى أن عوامل الاستقرار أكبر الآن من عناصر الاضطراب، ولكن هذا أيضًا محدود الضمان، فقد شهدت مصر فى السنوات الأخيرة ثورتين، وهو ما يعنى أن الجمهور المصرى «غير مضمون».
فيما رأى رؤساء الساحات أن التعاون المصرى - السعودى اليوم جاء بعد خيبة أمل القاهرة من واشنطن، فهو ما جعلها تبحث عن حليف جديد مثل روسيا أو فرنسا ليكون سندًا دبلوماسيًا واستراتيجيًا مستقبليًا لها، فيما رجح رؤساء الساحات أنه مع تغيير إدارة أوباما ستعود واشنطن لدعم مصر مرة أخرى. ورصدت الاستخبارات تطور العلاقات المصرية الإسرائيلية، والتى رأوا فيها هدوء لوجود تهديدين مشتركين للدولتين من حماس فى غزة وفرع داعش فى سيناء.
فيما جاءت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أن لواء سيناء فى داعش يتكون من ٥٠٠ - ١.٠٠٠ مقاتل مسلحين جيدا - يأتى سلاحهم من ليبيا - وأشار التقرير إلى أنهم اكتسبوا خبرة فى العمل ضد الجيش المصرى وسابقًا ضد إسرائيل، مما جعلهم ينجحون فى إسقاط طائرة المسافرين الروسية فى سيناء وقبل ذلك فى العملية على طريق ١٢ بإطلاق الصواريخ على إيلات. 
ورأت التقديرات أن الجيش المصرى يوظف جهودًا غير قليلة فى حربه ضد «داعش»، وربما ابتعاد الخطر عن القاهرة جعل التهديد غير ملح بشكل كبير بالنسبة للإدارة المصرية، حسب زعمهم.
وفى نفس السياق علق البروفيسور «يعقوب عميدور» المستشار السابق للأمن القومى فى تحليله بجريدة «إسرائيل اليوم»، أن العلاقة بين السعودية ومصر هدفها من قِبل المملكة هو تعزيز الطرف السنى فى المعادلة الشرق أوسطية، موضحا أنه لا توجد لإسرائيل أسباب لمعارضة التعاون بين مصر والسعودية، وقد يكون هذا أساسًا للتنسيق معهما.
ورأى «برئيل» أنه كان واضحًا فى السابق أن مصر هى التى تقود السنة، وعندما قيل للسادات إن العالم العربى يعارض الاتفاق الذى وقعه مع إسرائيل رد قائلا «مصر هى العالم العربى»، لكن الأمر لم يعد كذلك.
وتطرق عميدور للأحداث التى مرت على مصر فى السنوات الأخيرة من الثورة الشعبية التى أسقطت مبارك، والحكم القصير لجماعة الإخوان، فضلًا عن المشاكل الاقتصادية، كل ذلك جعل العالم العربى لا يعتبرها دولة قائدة، وقال عميدور إن سقوط مبارك تسبب فى فقدان مكانة مصر كقائدة للعالم العربى، ولكنها رغم ذلك مصر ما زالت الدولة العربية ذات العدد الأكبر من السكان، ولها جيش حديث وكبير جدًا وما زالت ذات دور مؤثر.
وأشار عميدور إلى أن السعودية تدرك ضعف السنة، حيث لا يوجد قائد كما فى إيران، وهم يفهمون أن السعودية رغم الثراء وحراسة الأماكن المقدسة الإسلامية، إلا أنها ليست بديلًا لمصر، فليس لها تاريخ سياسى مثل مصر، ولا توجد فيها مؤسسة دينية مهمة مثل الأزهر، وفيها قليل من السكان، وهى دولة صحراوية تقوم على الكثير من النفط، ولكن نفط فقط بدون إرث قيادى.
وهو ما يكشف سر التعاون بين مصر والسعودية، فكلاهما يحتاجان لبعضهما، فمصر بحاجة إلى السعودية من أجل اقتصادها، والسعودية بحاجة إلى مصر من أجل تعزيز قيادة العالم السنى، واتحاد الدولتين سيُحدث التوازن فى وجه إيران، من هذا المنطلق نعيد قراءة الواقع ويمكننا تفسير الزيارة النادرة لملك السعودية فى مصر واستعادة الجزيرتين وخطة إقامة جسر يربط للمرة الأولى فى التاريخ بين الدولتين.