السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"صلاح عبد السلام".. مفتاح هجمات باريس وبروكسل يواجه مصيره في فرنسا

صلاح عبد السلام
صلاح عبد السلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد صلاح عبد السلام، المتهم الأول فى تدبير هجمات بروكسل وباريس، في 15 سبتمبر 1989 في حي مولنبيك بالعاصمة البلجيكية بروكسل، ويحمل الجنسية الفرنسية، وينحدر من عائلة مغربية، هاجرت من قرية بويافر شمال المغرب، واختارت الحياة في ذلك الحي ذي الأغلبية المسلمة، لكن صلاح اتسم بسلوك إجرامي مشاكس، وروى أهل الحي عنه أنه كان كثير التعاطي للخمر، وبدأت رحلته مع المشكلات القانونية حين أقيل من عمله كميكانيكي بشركة بروكسل للنقل العام في 2011، بسبب بعض ممارسات العنف والجريمة التي أدت إلى الحكم عليه بالسجن لمدة شهر، ثم عمل مديرًا لبار في مولنبيك في 2013 وأُغلق بسبب الاتجار بحبوب الهلوسة، بعد ستة أشهر من بيعه من قبل صلاح وأخيه، كذلك تم توقيف صلاح بتهمة السرقة والتعاطي والاتجار في المخدرات.
ثم بدأت مسيرته مع التطرف في السجن، عندما التقى بصديق طفولته عبد الحميد أباعود الذي سافر إلى سوريا في 2013 والتحق بتنظيم داعش الإرهابي، وعاد لتجنيد عدد من سكان مولنبيك ومنهم عبد السلام وشقيقه الأكبر إبراهيم، الذي يُشتبه أنه من فجر نفسه داخل مسرح باتاكلان في باريس، خلال هجمات الخلية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر الماضي، والتي أودت بحياة قرابة 130 ضخصًا وأصابت 200 آخرين.
فيما تذكر تقارير إعلامية أن صلاح قام بنقله بسيارة لتفجير حانة بشارع فولتير، وتعتبر قوات الأمن أن عبد السلام أخطر المطلوبين للسلطات في فرنسا، حيث بدا المدبر الرئيسي لهجمات بروكسل وباريس، التي تعتبر أكبر هجمات تعرضت لها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي يعتبر الأخوان المسئولين الرئيسيين عنها بالتعاون مع ستة رجال آخرين فجروا أنفسهم بالحزمة الناسفة؛ وإن كان أباعود العقل المدبر لها.
فيما اعتبر محققون أن دور عبد السلام كان مساندًا، من خلال استئجار السكن لمنفذي الهجمات الانتحارية ونقلهم بالسيارة؛ حيث أوضحت التحقيقات أن صلاح قام باستئجار غرفتين بفندق "أبارت سيتي" بمدينة فورتفيل الفرنسية، قبل يومين من الهجوم، بالإضافة إلى شقة في نفس المدينة. كما استأجر سيارتين من بلجيكا لاستخدامهما في الهجمات، وأقل بإحداهما اثنين من الانتحاريين المشاركين بها، وتخلى عن الحزام الناسف الذي كان يرتديه وعن السيارة في مدينة شاتيون بالقرب من باريس، قبل أن ينقله أصدقاء له إلى بلجيكا. وأضافت تقارير صحفية أنه نجح في عبور الحدود إلى بلجيكا عقب العملية مع شخصين آخرين برفقته، رغم تحقق الشرطة من هويته.
ويُشتبه أن محمد عبريني، المتهم بالمشاركة في هجمات باريس وبروكسل والذي ألقي القبض عليه مطلع أبريل الجاري، هو من قاد الأخوين عبد السلام إلى باريس قبل أيام من الهجمات، واصطحبها في رحلتي الذهاب والإياب بين باريس وبروكسل خلال يومي 10 و11 نوفمبر 2015.
وفي مارس 2016 عثرت الشرطة البلجيكية على بصمات عبد السلام في مداهمة لشقة ببلدة فورست ببلجيكا، قرب منطقة الغابات، وفوجئت بوجود مسلحين بالشقة أطلقوا النار عليها، وتمكن اثنان منهما من الفرار. ثم ألقي القبض عليه في التاسع عشر من مارس، بعد أيام من ذلك الحادث، بعد تبادل غطلاق النار وإصابته في قدمه. وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أنه سيطالب السلطات البلجيكية بترحيله إلى فرنسا لمحاكمته، فيما قال سفين ماري، محامي عبد السلام، أنه "يحاول تجنب ترحيله إلى فرنسا".
وألمح وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز في مؤتمر صحفي إلى أن عبد السلام كان يخطط لتنفيذ هجمات في بروكسل قبل القبض عليه، وأن السلطات "وجدت الكثير من الأسلحة الثقيلة في التفتيش الأولى لمنزله، وكشفت شبكة جديدة من الأشخاص المحيطين به في بروكسل". ورغم تلك الشكوك إلا أن الخلية الإرهابية التي قادها عبد السلام وأباعود تمكنت من تنفيذ هجمات بروكسل، بعد القبض على عبد السلام بحوالي أسبوع، وراح ضحيتها حوالي 32 شخصًا وأصيب 130 آخرون.
وتم نقل عبد السلام مؤخرًا من سجن في مدينة بروجس البلجيكية إلى سجن آخر أشد تأمينًا في بيفيرن، واليوم قامت القوات البلجيكية بترحيله إلى العاصمة الفرنسية باريس لمحاكمته، تنفيذًا لمذكرة أوروبية بالقبض عليه أصدرتها فرنسا في 19 مارس 2016، وفقًا للمدعي العام الاتحادي.