الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا الهجوم على شيخ الأزهر يا سادة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كانوا أعز من الملوك مهابة...وأجل سلطانا وأفضل مظهرا "هذا أفضل وصف عبر به أمير الشعراء عن الأزهر الشريف وعلمائه الكرام.. ولعل الوسطية والاعتدال وقبول التعددية المذهبية والفكرية والبحث والتدقيق في شتى العلوم الاجتماعية والثقافية وغيرها وعدم الصدام مع أهل الأديان أو المذاهب الأخرى أو الحكومات المتعاقبة هو ما ميز علماء الأزهر الشريف عبر تاريخه وأعتقد أن هذه الخلطة المعرفية سببا رئيسي في خلوده وبقائه لأكثر من ألف عام وسيظل.. في حين أننا نجد كثيرا من الحركات الدينية الأخرى ظهرت ثم ما أن لبست قليلا وتحللت وذابت ولم يبق منها شيء لأنها لم تتمتع بهذه الصفات.
وقد انطبعت هذه السمات المعرفية والفكرية على شيوخه وعلمائه والمتأمل لدور الأزهر الشريف منذ نشأته إلى آخر الزمان يجد من المواقف والعبر والتي تسطر بماء الذهب لشيوخه ولعلمائه ومن درس وتعلم في أروقته وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الفتنة التي وقعت بين كبار المماليك وعلى بك الكبير واستعد الطرفان للقتال فتدخل الشيخ محمود الحفني شيخ الأزهر حين ذاك وأغلظ القول للمماليك وقال لهم: "إنكم خربتم الديار بخصامكم"، فأجابوه "إذا لم نحاربه سيحاربنا" فكتب الشيخ الحفني خطابا لعلى بك الكبير بلهجة شديدة فنزل الجميع على رأيه وانتهت الأزمة وغيرها من المواقف المشرفة لشيوخ الأزهر وعلمائه "الشرقاوي" أجبر الوالي على إلغاء الضرائب الباهظة.. و"النواوى" رفض قرار الخديوي بإلغاء المحاكم الشرعية..."المراغي" تحدى الملك فاروق.. و"حمروش" أثار الشعب ضد الاحتلال البريطاني.. و"شلتوت" واجه ديكتاتورية عبد الناصر...و"عبد الحليم محمود" رفض "قانون جيهان “للأحوال الشخصية.. وجاد الحق تحدى مبارك في فتوى ربا البنوك..."طنطاوي" رائد علم الحديث...وأخير وليس آخر "الطيب" الذي وقف حائط صد أمام الغزو الإخواني لمؤسسة الأزهر والمجدد للفكر الوسطى في الوقت الحالي.
ولكن بعدما ذكرت كل هذه المواقف وغيرها الكثير أود أن أوجه رسائل لبعض الزملاء وغيرهم ومن المهاجمين على الأزهر وشيوخه وعلمائه ماذا تعرف عن الأزهر وشيوخه؟
هل تعلمون أن الدكتور "أحمد الطيب " الأمام الأكبر الحالي لا يتقاضى أي مرتب رغم بساطة حاله.. ورغم أن مرتبه يعادل درجة نائب رئيس وزراء ولا يتقاضى أيضا أي بدلات فقد رفض أن يتقاضى أي مرتب وتوابعه حسبة لله وحتى يكون عمله خالصا لوجهه!.
هل تعلمون أنه أول يوم لدخوله المشيخة أغلق على نفسه بابا كان يدر على سلفه عدة ملايين من الجنيهات كل شهر وهو عقد قران أولاد وأحفاد كبار القوم وأثريائهم على يد شيخ الأزهر في المشيخة واعتبر أن هذه المسألة لا تليق بمكانة شيخ الأزهر؟.
• لقد بلغ أمامنا الأكبر حفظه الله من الحلم والعفو والصفح مبلغا فقد شتمه شباب الإخوان وحلفاؤهم في كل محفل بأفظع الشتائم حتى ملأوا جدران جامعته بها فلم يلوث لسانه بكلمة فاحشة ردا عليهم ولم ينل أي إنسان بسوء ترفعا عن الشتائم والبذاءات ؟؟ وشتمه إعلاميون وتطاول عليه صحفيون وكلهم لا يستطيعون أن ينطقوا بكلمة تجاه "فراش في كنيس يهودي" ؟!.
هل تعلمون أن إمامنا الأكبر رفض كل هدايا الملوك حتى أن أحد الملوك أهداه شيكا بـ400 ألف دينار فرفض بإصرار وانتهى الأمر بالاتفاق على إنشاء كلية أزهرية بهذا المبلغ دون أن يستلمه الشيخ مباشرة وذلك تأدبا مع الملك ورغبة في عدم إغضابه وهناك عشرات القصص مثل هذه ؟!.
وأخيرًا أقول للجميع بأن إمامنا الأكبر "حفظه الله ورعاه" عاهد ربه على الحلم وعلى عفة اللسان فيجب علينا ألا نأخذ هذا سبيلا للهجوم عليه.. كفانا يا سادة.. وللحديث بقية.