الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شيطان إيران في القاهرة يعظ!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعجبت بشدة لقيام إحدى الصحف المصرية المستقلة باستضافة رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة محمد محمود بان ومنحه صفحة كاملة لكى يقوم ببث السموم الإيرانية من خلالها على الشعب المصرى ساعيا إلى تجميل وجه الشيطان الإيرانى وكأنه أصبح ملاكاً بخلاف مزاعم وأكاذيب لا حصر لها وردت فى هذا الحديث الذى أثار حالة غضب واستياء داخل أوساط الرأى العام المصرى.
فالدبلوماسى الإيرانى أو شيطان إيران فى القاهرة كما وصفه البعض بسبب ممارسات إيران الشيطانية ضد الدول العربية انتهز فرصة هذا الحوار لكى يشن هجوما عنيفا على فكرة التحالف العسكرى الإسلامى واصفا هذا العمل ومصر أحد أعضائه بأنه شو إعلامى لأن بلاده خارج هذا التحالف فاقداً أى لياقة دبلوماسية فى إطلاق هذا الوصف عبر جريدة مصرية.
وليته توقف عند هذا الحد بل قام بالهجوم على جامعة الدول العربية وهو يعلم أن مقر الأمانة بالقاهرة والأمين العام الحالى والقادم مصريان ليعلن بكل وقاحة أن قرار الجامعة العربية بتصنيف حزب الله اللبنانى منظمة إرهابية قرار خاطئ وغير منصف وأنه تمزيق لشمل الدول العربية والإسلامية واضعا نفسه موضع الناصح الأمين، وهو يعلم أن إيران ليس ناصحا آميناً.
وشيطان إيران فى القاهرة وربما يكون هو الذى وضع الأسئلة التى بلغت ٢٤ سؤالا وجاءت الإجابة له فى حقيبة دبلوماسية من قائد الحرس الثورى الإيرانى نصب من نفسه واعظاً لحل المشكلة اليمنية والتى هى شأن يمنى وعربى خالص ونافيا تدخل إيران فى اليمن وهو كلام لا يصدقه عاقل واحد عربيا كان أو إيرانيا أيضا.
وشيطان إيران فى القاهرة يتباهى أنه لأول مرة فى عهد الرئيس روحانى يكون هناك سفير من أهل السنة فى فيتنام باعتبار ذلك مؤشر لسماحة إيران مع أهل السنة داخل بلاده دون أن يجيب على سؤال مهم لماذا لم يرسل هذا السفير إلى دولة عربية إسلامية كمصر مثلا أو السعودية ولماذا يتم إرسال السفراء من أهل الشيعة لهذه الدول إلا إذا كان الهدف رعاية خطط إيران لنشر التشيع وإثارة الفتنة المذهبية.
حتى الأمم المتحدة لم تخل من هجوم الشيطان الإيرانى مدعيا عدم صحة تقاريرها حول انتهاك حقوق الإنسان فى إيران معتبرا إيران جنة الله على أرضه دون أن يجيب عن عدد المعتقلين المناهضين للحكم الإيرانى المستبد وأن سجل إيران فى ملف حقوق الإنسان سجل حالك السواد.
والخطيئة الكبرى التى وقع فيها بل وقعت فيها الصحيفة المصرية «المصرى اليوم» أنها سمحت لهذا الشيطان أن يعلن على صفحاتها تصريحا بأن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة وهى جزر طنب الكبرى والصغرى وأبوموسى هى جزر إيرانية وجزء لا يتجزأ من الأراضى الإيرانية وأن هناك حقائق تاريخية وجغرافية تؤكد هذا الكذب الإيرانى المفضوح.
وخطايا الشيطان الإيرانى فى القاهرة وصلت إلى حد الادعاء بالكذب أن نقاط الاتفاق بين القاهرة وطهران أكبر من نقاط الخلافات دون أن يوضح لنا ولماذا لم تقرر مصر رفع مستوى العلاقات إلى مستوى السفراء وظلت فى هذا المستوى الدبلوماسى الأقل دون أن يشير إلى ماهية نقاط الاتفاق وأيضا نقاط الخلاف.
وكرر الشيطان الإيرانى أحلام بلاده وحكام طهران فى عودة أفواج السياحة الإيرانية الشيعية لمصر من جديد، والتى فتحت فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية وسلموا إيران مفاتيح التشيع على أرض مصر من خلال السياح الإيرانيين بل دعا إلى فتح دور السينما المصرية لعرض الأفلام الإيرانية ساعيا لتجميل وجهه، وأنه كان جاراً للفنان الكوميدى المصرى عادل إمام، مؤكدا أن هذا الشيطان الإيرانى من شياطين الكوميديا.
وهكذا كشف الشيطان الإيرانى فى القاهرة عن حقيقة الإدلاء بهذا الحديث والذى جاء استجابة لتقارير استخباراتية إيرانية بسبب تزايد السخط والاستياء للمواطن المصرى من إيران، ولكن الأكاذيب التى وردت فى الحديث لم تغير من قناعة مصرى واحد لأن الشيطان لا يمكن أن يتقمص دور الواعظ مهما ارتدى من أقنعة.