الأربعاء 05 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

شكرا للتورنت.. شكرًا لليوتيوب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على موقع «يوتيوب»، وعلى برنامج «تورنت» لتحميل المواد «المقرصنة»، أصبح بإمكاننا أن نشاهد أى فيلم حديث أو قديم، غربى أو شرقي، كلاسيكى أو درجة عاشرة، بما فى ذلك أفلام البورنو من كل الجنسيات واللغات.
شكرا للإنترنت.. شكرًا لموقع «يوتيوب» العظيم، وشكرًا لجيش الشباب الأبطال فى كل مكان، الذين يقرصنون كل ما تقع عليه أيديهم، ليقدموه خدمة عامة للبشرية، وخاصة لأبناء الشعوب المحرومة أمثالنا.
كل شخص يدخل على الإنترنت فى مصر يشعر بالامتنان لكم، حتى لو كان فى العلن يهاجم القرصنة والأفلام الجريئة، أمام شاشات الفضائيات، حيث يعمل مذيعًا، أو يحل ضيفًا، أو يكتب فى صحيفته، حيث يعمل صحفيًا، أو يكتب مقالًا كزائر، أو يصرخ فى قاعة المحكمة، حيث يعمل محاميًا أو وكيلًا للنيابة، أو حتى لو كان واعظًا فى كنيسة أو جامع، أو معلمًا فى كلية أو مدرسة، أو رقيبًا يمنع الأفلام نفسها عندما تأتيه فى جهاز الرقابة.
شكرًا للإنترنت، كل شخص فى مصر يشعر بالامتنان والتقدير لجهودكم، ولا تصدقوا ما نقوله علنًا، فهكذا تربينا، وهكذا تعلمنا، أن نقول ما لا نعني، وأن نفعل ما لا نقول، وأن نعيش بشخصيتين طوال الوقت: واحدة لوسائل الإعلام والمنابر الرسمية، وواحدة للأصدقاء والمعارف الشخصية.
سيدى الإنترنت، لا تغضب، ولا تأخذ الأمر بكل شخصي. جرب مرة أن تتركنا، هدد مرة بحجب كنوزك عن شبابنا، وسوف تعرف مدى معزتك فى قلوبنا.
هل نسيت أنه قامت ثورة بعد ساعات من قرار النظام السابق بقطع خدماتك عنا؟.
شكرًا للتورنت، بفضلك شاهدنا كل أفلام «الأوسكار»، بدون حذف، فى نسخ شديدة الجودة، ومترجمة لمن لا يجيد اللغات الأجنبية.
بحمد الله، ثم عونك، سيدى التورنت، لم نعد نبالى بالرقابة، ولا موظفيها، ولا قوانينها. نحن نضحك ونسخر يوميًا من جمودها، وتخلفها، ومن التشويه الساذج والعبيط الذى تفعله فى الأفلام المعروضة فى دور العرض.
صدقني، لم نعد نذهب لدور العرض، واكتفينا بك.
لقد صنعنا عالمًا خاصًا بنا، موازيًا، لا علاقة له بما تراه فى الفضائيات والصحف وبيوت العبادة والمدارس وقاعات المحاكم.
لقد أصبحنا مثل الدكتور جيكل، ومستر هايد، الرجل الذى يعيش بشخصيتين متناقضتين فى رواية الأديب الإنجليزى روبرت ستيفنسون. فى الصباح نهاجم «الحرية»، وفى المساء ندمن ممارستها!.