الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لتسقط المصادرة.. ويحيا النقد!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الناقد الكبير وأستاذى كمال رمزى حدثنى حول عدة مقالات كتبتها هنا عن الكيفية التى نتعامل بها مع «الهبوط» و«الابتذال» الفنى، واقتراحى بأن الحل الأمثل هو تجاهل هذه الأعمال وإنفاق مزيد من الوقت والجهد والمساحات الورقية والتليفزيونية على الفن الجيد.
قال الأستاذ كمال: أتفق معك فى أن المجتمع يبالغ فى رد الفعل على الأعمال الفنية التى يعتبرها بذيئة، ويعطيها حجما وقيمة وشهرة، أكبر مما تستحق، وأن هناك حالة من النفاق العام، حيث يدمن الكثيرون استهلاك كل ما هو بذىء وإباحى سرا، ولكنهم يصرخون عندما يسمعون عن لقطة فى فيلم أو لفظ فى كتاب... ولكن، والكلام لا يزال لكمال رمزى، بالنسبة للناقد أليس من واجبه أن يكتب عن هذه الأعمال السيئة الفنية ويبين مشاكلها وعيوبها ومدى هبوطها الفنى، مما يساهم فى رفع مستوى الذوق الفنى والقدرة على تحليل وتقييم الأعمال الفنية. قلت للأستاذ كمال: عندما كنت أتحدث عن التجاهل كأفضل وسيلة للتعامل مع الهبوط الفنى لم أكن أتحدث عن النقاد، ولكن عن المحامين والقانونيين والمسئولين الرسميين من هواة الشهرة وصنع البطولات الزائفة، الذين يتخيلون أنهم يقدمون خدمة جليلة للمجتمع حين يمنعون فيلما أو يسجنون أديبا، لأن تاريخ المنع والقمع والسجن عبر العصور والمسافات لا يخبرنا سوى بحقيقة واحدة فقط هى أنه لا توجد قوة على وجه الأرض يمكنها أن تمنع فكرة أو قصيدة أو فيلما، وأن كل ما يمكن أن تفعله هو تزويدها بالقوة والقدرة على البقاء، وقد أدركت المجتمعات والسلطات المتعلمة المتطورة هذه الحقيقة، فباتت تركز جهدها على نشر أفكارها بدلا من منع أفكار الآخرين. أما بالنسبة للناقد، يا أستاذى العزيز، والكلام منى لكمال رمزى، فهو لا يملك سلطة للمنع، وكل ما يملكه هو أفكار ترد على أفكار، وعمله، منذ عهد أرسطو فى كتابه «فن الشعر»، وحتى أحدث الدراسات النقدية، هو ما يشكل ويحدد معايير الحكم الفنى وقواعد وجماليات الفنون، والأكثر من ذلك كله فإن الناقد، وأعنى كل من يملك الثقافة والخبرة والذوق السليم، هو القادر على التمييز بين الجرأة الفنية وبين الإباحية والابتذال، ليس من خلال الشتيمة والتحريض على المنع والمصادرة، ولكن من خلال التحليل والمقارنة والتقييم. وبما أننى فشلت فى إيصال هذه الفكرة فى مقالاتى السابقة، فقد وعدت الأستاذ كمال بكتابة مقال آخر للتوضيح... هو هذا المقال.