الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عظمة 25 أبريل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد".. بيني وبين هذه الملحمة الغنائية عشق لا يعرفه إلا كل مَن أحب تراب هذا الوطن، فكانت كلماتها وأداء الفنانة القديرة شادية لها تزلزل المشاعر بداخلي وتدفعني دائمًا لاسترجاع شريط الذكريات الذي لا يغيب أبدًا عن ذاكرتي حول قيمة تراب هذه البقعة الغالية على نفس كل مصري، والتي ارتوت بدماء الشهداء الذين جادوا بأرواحهم الكريمة ليمنحونا العزة والكرامة.
واليوم تحتفل مصر بالذكرى 34 لاسترداد آخر حبة رمل من سيناء من أيدي مجرمي الاحتلال الإسرائيلي الغاصب الذي ظن أن مصر ستنكسر إرادتها وستخضع أمام إرهابهم وستفرط في شبر واحد من ترابها.. إلى أن جاء وقت الشرف.. وقت الحرب.. حين تكلم السلاح المصري وأقسم جنود مصر الأوفياء على ألا يعودوا إلا بعد تحرير كل تراب مصر من نجاسة الاحتلال الصهيوني.
وفي الواقع أن محطة 25 أبريل ستظل هي مصدر الفخر والفداء في نفس كل مصري يعتز ببلده ويعتبر الأرض هي الروح وليس فقط العرض.. لكنني في الواقع يخالجني شعور بأننا نحتاج إلى تسليط مزيد من الأضواء على البطولات الفدائية النادرة والتضحيات الغالية التي بذلها كل مَن شارك في معركة التحرير سواء الشهداء منهم أو ممن لا يزالون على قيد الحياة.
ففي ذلك عدة فوائد لا يمكن تجاوزها لعل في مقدمتها زرع الروح الوطنية في نفوس أبنائنا، وزرع يقين لا يقبل الشك في نفوسهم بأن وطنهم خط أحمر لا يسمح لأحد بالاقتراب منه حتى نضمن استمرار روح العزة والكرامة في الأجيال القادمة ووقتها لن يساورنا أي خوف على مصر لأنها ستكون عقيدة في نفس كل ابن من أبنائها.
مشاعر أخرى تنتابني في هذه الذكرى الغالية وهي تتراوح ما بين الشعور بالقلق في ظل الظروف الإقليمية المحيطة بمصر من كافة حدودها الملتهبة، كما هو الحال في ليبيا واليمن والعراق وسوريا التي تشهد صراعات مسلحة دامية بين أبناء الوطن الواحد.. ووقتها أنتقل إلى مشاعر أخرى بتقديم الحمد والشكر لله العلي العظيم ولجيشها الباسل الذي هو بمثابة الضمانة الحقيقية القوية لتماسك ووحدة مصر.
صحيح أننا نتعرض لأزمات شديدة، أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مقام بتحذيره من "أهل الشر" الذين يودون أن تركع مصر أو تسقط في هوة الانقسام والإرهاب، إلا أنني رغم ذلك سرعان ما أستعيد ثقتي في القيادة السياسية الحكيمة القادرة على العبور بالوطن والمواطنين إلى بر الأمان، رغم كل المؤامرات التي تُحاك ضدنا بداية من ضرب الاقتصاد المصري في مقتل بترهيب السائحين وإشعال أزمة الدولار على نحو لم تشهده مصر من قبل.
إلا أنني رغم ذلك أتمسك بالأمل في حفظ الله لهذا البلد الأمين، فمصر ستظل محفوظة برعاية الله، وسنحتفل في الأعوام المقبلة بقهر كل الصعاب ومواجهة كل التحديات ما دام شعب مصر صامدًا أبيًّا متوحدًا، متحديًّا كل دعاوى الانقسام وضرب أمن واستقرار الوطن.