يتمسك المصريون بطباعهم في الكرم والحب والتسامح، ومع استقبال المصريين للشهر الكريم، فإن الوضع قد يبدو صعبًا على البعض في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر، من خلال ارتفاع سعر الدولار الذي اقترب من 12 جنيهًا ووصول طن الأرز من 4 آلاف جنيه إلى 6 آلاف، وهو ما يثير تساؤلا حول تأثير تلك الأزمة على استمرار هذه العادة في رمضان المقبل.
وللإجابة على هذا التساؤل انتقلت "البوابة نيوز"، التقت عددا من أصحاب الموائد الرمضانية لمعرفة آرائهم حول تأثير الأزمة الاقتصادية على استمرار الموائد.
يقول الحاج أحمد عبدالمعطي، تاجر أعلاف، من شبرا، إنه سيقيم في العام الحالي مائدة رحمن في ظل أي ظرف، مؤكدًا أن الحالة الاقتصادية لن تؤثر على ما يقوم به من أجل ما سماهم "أهل الرحمن"، مشيرا إلى أن المصريين لايهمهم حجم اللحوم أو حتى نوعية الأكل، الأهم هو وجود مائدة الرحمن.
في المطرية وأمام مسجد المطراوي كل عام تقام مائدة الرحمن، يؤكد القائم عليها محمود سليمان بأنها عبارة عن جمعية يقوم بها عدد من الأفراد، والهدف هو إطعام الصائمين في رمضان سواء كانوا فقراء أو مغتربين أو عاملين بالقرب من المكان، مؤكدًا أن كل فرد يقوم بدفع مبلغ من المال ومع تجميع المال في كل عام يقوم بعقد مائدة الرحمن، مشيرا إلى أن اليوم في المائدة يكلفهم نحو 3000 جنيه من مصاريف كل شىء، وفى كل يوم يأتى من يدفع المال وهناك من لا نعرف من هم ولكنهم أرسلوا الأموال.
أم بطة، تقيم كل عام مائدة رحمن، أكدت بأن الوضع الاقتصادي بالفعل أثر عليها سلبيًا، ولكنها أكدت بأنها ستقوم بعقد مائدة الرحمن ولكن بشكل أبسط من كل عام، قائلة: ربنا يسامحني على أنى هقصر لكن مش بإيدي، وأكدت بأنها تستعد لشراء عجل لتوزيعه على الفقراء قبل رمضان بيوم مثلما تقوم كل عام، مؤكدة بأنها لن تستفاد شيئًا من "تحويش الفلوس".
يذكر أن القوات المسلحة في رمضان الماضى قامت بإقامة 164 مائدة رمضانية مُوزعة على المناطق الأكثر احتياجا بكافة محافظات الجمهورية بطاقة تتجاوز مليون و134 ألف وجبة معلبة تقدم للصائمين طوال شهر رمضان الماضي، وربما يشهد العام الحالي عددًا أكبر، وذلك بخلاف الكثير من موائد الرحمن.
ويؤكد بعض المؤرخين أن أحمد بن طولون جمع القادة والتجار والأعيان في مصر على مائدة حافلة في أول أيام رمضان، وقال لهم: آمركم أن تفتحوا بيوتكم وتمدوا موائدكم وتهيئوها بأحسن ما ترغبونه لأنفسكم فيتذوقها الفقير المحروم، هناك البعض يؤكد أن المعز لدين الله الفاطمي أول من أقام مائدة يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، وكان يخرج من قصره جميع ألوان الطعام لتوزع على الفقراء.
