رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التطاول.. مفتاح الشهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حقيقة واقعة نتلمسها ونراها جميعا كل يوم بل كل ساعة، بصور وأنماط مختلفة من شرائح اجتماعية متعددة ظننا أنها تحمل رؤية واضحة أو حلولا عقلانية لكل المشاكل المثارة والسلبيات التى لا يمكن إنكارها.. وتشكل تحديات ضخمة أمام الجميع من إثارة اليأس وإشاعة أجواء من الإحباط سواء بالتشكيك أو التسفيه أو التطاول ربما عن جهل أو سوء نية عبر الشحن والتعبئة بانعدام الثقة بتصدير مفهوم قديم يتعلق بمنطق القوة والاستعلاء، متجاهلين تماما أن هناك دولة القانون، بهدف تضليل الرأى العام عبر العديد من الوسائط الإعلامية المعلومة للجميع تحت دعوى «أصل دولة الخوف سقطت ولن تعود»!!.
شعار للأسف من روجوا له تناسوا توضيح ماهية الخوف وطبيعته ومكامنه؟ حتى استمرأ البعض لغة «عدم الخوف» لنشر ثقافة «قانون الغاب» بالاعتداء على حرمة وحرية الآخرين وانتهاك الأعراض لمن يريد دون وازع دينى أو أخلاقى أو اجتماعى أو إنسانى.
وبسقوط ما يسمى «دولة الخوف» دون وعى أو إدراك جاء ما هو أبشع وأفظع من الخوف ألا وهو «وحش التعدى والتجرؤ» ليصبح السائد فى الشارع المصرى بكل مكوناته الحياتية والثقافية والإعلامية والرياضية.. لا يرى سوى استخدام القوة والعنف اللفظى والاستقواء بالهجوم وفرض السيطرة والنفوذ والسلطة لمن يملكها من شخصيات عامة.. وحتى العامة وكل من لديه ملكة التجرؤ يحق له أن يتناوب الجميع بالتعدى عليهم دون اعتبار لأ قوانين وضعية.
واهمون هم من تصوروا أن حال العباد والبلاد سينصلح بسقوط وهم دولة الخوف، بل زاد الطين بلة فخرج الكثير من النماذج الإعلامية والعامة سواء فى الإعلام أو شخصيات عامة عبر برامج «الكائنات الليلية» متعاطيا حبوب الشجاعة والرعونة ليوزع سهامه المسمومة وليس النقد الموضوعى البناء، بل يتطوع عن جهالة وغباء حتى وصل الأمر إلى ادعاء الكثير منهم أنهم من يملكون الحقيقة التائهة، يقرأون الغيب رغم يقين معظمهم إجمالا أن ما يعرض من وجهات النظر لا يمت للواقع والحقيقة.. سوى «حقيقة التجرؤ والتطاول»، سواء بجهل أو بسوء نية، بوصفه الطريق الأسرع للشهرة.
حقيقة الأمر أصبحنا وكأننا فى «سوق عكاظ» أو ما يسمى «أوهام السوق».. أحاديث تتسم بالصخب والصراخ والدخول فى تفاصيل التفاصيل حتى التافه منها ليتساءل الجميع: عن ماذا يتحدثون؟ ربما نراها أيضا حتى فى أنفسنا جميعا وربما بدرجات ولكن للأسف تأخذنا العزة بالباطل بمقولة «يناير نزعت الخوف من الضمائر والقلوب ومن الوجدان»، وهى مقولة خاطئة حتى وصل الأمر إلى القول «محدش بيخاف النهارده».
هيا كده، بطلنا نخاف، من إيه؟ مفيش غير جواب واحد معروف «الدولة» فى المطلق.. وأنت لا سمح الله سرقت ولا قتلت ولا تحرشت ولّا اختلست ولّا خالفت قوانين بعينها.. يعنى تكسر قوانين وتمارس الاستقواء والإرهاب والعنف والقتل والبلطجة والتحرش بل التعدى على حريات الآخرين بدعوى حرية الرأى والتعبير.. وتقول «دولة الخوف سقطت» مثل هؤلاء تصرفوا على طريقة «استرجل واشرب بريل».
المؤكد أن ما يقوم به البعض من ممارسات فى سائل الإعلام ليس له علاقة بإعلام الوطن.. إعلام يمكن أن تسميه كما شئت إلا أن يكون ما نشاهده إعلاما له علاقة بالمصلحة الوطنية.. إعلام فقد عقله ووعيه وإدراكه بما يدور حوله بإدخاله العام فى الخاص.. وأصبح المتلقّى الوحيد الذى يتم التناوب عليه كل يوم لخبطوا كيانه مش فاهم إللى بيحصل وليه وعشان إيه، حتى أصبح يرى فى نفسه رئيسا يوجه وينظّر، بل وصل الأمر به يدير ويخطط.. من الآخر الكل بقى بطل وما بيخافش أصله «بيشرب بريل عشان يسترجل».
هذا الوضع المتشابك والضبابى والغائب عن الوعى يفرض على مجلس النواب القيام بمسئولياته بالإسراع بإصدار قانون للصحافة والإعلام يضع الضوابط الحاكمة للأداء الإعلامى الخاص والعام، ومحاسبته عن أى تجاوزات أو خلل يهدد أمن واستقرار العباد والبلاد.