رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"البوابة" تكشف.. سر الزيارة الغامضة لعاهل الأردن إلى السعودية

لم يعلن عنها مسبقًا واستقبله «سلمان» شخصيًا

الملك سلمان والملك
الملك سلمان والملك عبدالله الثانى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«عبدالله» يستفسر عن سبب غياب عمان عن «القمة الخليجية المغربية»
يطلع على الأوضاع الجديدة لـ«تيران وصنافير» وتأثير «جسر سلمان»
رأى محللون سياسيون أن زيارة العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى للسعودية توجه رسالة إلى كل الذين يتحدثون عن برود العلاقة بين البلدين، وتؤكد استمرار التعاون بينهما فى الكثير من ملفات المنطقة خصوصًا فى اليمن.
ووصل العاهل الأردنى إلى الرياض الأربعاء فى زيارة رسمية لم يُعلن عنها مسبقًا، وكان فى استقباله نظيره السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز فى مطار قاعدة الملك سلمان الجوية.
وليس من عادة العاهل السعودى أن يخرج لاستقبال العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، أو حتى بعض القادة العرب والأجانب، ولذلك توقف الكثير من المراقبين عند كسر هذا التقليد، أثناء وصول الملك عبد الله إلى العاصمة السعودية فى زيارة مفاجئة، حيث كان الملك سلمان وعدد كبير من الأمراء الكبار فى استقباله.
وفى المملكة العربية السعودية لا مكان للعفوية فى الاستقبالات، أو الأمور البروتوكولية، فكل خطوة محسوبة بعناية فائقة، وكل تحرك أو لفتة يتضمنان رسالة، حتى لغة الجسد، وطريقة السلام والاحتضان والتقبيل، تعتبر مؤشرا لحميمية العلاقات أو برودها، ولذلك حرص العاهل السعودى على عدم استقبال الرئيس الأمريكى الزائر باراك أوباما فى مطار الرياض، وأوكل هذه المهمة لأمراء، أو وزراء فى الدولة، مثل وزير الخارجية عادل الجبير، فى تجاهل متعمد، بينما حرص على استقبال ملوك وأمراء دول الخليج المشاركين فى القمة.
وتأتى هذه الزيارة فى وقت تتحدث فيه تقارير صحفية عن «برود فى العلاقة بين البلدين»، خصوصًا أن الأردن غاب عن القمة الخليجية المغربية التى عُقدت فى ٢٠ إبريل الجارى فى الرياض.
وبحسب تقارير، فقد كان لافتا أن العاهل الأردنى غاب عن الحفل الختامى لمناورات رعد الشمال قبل شهرين، وحضرها فى اليوم التالى، كما غاب عن حضور القمة الخليجية التى انعقدت قبل أسبوعين فى الرياض، التى حضرها الملك المغربى محمد السادس، ولم يعلم، بأنباء ترسيم الحدود بين مصر والسعودية إلا عبر وسائل الإعلام، والشىء نفسه جسر «الملك سلمان».
وفى هذا الإطار قال المحلل السياسى الأردنى فايز الربيع لموقع «إرم نيوز» الإماراتى، إن «الملك عبدالله لديه تساؤلات حول عدم استدعاء المملكة للقمة الخليجية المغربية خصوصًا أن عمّان كانت ضمن القائمة المرشحة للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجى إلى جانب الرباط».
لكن الكاتب والمحلل السياسى أسامة الرنتيسى رجح أن «تُطلع الرياض الملك عبدالله على نتائج القمة الخليجية المغربية» مشددًا فى الوقت ذاته على أن «هذه الزيارة رد واضح على كل الأصوات التى تتحدث عن برود العلاقة بين الطرفين».
وتتزامن زيارة العاهل الأردنى للسعودية مع انعقاد محادثات يمنية فى الكويت وسوريا فى جنيف، يأمل المجتمع الدولى والعربى أن تؤديا إلى حل الأزمتين.
وتوقع أن السعودية ستُطلع الأردن على آخر المستجدات فيما يتعلق بالمباحثات اليمنية فى الكويت، التى من المنتظر أن تُستأنف اليوم الأربعاء بعد ضغط من المجتمع الدولى لمنع انهيارها.
من جانب آخر، قال «الربيع» إن «ملك الأردن ربما سيحاول عقد تفاهمات مع الجانب السعودى فيما يتعلق بجزيرتى تيران وصنافير، وذلك بعد نقل ملكيتهما مؤخرًا من مصر إلى المملكة فى ظل اتفاقية لترسيم الحدود المائية بين البلدين».
وأوضح الربيع أن «الأردن يرغب فى أن يكون على اطلاع بالتغييرات التى ستطرأ على الجزيرتين وحركة السفن، خصوصًا فى ظل وجود نية لدى مصر والسعودية لإنشاء جسر يربط بينهما يمر عبر الجزيرتين».
والملفات الاقتصادية ستكون حاضرة أيضًا فى القمة الأردنية السعودية المنتظرة، بحسب فايز الربيع، الذى شدد على أن الأردن «يبحث عن استمرار المنحة الخليجية التى ستنتهى العام الحالى».
وأكد الرنتيسى بدوره «ضرورة استمرار المنحة الخليجية التى تشكل داعمًا أساسيًا للاقتصاد الأردنى» محذرًا من أن «أى وضع غير إيجابى فى المملكة سيؤثر على المنطقة ككل».
وكان رئيس الوزراء الأردنى الأسبق رئيس مجلس إدارة البنك الأردنى الكويتى عبدالكريم الكباريتى، توقع أخيرًا أن «دول الخليج لن تجدد منحتها التى سبق وأن حصلت المملكة عليها وقيمتها خمسة مليارات دولار»، داعيًا حكومة بلده إلى «التعامل مع إيران التى باتت واقعًا فى ظل نفوذها القوى فى العراق وسوريا»، على حد تعبيره.
وقال الكباريتى، خلال اجتماع الهيئة العامة للبنك إن «دول مجلس التعاون كانت على الدوام سندًا قويًا ومنيعًا للأردن لكن الظروف التى تمر بها جعلتها تغير فى استراتيجياتها».
ورأى أن الأردن «لن يكون ضمن أولويات دول الخليج فى ضوء هبوط أسعار النفط وانشغالها بأولوياتها المحلية».