الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء يفضون اشتباك مزاعم نسب "فرعون موسى" للهكسوس.. "البيلي": لم يطلق هذا اللقب على المحتلين.. عبدالمقصود: الربط بين النص الديني والأثرى تم بشكل خاطئ.. نورالدين: يخدم مشروع تهويد تاريخ مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت الدراسة التي قدمها الدكتور مصطفى الوزيري، مدير عام منطقة آثار الأقصر، حول نسب فرعون "موسى" إلى الهكسوس وعدم انتمائه للحكام المصريين موجة غضب عارمة بين عدد من الخبراء المصريين، رغم أنه كشف عن نيته في الدراسة بأنها محاولة لنفي صفة القسوة وهتك الأعراض وسبي الأطفال عن حاكم مصري، بزعمه أنه كان ينتمي للهكسوس، واستغل اليهود إطلاق هذا الاسم لتشويه كل الحكام المصريين، إلا أن عددا كبيرا من الباحثين أكدوا أن دراسته تصب في خدمة تهويد التاريخ المصري دون أن ينتبه لذلك. 


وأكد محمد البيلي، رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق، أن لقب "فرعون" كان يطلق على الحكام المصريين فقط، وأنه لا يشير أبدًا إلى الهكسوس في التاريخ القديم.
وأضاف "البيلي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": أن المؤرخ القديم "يوسوفيوث"، كان يهوديًا، وهو أول من نسب الهكسوس لليهود حتى يرجع قدم اليهود لتلك الفترة، ويمنحهم أقدمية، بل قام بتحريف القبائل العبرانية وترجم كلمة "هكسوس" والتي تعني "حقاخسوت" أي "الحاكم" إلى الأسرى الرعاة في اللغة المصرية القديمة، وهو ما يؤكد أنه يناقض نفسه.
وشدد "البيلي" على أن الهكسوس لم يطلق عليهم أبدًا كلمة "فرعون"، داعيًا إلى فض الاشتباك حول كلمة "فرعون" لأنها لم تخص شخصًا بعينه ولا حاكما ولكنه كان لقبًا يشير إلى كل من يتولى الحكم ويسكن بيت "برعو" أي القصر، وتم تحريف الباء إلى حرف الفاء فصار "فرعو" حتى وصلنا إلى تسمية كل من يتولى الحكم في مصر القديمة إلى كلمة "فرعون". 
وأكد أن النصوص الفرعونية القديمة لم تمنح قبائل الهكسوس والبربر اسما، ولكنها وصفتهم بصفات "الهمج، والبدو والشراذم"، مضيفًا أن البعض ما زال يربط بين النصوص الدينية والآثار، خاصة وأن تلك القضية ما زالت في طور البحث، ولم يتم التعرف حتى الآن على"فرعون موسى" الذي غرق في البحر. 
وأكد "البيلي" أن جماعات الهكسوس لم ترتق أبدًا إلا في عصر الثقافة الفرعونية حتى يتم إطلاق لقب "فرعون" على أي منهم، لأنها لم تترك حضارة ذات بصمة، وأن ما تركه الهكسوس فقط من آثارهم هي كلا من العجلة الحربية والأقواس. 


وقال الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام للمجلس الآعلى للآثار، منسق مشروع التاريخ العسكري: إن فرعون موسى كان مصريا، ولا صحة لما يتم ترديده حول نسبته إبان فترة النبي موسى عليه السلام للهكسوس. 
وأوضح أن المزاعم التي تربط بين نسب فرعون "موسى" وبين انتمائه للهكسوس غير صحيحة، لأن الهكسوس واليهود لم يكونوا موجودين في منطقة "تل الضبعة "المعروفة بأباديس، ولكنهم كانوا موجودين في "قنطير" عاصمة الملك رمسيس الثاني.
وشدد "عبدالمقصود" على عدم ترديد تلك المزاعم التي تدعي أن كلمة فرعون من اختراع اليهود، معربا عن غضبه من منح اليهود أكبر من حجمهم.
وأضاف" عبد المقصود" أن من حق الباحثين أن يعرفوا آراءهم ليقيموا ويصيبوا ولكن لا يمكن أن يناقشوا قضايا تم حسمها قديما لأن لم يذكر في التاريخ أن أحدا من الهكسوس أخد لقب" فرعون".
ونبه الأمين العام للمجلس الآعلى للآثار الأسبق لخطورة الربط بين النص الديني والآثار، لأن الآثار تعتمد على ظهور النقوش والأدلة، وحتى الآن لم تظهر النقوش أي إشارة إلى فرعون "موسى"، وما زال البحث جاريا، لافتًا إلى أن محاولة استخدام النص القرآني بدون وجود أدلة لا يخدم الطرفين.
في السياق، حذر الدكتور عبد الحليم نور الدين، رئيس اتحاد الأثريين المصريين من الربط بين ما حاء في الكتب السماوية وبين الآثار خاصة أن القرآن لم يحدد لقبا محددا لمن هو فرعون الذي كان على عهد موسى، وحتى ما يتعلق بالمملكة " بلقيس" فلم يحدد أيا من الملكات حينها.
واستنكر نور الدين، ما وصفه بالهواية المدمرة التي تحاول دائما الربط بين الآثار والنص الديني دون أدلة واضحة منذ ما يقرب من عشرين عاما، فدخل عدد من الدعاة الإسلاميين وقليلي الخبرة للحديث عن تلك الحقبة التاريخية، ووقع في تلك الدائرة عددا كبيرا منهم في فخ " تهويد" التاريخ المصري وهو يدعى الدفاع عن الحكام المصريين.
فيما أكد الدكتور الحسيني عبد البصير، مدير منطقة آثار الأهرامات أن تلك المزاعم ليس لها أي أساس من الصحة، مؤكدا أن سيدنا موسى كان في الدولة الحديثة والتي بدأت نحو 1530ق.م أي في الأسرة الـ18، وكان الهكسوس قبل ذلك بكثير في عصر الانتقال الثاني عام 1750ق.م، مشددا على أن الربط بين سيدنا "موسى" وبين الهكسوس لا أساس له من الصحة، وأنه لا يتوجد أدلة على ذلك، منتقدا الربط بين الآثار والنص الديني في القرآن الكريم.
وأضاف "عبدالبصير" أنه يتفهم جيدا محاولات بعض الباحثين نفي صفة الإساءة التي قام بها فرعون موسى عن للحكام المصريين، ولكن لا يمكن أن تتحول هدا المحاولات للوصول لنظرية أكيدة في ظل غياب الأدلة.
وأشار عبد البصير إلى أن كلمة فرعون جاءت من كاملة "برعو" والتي كانت تشير للقصر الذي كان يحكم منه الحاكم، وتم تحريفها في اللغة العربية لكلمة " فرعو" وأضيفت"ن" عندما حرفت للغة العربية لتصبح كلمة "فرعون" ممنوعه من الصرف وليس اسم عاجني وتسير بصورة واضحة لمن يسكن البيت أو القصر.