الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في ذكرى الأربعين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هكذا تمضى الأيام، فى مثل هذا اليوم العاشر من إبريل ١٩٧٦ كان تأسيس حزب فريد فى تاريخ مصر، هو حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى.
كانت فكرة عبقرية، لا يعرف أحد على وجه التحديد من صاحبها، الآباء المؤسسون خليط من الماركسيين والقوميين والناصريين والغريب أصحاب التيار الدينى وسط هؤلاء.
كان الرئيس الراحل أنور السادات قرر أن يكشف الشيوعيين، لكنه فوجئ بخلطة يسارية من تراب الوطن ما لهاش حل، إسماعيل صبرى عبدالله وزير التخطيط، فؤاد مرسى وزير التموين، اللذين حافظا على اقتصاد مصر أيام الحرب، والاثنان من أساطين الاقتصاد والسياسة، الأساتذة فى تاريخ مصر، الاول كان يوما ما مستشارا اقتصاديا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أسس حزب الراية الشيوعى فور عودته من فرنسا مع الزعيم فؤاد مرسى وكان شعار حزب الراية هو «عاش الرفيق خالد ألف عام»، كان اسم خالد هو الاسم الحركى للدكتور فؤاد مرسى، ولا يمكن استكمال الكلام دون ذكر ثالث الزعماء أبوسيف يوسف، وأجمل الناس الكاتب والصحفى محمد سيد أحمد، عاش ورحل كما النسمة.
وتظهر أسماء لم تكن على البال ولا النية، الدكتور أحمد خلف الله المجدد الحقيقى للفكر الدينى، والشيخ خليل عبدالكريم والشيخ على خاطر والشيخ مصطفى عاصى، الذى قال عنه السادات «مالقوش فى الشيوخ إلا هذا العاصى»، مع أن هذا العاصى وزملاءه كانوا من خيرة خريجى الأزهر، مع مين الأستاذ الدكتور ميلاد حنا، الذى دمر مشروع العثمانية الجديد.
والأهم عاقد الحاجبين، لطفى الخولى، هذا الشباك الذى لا تستطيع فتحه أبدا «كم قال هو فى المسرحية الشهيرة (القضية): نقفل الشباك ولا نفتحه»، انتقد زى مانت عايز لكنه الساحر، اللى حل أحزاب الشيوعيين ونوم مغناطيس اللجنة المركزية فى الاتفاق الأردنى الفلسطينى، وكان حرافيش التجمع يجرون وراءه من مؤتمر لآخر.
هكذا وقع السادات فى حيص بيص، كان يرغب فى كشف اليسار، وجد أمامه مصيبة، شيوعيين وماركسيين ولعيبة مع أساتذة وشيوخ فكر دينى.
كنا طلبة فى الجامعة، ذهبنا سوا أنا والدكتور عبدالفتاح أحمد عبدالفتاح نتعرف على الناس ديه.. كنت مستاء جدا مما يكتبه الأستاذ الراحل الكاتب الصحفى موسى صبرى عن حزب التجمع، وكتبت استمارة العضوية مع صديق العمر عبدالفتاح.
كان التجمع يضم فى عضويته أكثر من ١٠٠ ألف عضو، وكانت حكاية انضمامى لحزب التجمع بسبب موسى صبرى، مصدر سياسى قاله أبى وأخى وزميلى الراحل أبوالعز الحريرى، فى أكثر من مؤتمر جماهيرى، حتى نلت درجة الدكتوراه وغير الكلام على أنى كتبت فى كتابى الأول والأخير عن « بشر بلا ثمن» وهو جزء من رسالة الدكتوراه أدين للفضل بها لأستاذى إسماعيل صبرى عبدالله الذى قدمها وأستاذى الدكتور محمد دويدار الذى ساعدنى على التقاط الفكرة.
معارك بلا حدود خاضها حزب التجمع ضد النظام، كان التجمع وفعلا بيتا ومأوى لكل من عارض النظام.
بلاش نتكلم عن توازنات القاهرة، لكن أتحدى أى إنسان فى أى محافظة يقول إن التجمع لم يكن فعلا بيتا للأمة وللشعب المصرى، رغم ضيق اليد والداء والأعداء، وهى كلمة جميلة لعاشقة مصر والفلاحين أم الجميع، شاهندة مقلد.
كنا فى الإسكندرية، التجمع فاتح بابه لكل عابر سبيل، كان درج مكتب الحريرى مفتوحا لكل الزملاء، أكل وشرب، والنكتة أنه كله مسجل على النوتة، هى النوتة التى لم يرها أحد، لأن ببساطة كانت أم المصريين الحقيقية هى زينب الحضرى، أم النائب الحقيقى هيثم الحريرى، وهشام اللى كتير قالوا عليه غتت ولكنى أراه أجمل أبناء الحريرى، والبرنسيسة هند اللى اضطررنا حذف فقرة كاملة عنها بقلم الراحل أبوالعز وحطينا فى المونتاج مكانها شجرة جميلة.
أما جريدة التجمع، حدث ولا حرج، الحريرى بكل الكريزما التى جاء بها من عند الرب لم يستطع أن يمنع نشر مش بس مقال لكن لو خبر، رغم تحذيرات الأستاذ الدكتور رفعت السعيد، وغلبت جريدة التجمع الجريدة الرسمية لحزب التجمع رغم أنها تصدر من أوضة ضلمة، وصحفى محترف واحد، والباقى من الهواة وعلى باب الله.
لم تكن جريدة التجمع نتاج من كانت أسماؤهم على الترويسة، وإنما نتاج زملاء عرفوا يعنى إيه كلمة وطن.
شرفت برئاسة التحرير، ولكن ديه الترويسة أما الفعل، كان للأستاذ الدكتور إبراهيم السايح نائب رئيس التحرير، كان له أكثر من فضل مهنى وشخصى أدين له، الأستاذة أمنية فهمى النائب الثانى التى ظلمها من تولوا الأمر بعدى، الأستاذة إلهام رفعت التى تولت إدارة التحرير ودفع الأذى عن رئيس التحرير ومعها صديق العمر أحمد سلامة، صدادة لم يكن لها مثيل.. خد عندك أسماء لا حصر لها ماجدة سليمان، شيرين طاهر، صفوت عبدالملاك، معتز الشناوى، الشوادفى العرابى، وغيرهم كثيرون لنا استكمال معهم.
وكل هؤلاء عدا الأستاذ الدكتور إبراهيم السايح لم يعرفوا يعنى إيه معنى التجمع، طبعا معاه صديق العمر الأستاذ عبدالكريم قاسم المحامى، والأستاذ المشاغب دائما على القسطاوى.
كانت الإسكندرية مثلما كانت دائما فى كل زمان ومكان، هى الأولى وليس لها فروع أخرى.
هل تصدق أن عاملا اسمه حسن المناويشى يدرس ويتكلم بلسان شكسبير، هل تصدق أن الأستاذ الدكتور عبدالمنعم خربوش رئيس نادى أساتذة جامعة الإسكندرية، يقف وحده يوزع منشورات ضد الملك والمحتل والإخوان فى ميدان محطة الرمل، هل تصدق أن الراحل محمد يونس يقضى فى زنزانة انفرادى سنوات يتحدث مع نملة لأن الحاكم فرض كده، هل تصدق أن موظف ترام الإسكندرية شحاتة عبدالحليم يتطوع مع الباشا إسماعيل صبرى عبدالله، ينضربوا بالسياط بدلا من زملائهم فى معتقل المغول، حتى لا يسقط شهيد آخر مثل أجمل من أنجنبت مصر، شهدى عطية الشافعى.
بره الكلام، كنت أبقى حرامى جمرك لولا التجمع، خارج الكلام الخالد محيى الدين، وطبعا الطوربيد البشرى الأستاذ الدكتور رفعت السعيد، كتبت عنهما كثيرا، ومازال هناك الكثير.
كل سنة وأنتم طيبون أيها التجمعيون، خلى بالك عليهم ابن اتحاد الشباب سيد عبدالعال رئيس الحزب، وعقبال ألف سنة وسنة رغم البعاد، وعاش الرفيق خالد ألف عام.