«لو عاد بى الزمن مرة أخرى لقتلتهما، وأنا غير نادم على فعلتى، فالفقر يجلب كل شيء، وخشيت على ابنتّي من الانحراف من بعدى، حيث أعانى من مرض مزمن ومهدد بالوفاة فى أى وقت، ووالدتهما متوفية منذ ولادتهما، وأنا بائع متجول»، هكذا بدأ قاتل ابنتيه فى حلوان اعترافاته أمام النيابة العامة.
وقال المتهم فى تحقيقات النيابة، أمام المستشار شريف مختار رئيس نيابة حلوان: «قتلت ابنتي لأن الحياة صعبة جدا، ولم أستطع الإنفاق عليهما، وخشيت عليهما من الفقر والمصير المجهول، فكانت تمضى علينا عدة أيام بلا طعام، وأحيانا نأكل مرة واحدة فى اليوم، ولا يوجد لدينا أقارب، وفى يوم الواقعة أخذت ابنتّي التوأم على دراجتى البخارية، وكانت معى علبتا عصير بهما مخدر، وأخذتهما إلى منطقة زراعية مهجورة، وقبل وصولنا طلبت منهما تناول العصير، وعندما وصلنا كان المخدر قد أثر على ابنتى الأولى، أما الثانية فكانت بوعيها، ولكن لم تستطع الحراك، وشاهدتنى، وأنا أخنق شقيقتها بيدى حتى تأكدت من موتها، وعندما شاهدتنى قالت لى «ارحمنى يا بابا متموتنيش» ولكنى قتلتها هى الأخرى، وتركتهما فى الأرض الزراعية وهربت».
وكان اللواء خالد عبد العال، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، قد تلقى بلاغًا من الأهالى بشارع المشتل بحلوان، يفيد باكتشاف جثتى فتاتين ملقاتين على الأرض. وكلف مدير أمن القاهرة فريق بحث لكشف غموض واقعة القتل، والوصول إلى مرتكبيها، من خلال فريق أمنى من ضباط المديرية، برئاسة اللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وبانتقال الفريق لمكان الواقعة تبين وجود جثتين لفتاتين فى العقد الثانى من عمريهما، وترتديان ملابسهما كاملة، ولا توجد بهما إصابات.
وبإجراء التحريات اللازمة حول الواقعة، وسماع شهود العيان، قال أحد الأهالى وهو ومكتشف الواقعة، إنه أثناء مروره بالمنطقة، اكتشف وجود جثتين بالأرض الزراعية، وعندما اكتشف الواقعة ذهب إلى جاره ليخبره بما حدث، وأثناء ذهابه فوجئ بقيام شخص مجهول يقوم بإلقاء جوالين بقطعة الأرض، وفر هاربا، وحاول اللحاق به ولكنه لم يستطع.
وانتهت تحريات ضباط المباحث، أن المجنى عليهما هما كل من «رانيا. ى. أ» ١٥ عاما، وشقيقتها التوأم «أميرة. ى. أ»، وأن المتهم بارتكاب الواقعة هو والدهما «ياسر. أ. ح» ٣٥ عاما، بائع متجول، وتم تحرير محضر بالواقعة، وعرض المتهم على النيابة العامة، التى أمرت بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
