السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"الإخوان" كارثة طبيعية أم صناعية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقد خطر هذا السؤال بذهنى وأنا أستعرض كارثة طبيعية وحيدة عاصرتها بنفسى وشاهدت آثارها المدمرة، ألا وهى كارثة زلزال ١٩٩٢ الذى أصاب مصر وكان واحداً من أقوى الزلازل التى أصابت مصر، وكان له آثار مدمرة على العديد من المبانى المصرية، بل هناك أحياء بأكملها تضررت بسبب هذا الزلزال ونقل سكانها إلى مناطق أخرى منها منطقة مشهورة الآن فوق جبل المقطم وأطلق عليها اسم مساكن الزلزال نسبة إلى زلزال ١٩٩٢.
وعندما استعرضت بعض الآثار وليس كل الآثار المدمرة التى لحقت بمصر وشعبها بل لحقت بالعالم من وراء ظهور جماعة الإخوان الإرهابية بصفة عامة ومنذ سقوطها من فوق مقاعد الحكم بصفة خاصة من سقوط ضحايا وشهداء ومصابين وتدمير وحرق بيوت عبادة ودمار محولات الكهرباء وتسمم مياه وتدمير قطارات، فهل بذلك تعد جماعة الإخوان كارثة طبيعية لحقت بمصر والعالم أم لا؟
والتعريف العلمى للكارثة الطبيعية طبقا لهيئة الأمم المتحدة هى حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومى ويصبح الناس بدون مساعدة ويعانون من ويلاتها ويصبحون فى حاجة إلى حماية وهى حالة من الابتلاء والدمار الكبير، وأن المنظمة الدولية للحماية المدنية فى تعريف لها ذكرت أنها حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة أو بسبب فعل الإنسان، ويترتب عليها خسائر فى الأرواح وتدمير فى الممتلكات، وإما تكون عن فعل إرادى عمدى أو فعل لا إرادى عن طريق الإهمال.
والتطبيق العملى لهذا التعريف على أفعال وجرائم وممارسات جماعة الإخوان الإرهابية خلال السنوات الثلاث الماضية يؤكد بوضوح أن الإخوان كارثة صناعية من فعل الإنسان أو من فعل العنصر الإخوانى وهى ناجمة عن فعل عمدى وبإرادة متعمدة وليس عن فعل لا إرادى خاصة أن اعترافات جميع الإرهابيين الإخوان بمحض إرادتهم اعترفوا بوعيهم الكامل وهم يرتكبون أفعالهم الإجرامية والإرهابية.
ومن المعروف أن هناك كوارث طبيعية يمكن التعامل معها وتقليل حجم خسائرها مثل الزلازل وإنشاء مبان قادرة على التعامل مع الزلازل الخفيفة والمتوسطة، كما أن هناك مخرات للسيول تتعامل مع السيول وتفادى غرق قرى ومدن بأكملها، ولكن كارثة جماعة الإخوان من الكوارث غير المتوقعة لدى بعض قطاعات من المواطنين، وما زال التعامل مع هذه الكارثة لايتناسب مع حجم المخاطر الناجمة عنها.
فكارثة جماعة الإخوان الإرهابية لا يمكن أن تكون ابتلاء من الله سبحانه وتعالى واختبارا لنا ولكنها كارثة من صنع البشر والإنسان الإخوانى، لأن الكارثة الطبيعية فى آثارها ودمارها لا تفرق بين إنسان وآخر، ولكن الكارثة الإخوانية تلحق ضررها بالإنسان غير الإخوانى وتتجنب إلحاق أى أذى أو ضرر بالإنسان الإخوانى الذى هو فى مأمن من دمارها وأهوالها لأنه شريك بالصمت فى صنع هذه الكارثة الإخوانية.
ورغم التقدم العلمى والتكنولوجى فى مواجهة بعض الكوارث الطبيعية مثل تكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد ونظام الإنذار المبكر والتدريب على خطط الطوارئ إلا أن هذا التقدم عاجز عن التعامل مع الكارثة الإخوانية والقدرة على معرفة الإنسان الإخوانى والاستشعار بخطره ما يفرض على العلماء أن يجروا العديد من التجارب على الوصول لتكنولوجيا متقدمة نواجه بها خطر الكارثة الإخوانية على المستوى الفردى والجماعى..
وإذا كانت بعض الدول قد شكلت لجانا علمية لدراسة سبل مواجهة الكوارث الطبيعية فإن الأمر يفرض على هذه الدول أيضا أن تشكل لجانا مماثلة لبحث سبل التعامل مع خطر الكارثة الإخوانية وتفادى آثارها والحيلولة دون تمكن هذه الكارثة من إلحاق المزيد من الأضرار فى الإنسان والنبات والجماد وأن تعكف تلك اللجان على دراسة كل الآثار الضارة من الكارثة الإخوانية فى السنوات الماضية.
والكارثة الطبيعية قد تستمر دقائق أو حتى ساعات أو بضعة أيام ولكن لا تستمر شهورا وسنوات مثلما هى الحال مع الكارثة الإخوانية المستمرة منذ عام ١٩٢٨، وآثارها المدمرة تتزايد يوما بعد آخر، ويكفى أن من بين آثارها إلحاق الإصابة بنحو ٣ آلاف من ضباط وجنود الشرطة المصرية على مدار ٥ سنوات واستشهاد ٨٠٠ ضابط وجندى من رجال الشرطة فى نفس الفترة جراء الكارثة الإخوانية.
فزلزال ١٩٩٢ المدمر لم يلحق بمصر أضرارا وخسائر مالية مثلما ألحقت الكارثة الإخوانية بمصر من أضرار وخسائر مالية على مدار ٣ سنوات تجاوزت نحو ٥٠ مليار جنيه ما يؤكد أن هذه الكارثة ليست طبيعية بكل المقاييس، بل هى كارثة صناعية من صنع الإنسان الإخوانى صاحب الميول التدميرية والتخريبية، ولا نقول جماعة الإخوان بل نقول جماعة الكوارث.