الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

نواب الأقنعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نواب البرلمان أشكال وألوان وأطياف واتجاهات وأغلبية ومعارضة ومسالمون ومشاغبون، لكن هناك نوعا آخر من النواب عرفته غالبية برلمانات مصر، سواء فى العهد الملكى أو فى العهد الجمهورى منذ يوليو ١٩٥٢ حتى الآن، وهم نواب الأقنعة الذين يجيدون ارتداءها لكى تتماشى مع المناسبة التى يحضرها النائب أو يشارك فيها، ويظل قناعه ملازما له فى هذه المناسبات، ومن بين هؤلاء النواب هم بعض النواب المشتغلين بمهنة المحاماة والذين يقفون على بنر المجلس أحيانا ويقفون فى ساحات المحاكم أيضًا.
فنواب الأقنعة من المحامين يقفون تحت قبة المجلس ولجانه، يدافعون بقوة وشراسة عن ضرورة مواجهة الفساد وضرب المفسدين بيد من حديد، ويتهمون الدولة والحكومة بالتهاون فى محاربة الفساد، وفجأة نجد نفس هؤلاء النواب يتولون مهمة الدفاع فى قضايا فساد كبرى، ويتبارون دفاعا عن المتهمين فيها من أجل انتزاع البراءة لهم.
فنواب الأقنعة الذين يهاجمون الحكومة بسبب التقصير فى الحرب على الفساد يقفون فى ساحات المحاكم يتهمون نفس الأجهزة فى تلفيق القضايا للمتهمين الذين يدافعون عنهم مقابل الأتعاب الخيالية التى يحصلون عليها ويستندون إلى دفوع شكلية وليست موضوعية مثل بطلان إذن التفتيش وتسجيل المكالمات.
وهناك نوع آخر من نواب الأقنعة الذين يقفون تحت القبة يمدحون الصحافة والإعلام، يمجدون دورها فى حماية مصر والرأى العام، ويرفضون حبس الصحفيين، ثم فى الاجتماعات المغلقة بعيدًا عن أجهزة الإعلام ينصبون المشانق لرجال الصحافة والإعلام، ويرفضون مبدأ عدم حبس الصحفيين فى قضايا النشر، لأنهم يرتدون وقتها أقنعة خاصة بالعداء للصحافة.
والنوع الثالث من نواب الأقنعة وهم ينتمون غالبا للأغلبية البرلمانية يقف تحت القبة مدافعا عن حرية الرأى ورفض إسقاط عضوية نائب، لكن فى الاجتماعات المغلقة يرتدى القناع مطالبا الأغلبية بتأييد موقفه ومطالبه بضرورة التخلص من المعارضين ورفع الحصانة عنهم وإسقاط عضويتهم.
وهناك المزيد من نواب الأقنعة داخل هذا المجلس كما كان الحال فى المجالس السابقة، وأسوأ أنواع نواب الأقنعة هم نواب برلمان العصابة أعضاء جماعة الإخوان الذين كانوا يرتدون أقنعة دينية للاتجار بالدين وخداع المواطنين بالقناع الدينى، وبعيدا عن البرلمان ينزع القناع ليكشف عن وجه الحقيقى المستبد والمعادى للديمقراطية الكافرة.
وبلا شك أن الصحافة والإعلام يتحملان مسئولية كبرى فى إعلان الحرب على نواب الأقنعة، وكشفهم أمام الرأى العام، لأنهم يشكلون خطرا واضحا على الحياة البرلمانية ويخدعون الشعب، خصوصا إذا كان هذا النائب لا يملك قناعا واحدا بل يملك ألف قناع.