رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيد قطب.. طفلٌ من القرية!"4"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقفنا في مقال الأمس عند حديث "سيد قطب.. طفلُ القرية"، عند ما أسماه هو "ضابط الجمباز"، وهو في الحقيقة ضابط من ضباط جيش مصر العظيم المتقاعدين، وكانت مديرية التعليم بأسيوط قد تعاقدت معه، ليقوم بدور مدرس الألعاب الرياضية في المدارس، وقد بان للعيان مما كتبه هنا هذا الحقود حول ما أسماه "ضابط الجمباز" استهزاءً وتصغيرًا وتحقيرًا له، بدا للعيان مدى الحقد القديم الذي يحويه قلب "سيد قطب" الأسود على جيش مصر العظيم وضباطه، منذ نعومة أظفاره! وكيف كان يصف ضابط الجيش المصري بأقذع الأوصاف، وينعته بأبشع الصفات، ولا يصوره إلا في صورة وحش كاسر لا يرحم!! ولا يلين قلبه حتى للأطفال الصٍغار!!
يقول "طفل القرية: سيد قطب" -في كتابه الذي وسمه بــ"طفلٌ من القرية" واخترته عنوانًا لهذه السلسة من المقالات- ما نصه: "ولما لم يكن من بدٍّ لمجلس المديرية أن يتبع في مدارسه أدق قواعد التربية، ولما كانت الألعاب الرياضية جزءًا لا يتجزأ من التربية، لم يكن بدٌ من أن يزاولها التلاميذ .
ولكن الفقيه والعريف سواء، لا يعرفان شيئًا عن هذه الألعاب الرياضية، وهنا اهتدى مجلس المديرية إلى حلٍّ موفقٍ سعيد، هو أن يُعَين أحد جنود الجيش القدامى معلمًا للألعاب الرياضية بجميع مدارس مجلس المديرية، وعلى هذا الضابط - كما كان يسمى- (وكأنه يؤذيه أن يذكر لقب الضابط مجردًا فأتبعه بجملة اعتراضية ليس لها معنى أو فائدة فهي زائدة!، وهي قوله "كما كان يسمى" وكأنما أراد أن يحتقره بأي وسيلة ولو بنزع لقبه عنه، مؤكدًا أنه لم يذكره بلقبه ذاك إلا لكونه كان الناس يدعونه به وكان به يسمى!!) أن يطوف بهذه المدارس في القرى المتناثرة في المديرية على مدار العام، فيصادف أن يزور المدرسة مرة كل سنة، ويصادف ألا يزورها بتاتًا.
ولما كانت قرية "طفلنا.. طفل القرية": (سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي) أرقى من القرى المجاورة، وفيها أسرٌ كثيرة معروفة يحسن الضيافة وكان هذا الضابط يجد عند مجيئه للقرية ضيافة كريمة طوال اليوم، واستقبالًا رائعًا من أهلها، لمجرد أنه "ضابط" قادم من البندر!(لاحظ منذ متى يكره "سيد قطب" الجيش وضباطه وكيف ينظر إليهم!! ويستعجب من احترام الناس له لمجرد كونه "ضابط"!) .
بحيث يصبح وجوده في القرية حدثًا بارزًا له طابع خاص، وقد دعاه هذا إلى أن يكرر زيارته لمدرستها مرتين أو ثلاث مرات في العام.
وكانت هناك حركات معهودة يُعلّمها للتلاميذ، هي "صغادن!" أي: إلى اليمين، و"صولادن!" أي: رفع اليدين إلى أعلى، و"ات!" أي: أخفض اليدين إلى الجنبين، وهذا يسمى التمرين الأول!
وهناك تمرينات ثلاثة من الألعاب السويدية تؤدي بهذه الإشارات على التوالي بحسب التمرين: "بير . هك . اتش"!
والويل كلُّ الويل لمن يخطئ من التلاميذ في حركة من هذه الحركات، فإن عصا الخيزران التي بيده تلهب ظهره وجنبيه! (لاحظ –أيها القارئ المكرم- محاولته الدائبة للربط بين ضباط الجيش والتعذيب، بل والتعذيب الشديد، حتى للأطفال الصغار!!)
ويزيد على ذلك فيقول: ثم إن الرجل كان يبدو في خيال هؤلاء التلاميذ الريفيين وكأنه الشيطان!! (لاحظ أيضًا كيف يتفنن في نعت الضابط بأبشع الصفات!!) في سرعة الحركة، وخفة الوثب، وحفظه العجيب للجمباز، فكان هذا من زعقاته! فيهم، وتكشيراته! لهم، وعصاه التي يهزها في يده مهددًا!! (وهنا يخيل إليك أن يتحدث عن زعيم من زعماء كفار قريش!!).
كان له (أي لضابط الجيش) مثار رعب جارف، حتى لقد كان يوم حضوره عندهم كيوم الحشر يشيب الولدان!!
وطالما سمع هو من ابن خالته الذي يكبره عن هذا الشيطان (لاحظ أيضًا -أيها القارئ المكرم- كيف يصف ضابط الجيش بالشيطان، لتعلم نظرته منذ صغره وحقده على الجيش وجنوده منذ نعومة أظفاره)، حتى لقد كان هذا الذي يسمعه من بين الأسباب التي تصده عن المدرسة على الرغم من كل المُغريات!(وكأنما أراد أن يغرس في أذهان متابعيه أن الجيش كان سببًا من أباب عزوف الأطفال عن التعليم في مصر! فإلى أي مدىً يصل حقد هذا الحقود على خير أجناد الأرض؟!!)
وتشاء الظروف السيئة أن يصادف يوم ذهابه للمدرسة يوم حضور هذا "الألعبان" (وهنا وصف مشين آخر لضابط الجيش يكشف عما يجيش في صدر "سيد قطب" من حقد دفين منذ القدم على جيش مصر وجنوده الأبطال!)، وقد كان ما يسمعه عنه من قبل كافيًا لإثارة الرعب في قلبه الصغير!
فقد كانوا يخوفونه بما لا تحتمله أعصابه من المبالغات، فهذا الضابط لا يكتفي بضرب من لا يؤدي جميع الحركات الصعبة المعقدة، بل إنه ليعلقه من رجليه في شجرة المدرسة، ويتركه مدلى ساعة كاملة، وإنه ليرفعه من أذنيه، أو شعر رأسه عن الأرض، ثم يلقيه، وهكذا مرات متواليات، وإنه ليفرك أذنه بحصاه صغيرة، مع الضغط الشديد بأصبعه!!
إلى آخر وسائل التعذيب التي كان يستعمل بعضها حقيقة، وبعضها مما اخترعه خيال الأطفال (لاحظ هنا أيا القارئ المكرم كيف يربط "سيد قطب" ضباط الجيش بالتعذيب الشديد حتى لأطفال المدارس الصغار، وهو ما يكشف عن مدى الغل الذي كان ينطوي عليه قلبه المريض تجاه أبطالنا من جنود وضباط الجيش المصري العظيم!!) 
ولما كان هو –أي طفل القرية- لا يعرف شيئًا من التمرينات الأربعة العجيبة، بل لا يعرف "صغادن!" و"صولادن!" و"مارش!"، فقد أيقن لا محالة أنه ذائق ذلك العذاب الذي لا يطاق.
ولما كان قد نشأ نشأة معينة ليس الضرب إحدى وسائل التربية فيها، وكان إلى حدٍ ما مترفًا مدللًا في منزله، فإنه لم يكد يتصور أن يحتمل شيئًا من ذلك العذاب، وإذن فالأسلم والأوفق أن يهرب من هذا الجحيم.
وفي المقال القادم –إن شاء الله- نكشف إلى أيِّ مكان هرب صاحبنا "طفل القرية" بسبب فزعه وخوفه والذي كان عادة فيها وجِبلة! حتى مات، وبأي شيء انتهت حكايته مع المدرسة؟! ومع.. "ضابط الجمباز"؟! 
وفي المقال القادم للحديث بقية.. إن شاء ربُّ البرية.