الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

هل ستُفشل إيران الحوار اليمني اليمني في الكويت؟

صورةأرشيفية
صورةأرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلقت يوم الجمعة ٢٢ إبريل المباحثات اليمنية فى الكويت، حيث وصل أخيرًا وفد الحوثيين بعد مماطلة فى الوصول لمدة يومين، تعقد هذه المباحثات التى أعدت إليها الأمم المتحدة، وكلفت السيد إسماعيل ولد الشيخ المبعوث الأممى إلى اليمن بالإشراف على هذه المباحثات.
وتتجه أنظار الشعب اليمنى بل الشعوب العربية إلى مباحثات الكويت، عسى أن تكون مخرجًا لإنهاء عملية القتال والصراع العسكرى والوصول إلى الحل السياسى، لأن الحرب فى اليمن أنهكت الجميع خاصة الشعب اليمنى، الذى فقد الآلاف من أبنائه ودمرت أغلب مؤسسات الدولة ولم يعد هناك شعور بالأمان داخل هذا البلد.
من المعروف تاريخيًا أن الحرب تؤدى إلى السياسة وأنه حسب نتائج الحرب على الأرض، تتشكل أطر التفاوض وأن الطرف الأقوى يستطيع أن يملى شروطه على الآخرين، إلا أنه فى الحالة اليمنية لا يمكن أن نتحدث عن منتصر أو مهزوم فى الحرب، لأنه فى الحقيقة الجميع خاسرون، صحيح أن القوات الحكومية المدعومة بقوى التحالف منذ بدء العملية العسكرية المشهورة بـ«عاصفة الحزم»، ثم بعدها «إعادة الأمل»، فقد استطاعت القوات الحكومية أن تعيد سيطرتها على الكثير من الأراضى والمدن التى استولى عليها الحوثيون وقوات عبدالله صالح، لكن العاصمة صنعاء ما زالت فى أيدى الحوثيين، كما أن الممرات لإيصال الإمدادات الإنسانية بعيدة عن السيطرة وأن المدن محاصرة من كلا الطرفين، ولو استمر القتال على هذه الوتيرة من الصعب توقع نتائج على الأرض، إذًا الحل السياسى هو الهدف الوحيد والأخير للشعب اليمنى ولجميع القوى السياسية فى اليمن، وهناك عامل آخر أن فاتورة تكلفة الحرب مرتفعة للغاية، ومع ظروف انخفاض سعر النفط عالميًا، ستشكل فاتورة الحرب على المملكة العربية السعودية عبئًا ثقيلًا، وأنه طوال الشهر الماضى تم ضبط شحنات الأسلحة المهربة من إيران، متجهة إلى الحوثيين فى اليمن، بمعرفة الأمريكان، وهذا ما يؤكد الدور الحقيقى لإيران فى المنطقة. تبقى هناك مشكلة وهى تمدد تنظيم القاعدة فى المنطقة الساحلية بوضع يده والاستيلاء على منابع للنفط والغاز وعقد صفقات مع شيوخ القبائل إضافة إلى تبنيه لأعمال القرصنة فى البحر وستصبح القاعدة فى الأيام القادمة محل جدل، ويجب التعامل معها بحذر وفى كل هذه المعطيات جاءت الولادة المتعثرة فى محادثات الكويت، لتكون بارقة أمل جديدة، حيث من المتوقع أن تستمر المحادثات من ٤ إلى ٦ أسابيع، ومن المتوقع أيضا أن يحاول «الحوثيون صالح» عرقلة المباحثات حتى إشعار آخر من إيران، وهذا ما أكد عليه الدكتور عبدالملك المخلافى نائب رئيس وزراء الخارجية اليمنى، رئيس الوفد المفاوض عن الشرعية اليمنية، حيث شكك فى نيات القوى الانتهازية فى مباحثات الكويت قائلًا «إن القوى الانقلابية لا ترغب فى إحلال السلام ولم تأت إلى الكويت إلا تحت ضغوط المجتمع الدولى»، وأضاف فى تصريحات لجريدة الشرق الأوسط أن «الخيارات التى يريدها الانقلابيون هى خيارات مخالفة لما تم الاتفاق عليه مع المبعوث الأممى ولد الشيخ» وتابع «القوى الانقلابية لوحت بالانسحاب من محادثات الكويت، فى حال عدم الالتزام بالخيارات التى طرحوها، فيما أكد وزير الخارجية الكويتى لوفدى «الشرعية» و«الحوثيين» وضع معاناة الشعب اليمنى نصب أعينهما منوها بضرورة إدراك أن الحرب لا تؤدى إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد، وسيدفع اليمن الجزء الأكبر فى تكلفة إعادة الإعمار، أو لا قدر الله أن يموت أبناؤها فى أتون الحرب، ومع استمرار اليوم الثانى للمباحثات أكد السيد إسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمم المتحدة، أن الوضع فى اليمن يعتبر أفضل حاليًا رغم الخروقات المعلقة للهدنة، مؤكدا أن حل أزمة اليمن سيكون «يمنى يمنى»، دون تدخلات خارجية وأضاف ولد الشيخ خلال مؤتمر صحفى أن المشاورات اليوم كانت بناءة مع التوقع بتقدم فى الجولة التالية، وقد أوضح سيادته أن النقاط الخمس المتفق عليها تنص على الآتى: إيقاف تام لإطلاق النار وانسحاب المجموعات المسلحة وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة وإعادة مؤسسات الدولة، واستئناف حوار سياسى واسع وإنشاء لجنة خاصة للسجناء والمعتقلين، وتابع ولد الشيخ «أمن اليمن واستقراره هو أول ما تم التشاور حوله، وعلى الجميع تحكيم ضمائرهم ومراعاة الصالح العام».