الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كلمة السر .. "ريجيني"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أحد يدري على وجه التحديد لماذا تحولت قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني في ظروف غامضة إلى كرة الثلج المتصاعدة على هذا النحو الذي شهدته الأيام الماضية.
فرغم احترامنا وتقديرنا لمشاعر أسرة الشاب وحرص دولته إيطاليا على الوقوف بمنتهى الدقة والشفافية على ملابسات الحادث الذي لا ينكر أحد بشاعته.. إلا أن التصعيد غير المفهوم أو المبرر من جانب المسئولين الإيطاليين ضد مصر وصدور تصريحات غير مقبولة تستبق الأحداث والتحقيقات يضع علامة استفهام، بل علامات، حول الهدف من إثارة كافة الرياح والعواصف ضد سلطات الأمن في مصر، رغم كل الدعم والاهتمام الذي أبدته لفريق التحقيقات الإيطالي الذي حضر إلى القاهرة، واطلع بنفسه على كل التفاصيل والتحركات التي لا تدع مجالاً للشك حول عدم إخفاء أي معلومات، لدرجة دفعت وفد التحقيق للإشادة بالتعاون المصري.. فلماذا تغير الكلام حين عادوا لإيطاليا؟
وكيف تسمح روما بنشر المهاترات المسيئة لمصر على طريقة صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، التي زعمت أنها تلقت رسائل إلكترونية من شخص مجهول، يعتقد أنه من جهاز الشرطة السرية المصرية على حد وصفها، ونشرتها في عددها الصادر اليوم، تكشف فيه تفاصيل كثيرة جديدة حول مقتل واختفاء الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة بين 25 يناير و3 فبراير الماضي.
وتزامن نشر هذه الشهادة في اليوم الذي يصل فيه الوفد الذي أعلنت النيابة العامة أنه سيسافر إلى روما ليقوم بـ"استعراض ما آلت إليه التحقيقات التي تجريها النيابة العامة المصرية في القضية"، والذي يترأسه المستشار مصطفى سليمان، النائب العام المساعد، ويضم أعضاء من النيابة العامة والشرطة المصرية.
والمفاجأة أن الرواية التي نشرتها الصحيفة الإيطالية بشكل كبير هي نفس الرواية التي نشرها عقيد الشرطة الهارب من مصر عمر عفيفي، عبر حسابه الرسمي على "فيس بوك" منذ فبراير الماضي، وهو يعيش حاليًا في أمريكا، وتقول الصحيفة إن ما جاء في الرسائل يقود مباشرة إلى قلب أجهزة الأمن المصرية، المدنية والعسكرية، وشرطة محافظة الجيزة، ووزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية، وباتت هذه الرسائل الآن بحوزة قاضي التحقيق الإيطالي سيرجيو كولايوكو ومحامي أسرة ريجيني ألساندرا باليريني، وهو ما أجبر الجانب الإيطالي على التصعيد ضد مصر.
وزعمت الصحيفة أن الشخص المجهول كشف عن تفاصيل التعذيب الذي تعرض له جوليو ريجيني، والذي لم يتم الكشف عنه ويعرفه المحققون الإيطاليون فقط.
ويقول المجهول: "أمر احتجاز ريجيني صدر من الضابط خالد شلبي، مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، حيث اختفى ريجيني في 25 يناير الماضي".
وعن طبيعة التعذيب، يقول المجهول "تم ضربه على الوجه، وضربه بالعصا على القدم، وتعليقه على باب، وإخضاعه لصدمات كهربائية في أماكن حساسة، وحرمانه من الماء والطعام والنوم، وترك عاريًّا واقفًا في غرفة تغطي المياه أرضيتها والتي يتم كهربتها كل نصف ساعة"، وتقول الصحيفة إن هذه التفاصيل كانت لا تزال مجهولة إلى الآن، وأكدتها نتائج تشريح جثمان ريجيني في إيطاليا.
فمنذ متى تعتمد تحقيقات دولة كبرى مثل إيطاليا على رسائل من مجهولين.. والسؤال الأهم من كل هذا والذي نطالب إيطاليا بالإجابة عليه.. لماذا تفعل أجهزة الأمن المصرية كل هذه الأكاذيب المزعومة في الشاب الإيطالي؟ وهل من سيرتكب هذه الجريمة البشعة سيحتفظ بالجثة على وجه الأرض.. مجرد سؤال ليس بريئًا.