الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر لن تركع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".. أثبتت هذه المقولة صحتها خلال الحوادث الأخيرة التي شهدتها مصر ولعل أحدثها جريمة خطف طائرة مصر للطيران من رحلتها الداخلية وإجبارها على تغيير مسارها بالهبوط في مطار لارنكا بقبرص.
وبغض النظر عن حالة التخبط التي صاحبت هذه الحادثة، ففي البداية كشفت مصادر الأنباء عن أن وراء عملية الخطف أستاذ جامعة يدعى إبراهيم سماحة وأنه طلب هبوط الطائرة اضطراريًا في قبرص لمقابلة طليقته المقيمة هناك.. بعدها جاء مؤتمر وزير الطيران ليزيح الستار عن حقائق مهمة تتعلق بوجود معلومات جديدة تختلف تمامًا عن الرواية الأولى وأن المختطف الثاني يدعى سيف الدين مصطفى، وطلب إطلاق سراح سجينات مصريات، مما يُخرج القضية من سياق "التهريج" ليضعها في تصنيف جديد ربما له علاقة بعمل إرهابي منظم ومقصود.
وعلى ما يبدو فإن هذه الواقعة تأتي استكمالًا لمؤامرة "تركيع مصر" بتضييق الخناق عليها من كل جانب والتي بدأت منذ عدة شهور بحادث سقوط الطائرة الروسية فوق أجواء سيناء، حيث أثرت هذه الحادثة بشكل خطير على مصر وقامت بعض الدول الأوروبية بإجلاء رعاياها ووقف الرحلات السياحية إلى مصر مما أثر بشكل خطير على الاقتصاد المصري.
وتزامن مع هذه الحادثة صدور عدة تصريحات متسرعة بأن الحادث إرهابي بهدف تشويه صورة مصر وإجبار باقي بلدان العالم على وقف رحلاتها إلى جميع المطارات المصرية لإحكام الحصار الاقتصادي الخانق على البلاد.
وبعد تحسن أجواء التفاوض بين مصر وروسيا تم الإعلان منذ أيام عن قُرب عودة الرحلات الجوية والسياحية الروسية إلى مصر.. إلا أن كيد الكائدين وحقد الحاقدين وتآمر المتآمرين أبى إلا أن يُقحم مصر في أزمة جديدة من شأنها دخول البلاد في متاهة جديدة تتعلق بعدم سلامة الإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات المصرية، مما يُهدد بنسف كل جهود عودة الروح للسياحة المصرية وتعافي الاقتصاد المصري.
وليس بعيدًا عن هذه المؤامرات ما شهدته مصر وتشهده من أزمة مفتعلة في الدولار، والتي تحولت فيما يبدو إلى معركة تكسير عظام بين الدولة ومافيا السوق السوداء الذين سخّروا كل أموالهم لسحب العملات الصعبة من السوق المصرفية لتضييق الحلقة المفروضة على الاقتصاد المصري وإغراق الجنيه حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة كمقدمة لإشعال الأسعار وإثارة الفوضى في الجبهة الداخلية.
ويتوافق كل ما أسلفنا ذكره مع ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أعلنها قوية أبيّة أن مصر لن تركع وستواجه بكل حسم وقوة كافة المخططات الساعية لحصارها وإخضاعها بهدف الانصياع لأجندات خارجية مشبوهة.
فلم تمض عدة أيام على التعهدات المتفائلة التي ذكرها الرئيس السيسي، بقرب عودة السياحة إلى كل شبر في مصر وخروجها من عثرتها الاقتصادية عبر اجتذاب استثمارات ومشروعات عملاقة تسهم في دوران عجلة الاقتصاد، إلا وجاء هذا الحادث الإجرامي كمحاولة لإعادتنا إلى المربع صفر.
إن المرحلة الفارقة التي تمر بها مصر تستوجب على كل مسئول في هذا البلد الأمين أن يتحمل مسئوليته والالتفات جيدًا للمؤامرة الشاملة التي تُحاك ضد بلادنا، ودعونا قبل كل هذا نتخلى عن افتراض حسن النوايا، فالخطر كبير وأعداؤنا لا ينامون.. وربنا يستر.