الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كفى عدوانًا واغتيالات من الإرهابيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الأسابيع الأخيرة زادت نسبة الاعتداءات الإجرامية على رجال الشرطة بالذات والجيش والأبرياء من المدنيين ودفع كثير منهم أرواحهم ثمنا لما يبذلونه من جهد لحماية المواطنين، رغم أن رجال الجيش والشرطة فى المرحلة الأخيرة كانت أسلحتهم ومعداتهم واستعداداتهم تسمح بقدرات هجومية هائلة، ولكن من ناحية أخرى كانت إمكانيات الإرهابيين أيضا تسمح لهم بتسجيل ضربات لا يستهان بها.
ما الذى يمكن عمله للتصدى للمجرمين الذين فقدوا قلوبهم ووطنيتهم ودولتهم، وبقيت لديهم روح الانتقام والتشفى عملًا وقولًا؟.
نريد وبصفة مستمرة أن تبقى جماهير شعبنا، كقوة ضاربة، وراء الجيش والشرطة تدعم قدرتهما وقوتهما، الجماهير تستطيع بإيمانها بقضيتها أن تضحى كل يوم بالعزيز الغالى لنصرة الوطن وحماية أبنائه.
أذكر فى جيلنا حينما كنا نتدرب على العمليات الفدائية لنتصدى للعدو البريطانى، كانت الروح المعنوية العالية تغذى فينا التمسك بحماية كل شبر من أرض مصر، ولا ننظر إلى احتمالات أن نموت من أجل ذلك دون خوف ولا رهبة، كان هذا هو جيل الأربعينيات والخمسينيات.
إذًا لابد من تحالف مقدس بين الجيش والشرطة من ناحية والجماهير من ناحية أخرى، وأذكر فى بداية الخمسينيات أن اقترح أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة للذين قاموا بأعمال الكوماندوز ضد العدو أن يعفوا من الخدمة العسكرية ورفضت الاستجابة لهذه الفكرة، وقلت وقتها إن الخدمة العسكرية واجب وطنى مستدام أما الأعمال الفدائية فهى عمل اختيارى لمن يريدون التضحية بإرادة مستقلة.
كانت هذه المرحلة من تاريخنا من أجمل المراحل، ونحن نشعر بفخر وعزة أننا جنود لوطن نعيش من أجله.
لا شك أن الإرهابى بالنسبة لنا هو عدو لا مصالحة معه لأنه يقتل بلا رحمة، من منا سينسى مذابح الإرهابيين البشعة فى حى كرداسة، والتى دفع ثمنها عدد لا يستهان به من رجال الشرطة الشرفاء، سقطوا شهداء على يد جبناء، ومازال حتى الآن أهالى هؤلاء الشهداء لا تجف دموعهم حزنا وألما على أبنائهم ممن عاشوا هذه الأحداث الحزينة والمريرة.
أما الأحداث التى وقعت على أرض سيناء وعلى حدودها، فقد اخترق حدود غزة الكثير من الإرهابيين وأطلقوا النيران والمدافع والقنابل ليقتلوا أبطالنا من رجال الجيش والشرطة، ومع ذلك بقى الكثير من أبطال الجيش يدافعون بقوة ورجولة عن أرض وحدود الوطن.
حينما ننظر إلى كل هذه المعارك ونقيم روح المقاومة رغم سقوط كثير من الشهداء، سنقول إن هذا الوطن جدير بقوة أبنائه وقدراتهم.
ومرة أخرى أقول لن يتراجع أو يخضع شعبنا ولن يتنازل عن تحالف دائم مع الجيش والشرطة لضرب قوى الإرهاب فى مقتل.
ومن منا ينسى صورة القتلة من الإرهابيين وهم يذبحون شهداء من أقباط مصر على حدود ليبيا، ثم يأتى جيش مصر بضربة عاجلة وقدرة عسكرية لفتت أنظار العالم، وأعطت رسالة للجميع بأن جيش مصر قادر على تلقين الدرس للإرهابيين.
أما الدرس الآخر الذى أعطته الكنيسة المصرية وقيادتها فكان مجمله أن أقباط مصر كانوا وسيظلون على استعداد للتضحية من أجل وطنهم الغالى.
نعم إنهم كانوا شهداء أشراف اغتالتهم روح الغدر والخيانة والجبن، إذًا شعب مصر، مسلمين وأقباطا، على استعداد للشهادة دفاعا عن وطنهم وكرامته.
إن روح المقاومة ضد الإرهاب يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ مما نتعلمه فى مدارسنا وكتبنا، العلم والأخلاق وتكوين معنويات الشباب ضرورة ملحة لإعطائهم العقيدة والقوة للتصدى لقانون الغابة الذى يقتل الأبرياء.
وهناك مرجعية تساعدنا على التحالف بيننا ودعم قدراتنا وهى العودة إلى مبادئ ديننا الحنيف وهو يعلمنا: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾. أما الغدر والقتل فيقول الله فى كتابه الكريم: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).