استكمالا لحديثنا الجمعة الماضى بشأن وثيقة بعنوان «استراتيجية إسرائيلية للثمانينيات»، والتى سبق أن ترجمها الأستاذ عصمت سيف الدولة أعيد التذكرة أن الهدف من النشر هو أن نقرأ من جديد ونعيد النظر للتاريخ بنظرة شاملة ونرى حلقاته وتسلسله، أن نخرج من دائرة رد الفعل الوقتى.. وإليكم نص الوثيقة كما نشرت عام ١٩٨٢ وسنقوم بتحليلها فيما بعد.
أولا: نظرة عامة على العالم العربى الإسلامى
١- إن العالم العربى الإسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب «فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات» دون أن توضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم.
٢- لقد قُسم هذا العالم إلى ١٩ دولة «لم يكن قد انضمت بعد جزر القمر وجيبوتى والصومال» كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة والتى تعادى كل منها الأخرى وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقى فى الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هى الحال فى بعض هذه الدول «لم يكن هناك غير لبنان فى ذلك الوقت الذى يعانى من صراع طائفى».
٣- إذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاجتماعى يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها بناء مصطنع كبرج الورق، لا يمكنه التصدى للتشكلات الخطيرة التى تواجهه.
٤- فى هذا العالم الضخم والمشتت، توجد جماعات قليلة من واسعى الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء، إن معظم العرب متوسط دخلهم السنوى حوالى ٣٠٠ دولارفى العام.
٥- إن هذه الصورة عاصفة جدا للوضع حول إسرائيل، وتشكل بالنسبة لها تحديات ومشكلات وأخطارا، ولكنها تشكل أيضا فرصا عظيمة.
ثانيا: مصر
١- فى مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون عددا لا بأس به فى مصر العليا، حوالى ٨ ملايين نسمة وكان السادات قد أعرب فى خطابه فى مايو ١٩٨٠ عن خشيته أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة مثل الوضع فى لبنان.
٢- الملايين من السكان على حافة الجوع، نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكانى فى العالم.
٣- بخلاف الجيش فليس هناك أى قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية.
٤- الدولة فى حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التى خضعت لها بعد معاهدة السلام.
٥- إن استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى تجب أن تكون هدفا أساسيا من الدرجة الأولى من اليوم، لأن المصريين لن يلتزموا بمعاهدة السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل ما فى وسعهم لكى يعودوا إلى أحضان عالمهم العربى، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع فى سيناء إلى ما كانت عليه.
٦- إن مصر لا تشكل خطرا عسكريا استراتيجيا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذى كانت عليه بعد حرب يونيو ١٩٦٧ بطرق عديدة.
٧- إن أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت فى عام ١٩٥٦ وتأكد زوالها فى ١٩٦٧.
٨- إن مصر بطبيعتها وتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هى بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل، إن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسى على الجبهة الغربية.
فى الأسبوع المقبل نكمل بقية البنود المتعلقة بمصر...
أولا: نظرة عامة على العالم العربى الإسلامى
١- إن العالم العربى الإسلامى هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب «فرنسا وبريطانيا فى العشرينيات» دون أن توضع فى الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم.
٢- لقد قُسم هذا العالم إلى ١٩ دولة «لم يكن قد انضمت بعد جزر القمر وجيبوتى والصومال» كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة والتى تعادى كل منها الأخرى وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقى فى الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هى الحال فى بعض هذه الدول «لم يكن هناك غير لبنان فى ذلك الوقت الذى يعانى من صراع طائفى».
٣- إذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاجتماعى يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها بناء مصطنع كبرج الورق، لا يمكنه التصدى للتشكلات الخطيرة التى تواجهه.
٤- فى هذا العالم الضخم والمشتت، توجد جماعات قليلة من واسعى الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء، إن معظم العرب متوسط دخلهم السنوى حوالى ٣٠٠ دولارفى العام.
٥- إن هذه الصورة عاصفة جدا للوضع حول إسرائيل، وتشكل بالنسبة لها تحديات ومشكلات وأخطارا، ولكنها تشكل أيضا فرصا عظيمة.
ثانيا: مصر
١- فى مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون عددا لا بأس به فى مصر العليا، حوالى ٨ ملايين نسمة وكان السادات قد أعرب فى خطابه فى مايو ١٩٨٠ عن خشيته أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة مثل الوضع فى لبنان.
٢- الملايين من السكان على حافة الجوع، نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن فى ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكانى فى العالم.
٣- بخلاف الجيش فليس هناك أى قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية.
٤- الدولة فى حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التى خضعت لها بعد معاهدة السلام.
٥- إن استعادة شبه جزيرة سيناء بما تحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطى تجب أن تكون هدفا أساسيا من الدرجة الأولى من اليوم، لأن المصريين لن يلتزموا بمعاهدة السلام بعد إعادة سيناء، وسوف يفعلون كل ما فى وسعهم لكى يعودوا إلى أحضان عالمهم العربى، وسوف نضطر إلى العمل لإعادة الأوضاع فى سيناء إلى ما كانت عليه.
٦- إن مصر لا تشكل خطرا عسكريا استراتيجيا على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى، ومن الممكن إعادتها إلى الوضع الذى كانت عليه بعد حرب يونيو ١٩٦٧ بطرق عديدة.
٧- إن أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبددت فى عام ١٩٥٦ وتأكد زوالها فى ١٩٦٧.
٨- إن مصر بطبيعتها وتركيبتها السياسية الداخلية الحالية هى بمثابة جثة هامدة فعلا بعد سقوطها، وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل، إن تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسى على الجبهة الغربية.
فى الأسبوع المقبل نكمل بقية البنود المتعلقة بمصر...
