الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رعد الشمال وردع الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرسالة الأهم من وراء مناورات رعد الشمال لدول التحالف الإسلامى العسكرى بقيادة المملكة العربية السعودية هى أن هذه الدول لأول مرة تملك سلاحاً عسكريا لردع الإرهاب الذى يهدد دول وشعوب الأعضاء فى هذا التحالف دون انتظار دعم أو مساعدة من دول أجنبية واستمراراً لتجربة التحالف العربى ونجاحه فى تحقيق أهداف عاصفة الحزم وكبح جماح الميليشيات الحوثية باليمن.
فأهم من الصواريخ التى أطلقتها طائرات هذا التحالف خلال التدريبات واليوم الختامى بحضور ومشاركة قادة وملوك ورؤساء هذه الدول أن هذه الطائرات حملت معها أيضا رسائل سياسية وعسكرية مهمة وهى أننا نملك سلاح الردع لجماعة الإخوان الإرهابية التى تصورت أن الدول العربية جثة هامدة.
فمناورات وتدريبات رعد الشمال على أرض السعودية وجهت رسالة قوية لجماعات الإرهاب وفى مقدمتها جماعة الإخوان وداعش والقاعدة وغيرها من الجماعات وأيضا حزب الله المصنف إرهابيا إلى جانب من يساند ويدعم هذه الجماعات حاليا فى السر والعلن، ويعتمد على هذه الجماعات كأذرع عسكرية إرهابية لتنفيذ مخططاته وفى مقدمتها إيران التى تحلم بتكوين الإمبراطورية الفارسية.
فرعد الشمال جاءت فى الوقت المناسب والمكان المناسب وفى ظل محاولات البعض لإعادة صياغة التحالفات على أرض المنطقة العربية، ورغبة البعض الآخر فى بسط نفوذه على دول المنطقة واستمرار احتلاله لأراض عربية كما هى الحال من جانب إسرائيل وجزر عربية إماراتية كما هى الحال من جانب إيران وأراض عربية ليبية كما هى الحال من داعش وأيضا أراض يمنية كما هى الحال من الحوثيين وأنصار على عبدالله صالح.
فالسنوات الخمس الماضية ومنذ اندلاع ما سمى بثورات الربيع العربى وحقيقتها ليست ثورات ولكن مؤامرات قد علمت الدول العربية درساً مهما كان غائبا قبل ذلك وهو الدرس القديم والشعار الناصرى «خلى السلاح صاحى»، فرعد الشمال يبعث رسالة للجميع أن السلاح العربى والإسلامى صاحى وجاهز للفتك السريع والمدمر لكل من تسول له نفسه العدوان على أرض عربية واختراق حدود عربية.
فرعد الشمال تأكيد أن الوحدة العربية والإسلامية ليست بالكلمات والتصريحات ولكن بالأفعال والمناورات والتدريبات والاستعدادات القتالية دفاعا عن الأرض العربية والمقدسات الإسلامية وليس بهدف العدوان على أحد وأن الرعد هو السلاح الفتاك الذى يملكه العرب الآن وبمعاونة دول إسلامية لها مصير مشترك وأن الإرهاب الغاشم الأسود ليس من سبيل لمواجهته إلا بالرعد العاصف.
فرعد الشمال رسالة جديدة من نوعها ومن لا يفهم مضمون ومعنى هذه الرسالة فعليه أن يتحمل قصور الفهم ولا يلوم إلا نفسه إذا استمر فى تنفيذ مخططاته الإرهابية وفى مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية التى مازالت تتحالف مع أعداء العرب والمسلمين وتمد أيديها لحلف الشيطان ومحور الشر من أجل تحقيق حلم العودة من جديد لحكم مصر دون أن تدرك الرعد الذى سوف يعصف بها.
فحماية وتأمين دول وشعوب المنطقة العربية فريضة وأمانة يتحملها قادة هذه الدول أمام الله سبحانه وتعالى وأمام شعوبهم، ولن يفرطوا فيها أبداً أو يتهانوا فى أداء هذه الأمانة لمواجهة الإرهاب الإخوانى والإيرانى بكل ما أوتوا من قوة وسلاح وأن مناورات رعد الشمال مجرد بروفة لمن يفكر ولو برهة قصيرة فى أن يختبر قدرة هذا الرعد المدمر ورعد الشمال.
فمناورات رعد الشمال هى مناورات من أجل التعاون الحقيقى العسكرى بين دول الرعد ورسالة تحذير للإرهاب ولمن يقفون وراء هذا الإرهاب ويدعمونه بالفكر المتطرف والسلاح القاتل والميليشيات الإلكترونية وأن دول الرعد الشمالى لا تقيم مناورات وتدريبات للاستعراض العسكرى ولكن تدريبات ومناورات للقتال الحقيقى ولرجال يطلبون الشهادة دفاعا عن أوطان العرب ومقدسات المسلمين.
وتجربة مواجهة إرهاب داعش علمت هذه الدول أن المثل العربى «ما حك جلدك غير ظفرك» هو المثل الأولى بالرعاية والتطبيق كما قال الرئيس العراقى فؤاد معصوم خلال حواره مع رئيس البرلمان المصرى أثناء زيارته لمصر، وأن دول الرعد الشمالى اكتشفت أن مواجهة وردع الإرهاب الداعشى والإخوانى والإيرانى لن يتم إلا بقدرات وطاقات وإمكانيات هذه الدول دون الاستعانة بالأصدقاء، وأن رسالة رعد الشمال أقوى رسالة ردع للإرهاب.