الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكتاب الأسود للإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حسنا ما فعلته مؤخرا لجنة التحفظ على أملاك وأموال جماعة الإخوان الإرهابية بإسناد مهمة تدوين وتوثيق تاريخ الجماعة لمكتبة الإسكندرية لما تتمتع به هذه المكتبة من أمانة علمية وشهرة عالمية حتى يمكن للجميع من أبناء الجيل الحالى والأجيال المقبلة الاطلاع على هذا التاريخ للجماعة الإرهابية وأن يكون هذا التاريخ مدعما بالوثائق والمستندات السياسية والأمنية والقضائية والشهادات الموثقة التى حاولت الجماعة إخفاءها..
فهذه الخطوة جاءت فى الوقت المناسب خاصة أن السنوات الخمس الماضية ومنذ أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ هى من أهم السنوات الشاهدة على حقيقة هذه الجماعة وأسرارها التى تكشفت للجميع وفى مقدمتها أنها جماعة إرهابية وليست جماعة دينية دعوية إصلاحية كما خدعت الجميع داخلها وخارجها على مدار سنوات طويلة.
فهذا القرار من جانب لجنة التحفظ على أموال الجماعة من أهم قرارات اللجنة منذ أن باشرت عملها خاصة أن الجماعة رفضت على مدار عمرها ومنذ النشأة الأولى تدوين تاريخها من داخلها، بل إن عددا من المنشقين على الجماعة يؤكدون أن جميع المرشدين منذ المرشد الأول حسن البنا وحتى المرشد الأخير المحبوس محمد بديع عارضوا بشدة وجود لجنة إخوانية تتولى تدوين وتوثيق تاريخ الجماعة.
بل إن غالبية قادة وقيادات الجماعة من أعضاء الصفين الأول والثانى امتنعوا عن كتابة ما يسمى بالمذكرات الشخصية لهم خشية تسرب هذه المذكرات والتعرف على حقيقة ما يدور داخل هذه الجماعة من أسرار وما قامت به من عمليات قذرة وصفقات مشبوهة واتفاقات تسمى اتفاقات العار والخيانة ضد الأوطان وضد الجيوش العربية ليصبح تاريخ الجماعة غير معروف وغير شاهد عليهم.
فقرار تدوين وتوثيق تاريخ هذه الجماعة أصبح مطلبا شعبيا كبيراً لدى غالبية الشعب المصرى والشعوب العربية خاصة بعد أن وصلت هذه الجماعة لمقاعد حكم مصر وكيفية الوصول لذلك ثم سقطت وكيفية السقوط وماذا بعد السقوط وحتى الآن فهى صفحات مهمة من التاريخ الأسود لهذه الجماعة الإرهابية التى اتخذت من الدين الإسلامى الحنيف ستاراً وتجارة لها حتى انكشف أمرها وانفضح سرها.
فالجماعة التى تعلم أن تاريخها مشرف وتفتخر به لتسجيله ونشره حتى تتباهى به أمام الآخريين ويصبح وساما على صدرها وتتناقله الأجيال جيلا بعد جيل ولكن هذه الجماعة تدرك قبل غيرها من خصومها أن تاريخها أسود بل حالك السواد ولذلك أخفت صفحات هذا التاريخ ودفنتها فى المقابر مع قادتها الراحلين.
فإذا كانت هذه الجماعة الإرهابية ملكا لأعضائها فإن تاريخها لا بد أن يصبح على المشاع أمام الجميع يتعرفون عليه ويواجهون به أعضاء هذه الجماعة الذين يتحدثون عن تاريخ غير حقيقى لجماعتهم باعتبارها جماعة الخير وليست جماعة الشر وجماعة الملائكة وليست جماعة الشياطين وأن يصبح هذا التاريخ شبحاً يطارد هذه الجماعة وأعضاءها.
فاللجنة التى ستقوم بمهمة تدوين وتوثيق تاريخ هذه الجماعة لا يجب أن تسجل ما حدث فى السنوات الخمس الماضية فقط بل عليها أن تنقب فى تاريخ هذه الجماعة منذ النشأة الأولى عام ١٩٢٨ وتزيح الأسرار عن كثير من الأحداث والمواقف الغامضة وحقيقة الشخصيات الإخوانية الشيطانية الذين كانوا يرتدون ملابس ملائكية حتى ظهر لنا أحفادهم من عتاة الإجرام والإرهاب فى هذه الأيام.
فقرار كتابة التاريخ الحقيقى لهذه الجماعة الإرهابية لا يقل أهمية عن قرار الشعب المصرى بإسقاط هذه الجماعة من فوق مقاعد حكم مصر وعزل الخائن والجاسوس الإخوانى محمد مرسى الذى وضعته الجماعة فى موضع الرسل والأنبياء وإصدار وثيقة مكتبة الإسكندرية حول تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية فى كتاب أسود سيكون حدثا مهما ليس لمصر فقط بل للعالم أجمع للتعرف على التاريخ الأسود لجماعة الإخوان.
والكتاب الأسود لتاريخ جماعة الإخوان الإرهابية يجب أن يصدر بجميع لغات العالم وليس باللغة العربية فقط لأن جماعة الإخوان التى كانت تتباهى بأنها جماعة لها رسالة عالمية لا بد أن يعرف العالم كله حقيقة رسالة هذه الجماعة ألا وهى رسالة العنف والقتل والإرهاب والسرقة والتخريب وسيكون هذا الكتاب هو السهم القاتل فى قلب هذه الجماعة لأن السحر ينقلب على الساحر والتاريخ يقتل أصحابه أحياناً.