الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أعداء النجاح

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثناء تصفحى لعدد من الصحف الأجنبية لفت نظرى خبر عن محاضرة ألقاها بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت فى إحدى المدارس الأمريكية عن التنمية الذاتية، لاقتناعه بأن أغلب أنظمة التعليم تعزز الإحساس الكاذب بسهولة النجاح، وبالتالى فهى تخلق جيلا غير قادر على الابتكار أو التعامل مع الواقع، كان عنوان المحاضرة «مهارات وأفكار لن تتعلموها فى المدارس» كان أهمها القواعد التالية:
١- الحياة ليست عادلة تماماً وعليك أن تقبل وتعتاد العيش فى الظروف التى تعيش فيها.
٢- لن تستطيع الحصول على دخل سنوى قدره ٦٠ ألف دولار بمجرد التخرج من المدرسة الثانوية، ولن تتقلد منصباً رفيعاً لمجرد أنك إنسان محترم، ولن تحصل على سيارة إلا بعد أن تجتهد وتجد فى الحصول على الوظيفة المرموقة والسيارة الفارهة.
٣- العالم لا يعنيه مدى احترامك لذاتك ولا كيف ترى نفسك، فسوف يتوقع منك الجميع أن تنجز شيئاً وأن تؤدى دوراً قبل أن ينتابك شعور بالفخر تجاه نفسك.
٤- إذا كنت تعتقد أن معلمك شديد وعنيف وأن طلباته المتواصلة تفوق طاقتك، فلا تتسرع فى الحكم وانتظر حتى يكون لك مدير.
٥- لا تظن أن العمل فى مطاعم الهمبورجر وغسيل الأطباق وظيفة دون المستوى، فقد كان أجدادنا وآباؤنا وما زال الناس فى الدول الفقيرة يتمنون فرصة عمل كهذه.
٦- قبل ولادتك لم يكن والداك شخصين مملين، كما تظن الآن، لقد أصبحا كذلك بسبب مصاريف دراستك وارتفاع ثمن ملابسك الجميلة، والنظر إليك وأنت تكبر يوماً بعد يوم، ولذلك وقبل أن تشرع فى إنقاذ وتغيير العالم وإنقاذ الغابات الاستوائية من الدمار وحماية البيئة والتخلص من السلبية فى العالم، ابدأ أولاً فى تنظيف دولابك الخاص، وأعد ترتيب غرفتك.
٧- إذا ما أخطأت وسقطت وارتبكت، فاعلم أن الذنب ذنبك، وليس ذنب أهلك أو والديك، وبدلاً من أن تبكى وتندب حظك، تعلم من أخطائك.
٨- قد تكون مدرستك قد تخلصت من المتفوقين والكسالى معاً، إلا أنهم ما زالوا موجودين فى كل مكان، وفى بعض المدارس تم إلغاء درجات الرسوب، حيث يتم منح الطلبة أكثر من فرصة لإعطاء الإجابات الصحيحة، وهى فرص لن يتمتعوا فيها عند الخروج إلى الحياة العملية، ففى بعض الأحيان لا يتم منحنا إلا فرصة واحدة فقط.
٩- الحياة التى نراها فى الأفلام السينمائية؛ ليست واقعية ولا حقيقية. فى الواقع لا يقضى الناس كل وقتهم فى اللعب والإجازات والجلوس فى المقاهى الفارهة، بل عليهم الذهاب إلى العمل.
١٠- الحياة ليست سلسلة من الفصول الدراسية المتتابعة، ولن تستطيع أن تقضى كل فصل صيف فى إجازة، ولن يكون أصحاب الأعمال مثلاً كالمعلمين متفرغين فقط لمساعدتك، عليك أن تساعد نفسك وأن تنجز كل أعمالك على حساب وقتك أنت.
١١- عليك أن تحترم المتفوقين -حتى إن كانوا غريبى الأطوار- لأن ربما ينتهى بك الحال فى العمل تحت قيادتهم.
حقيقة بعد انتهائى من قراءة تلك القواعد وجدت أنها تناسب مجتمعنا أيضا، فالكثير من الشباب يملك طموحات كبيرة وآمالا أكبر يريد تحقيقها ولكنه لا يبحث عن كيفية تحقيقها ولا يوجد عنده استعداد لتحمل المشاق والصعاب على طول الطريق، وللأسف أصبح مجتمعنا يعج بالكثير من الأشخاص سواء من الشباب أو من غيرهم ممن يطلق عليهم أعداء النجاح فمثل هؤلاء لا يرون من نجاحاتك إلا الصورة الأخيرة والنتيجة النهائية البراقة، وكثير منهم يحسدونك عليها ولا يكلفون أنفسهم مجرد عناء البحث عما واجهته من صعاب وما تكبدته من مشاق وخسائر وما فقدته من راحة بدنية ونفسية فى سبيل الوصول لهذا النجاح، ناهيك عن أنهم لا يوجد عندهم أدنى استعداد لتحمل أى مشقة فى سبيل بلوغ هذا النجاح، ولكنهم يجدون المتعة فى محاربتك ووضع العراقيل فى طريقك ظنا منهم أنهم بإمكانهم إفشالك وإيقافك، هذه النوعيات ستقابلونها كثيرا هذه الأيام، فإذا ما تعثرت بأحدهم تذكر أن طريق النجاح شاق وأن مثل هؤلاء ما كانوا ليحاربونك لولا نجاحك ومجرد محاولتهم عرقلتك فهو إقرار منهم بأنك شخص ناجح، فاثبت على طريقك الصحيح، واعلم أن النخل المثمر يظل باقيا أبد الدهر وأن من يقذفونه بالحجارة مصيرهم إلى زوال.