الثلاثاء 04 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

درس من دينا لتامر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحب الراقصة دينا، ليس فقط لأنها راقصة موهوبة وجذابة، وليس فقط لأن شخصيتها قوية فى وسط فنى وإعلامى بلا شخصية.. ولكنى أحب فيها عقلها وثقافتها وقدرتها على الحوار والرد على الاتهامات والسفاهات والسفالات التى يهوى الكثيرون إلقاءها على الراقصات والفنانين عموما ليشعروا أنهم أرقى أخلاقيا أو دينيا.. وفى الأسبوع الماضى شاهدت حوارا تليفزيونيا مع دينا لفتت خلاله انتباهى إلى صفة أخرى تتمتع بها، وهى عفة اللسان التى تواجه بها أصحاب الألسنة البذيئة.
كعادة برامج الـ«توك شو» التى تقوم فرق إعدادها بتجهيز بعض المقاطع المصورة لأناس يهاجمون الضيوف على أمل «تسخين» البرنامج ودفع هؤلاء الضيوف إلى الرد وتبادل الهجوم مع منتقديهم، قام فريق إعداد البرنامج الحوارى مع دينا بمواجهتها ببعض منتقديها، ومن بينهم المذيع تامر أمين الذى دأب على السخرية منها والإساءة إليها وسب مهنتها.
أعتقد أن رد فعل دينا وردها على تامر أمين نموذج للتحضر والتهذيب والمنطق.. فى البداية وصفت تامر أمين بالـ«إعلامى» ثم رفضت أن ترد عليه بشكل شخصى، وقالت إنها سترد على الأفكار التى يعلنها هو وغيره من الإعلاميين.
أول شيء قالته دينا إن آداب وأصول مهنة الإعلام ألا يفرض الإعلامى رأيه على المشاهدين، وألا يطرح رأيا واحدا هو رأيه، وأن المهنية تفرض عليه أن «يناقش» الفكرة مع مؤيديها وخصومها، لأن الإعلامى لا يمثل نفسه.
ثانى شيء قالته دينا إنه لا توجد مهنة حقيرة، ولكن يوجد أشخاص حقراء، وأن وجود طبيبة تعمل فى الدعارة لا يعنى أن كل الطبيبات داعرات أو أن مهنة الطب داعرة.. الرقص مهنة مثل غيرها تعترف بها الدولة وليست مجرمة بحكم القانون، ولها قواعد وضوابط وتفرض عليها رقابة كما تفرض عليها ضرائب مثل أى مهنة.. الإعلامى الذى يهاجم الرقص فى حد ذاته يجب أن يوجه هجومه على الدولة وقوانينها وليس على الراقصات، ولو كان الإعلامى لا يؤمن بالقانون ولا بدولة القانون ويريد أن يفرض قانونه الخاص فهذا أمر آخر.
ثالث شيء قالته دينا إنها ستظل تعمل بالرقص طالما أنها مهنة معترف بها ولا تخالف القانون، وبدلا من سب المهنة طالبوا بإلغائها، وساعتها سأتوقف عن ممارستها وأبحث عن مهنة أخرى.
انتهى كلام دينا وباقى كلمتان لى:
أستاذ تامر.. ما رأيك؟ حضرتك مع القانون ودولة القانون أم مع السلفيين والدواعش تعتقد أننا نعيش فى دولة كافرة؟
حضرتك.. دينا لن تتوقف عن الرقص، فماذا أنت فاعل؟ هل ستحمل زجاجة مولوتوف فى نهاية المطاف وتلقيها أمام أقرب كباريه؟