الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. قرية "الجبيل" بجنوب سيناء مشروع سياحي ينتظر الاستثمار.. بها منطقة "رأس رايا" الكنز الغائب.. هجرها الأهالي لعدم وجود خدمات.. عبر منها سيدنا "موسى" إلى البر الغربي من الخليج

قريتي..

قرية الجبيل
قرية الجبيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مسافة 5 كيلو مترات من مدينة طور سيناء عاصمة محافظة جنوب سيناء تقف قرية صغير بحجمها، كبيرة بآثارها وعبق الماضي الذي يضرب في جذور التاريخ وتجده بجلاء بين ثنايا هذا الشاطئ البكر، إذا وضعت رحالك بها رأيت الرمال العذراء تداعب أمواج الخليج الدافئة، وهذه مواويل بحارتها لاتزال تصدح في آذاننا حين ركبوا وخاضوا غمار البحر لطلب الرزق بين أضلع الخليج الغني بلؤلؤه وخيراته! تلكم المشاهد ترسم لوحة بديعة من الطبيعة الخلابة لوحة تحار الكلمات على الشفاه في وصفها ويسلب العقل جمالها.. إنها قرية الجبيل "ولها مسمى آخر" قرية الصيادين!
تمتلك قرية "الجبيل" التابعة لمدينة طور سيناء، عاصمة محافظة جنوب سيناء، مقومات سياحية تجعلها تنافس مدينة شرم الشيخ العالمية، فالقرية تقع على شريط ساحلي ممتد لعشرات الكيلومترات، ويوجد بها مطار، وبها منطقة رأس راية الكنز الذي لم يكتشف بعد! والتي هجرها الأهالي لعدم وجود خدمات بها وبها أحد الإنشاءات السياحية ولكنه توقف منذ سنوات وهجره أيضا أصاحبه.
وبالرغم من وجود آثار إسلامية وقبطية، ووقوع المنطقة على الساحل مباشرة، وهناك من غاص بالمنطقة وأكد وجود شعاب مرجانية، كما تصلح المنطقة لممارسة العديد من الرياضات البحرية، إلا أن المنطقة لم يتم وضعها على خريطة الاستثمار السياحي حتى الآن.
وأكد أهالي القرية ومنهم غريب حسان عضو مجلس النواب عن دائرة طور سيناء، أن المنطقة الساحلية الممتدة من قرية الجبيل وحتى رأس الكنيسة مرورا برأس راية تصلح لإقامة العديد من المشروعات السياحية فهي عبارة عن جونة طبيعية ليس لها مثيل في العالم وتصلح لإقامة العديد من المشروعات السياحية المهمة خاصة في مجال الغوص، فالمنطقة بها شعب مرجانية وهناك أماكن الصيد البحرى ومناطق تصلح للسباحة حيث تمتلك المنطقة بحيرة طبيعية مساحتها شاسعة وطالب حسان بعمل دراسة سياحية للمنطقة وإعطاء المستثمرين نسخة من الدراسة وتشجيعهم على الاستثمار هناك لأن معظم المستثمرين لا يعرفون سوى شرم الشيخ ودهب.
وأشار حميد سعد جبلي من أهالي قرية الجبيل إلى أن منطقة رأس راية كان يسكنها عدد كبير من الناس، وهى منطقة يمكن تنميتها واستثمارها، وكانت بها مدرسة ولتقصير المسئولين في تقديم الخدمات بالمنطقة فلا توجد مياه ولا وحدة صحية ولا طرق، فبدأ الناس يهجرون المنطقة وأغلقت المدرسة التي تكلفت الملايين وخربت رأس راية بسبب تقصير الحكومة- على حد قوله.
من جانب آخر أكد العالم الأزهري الشيخ محمد عبدالعظيم، مدير عام منطقة جنوب سيناء الأزهرية الأسبق الباحث صاحب كتاب السياحة الدينية في سيناء، أن منطقة "رأس رايا" هي نهاية الجبل الغربي الموجود حاليًّا، عند حمام موسى بطور سيناء، والجبليات الصغيرة الموجودة حاليًّا بمنطقة "رأس رايا" هي نهاية الجبل الذي اندك من خشية الله.
وأشار عبدالعظيم إلى أن الآيات تقول إن سيدنا موسى صام 40 يومًا ثم صعد الجبل الذي تم ذكره في القرآن الكريم، في سورة الأعراف وهو الجبل الموجود، حاليًّا، بمنطقة حمام موسى ثم ناجي ربه ثم كلمه ربه ثم طلب من ربه أن يراه أي أن يريه نفسه فقال رب العزة لموسى كما جاء في الحديث القدسي: "يا موسى لن تراني إنه لن يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده، ولا رطب إلا تفرق، إنما يراني أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم ولا تبلى أجسادهم"، ولهذا قال تعالى: "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا".
وأكد عبدالعظيم أن المفسرين لهم ثلاثة تفسيرات في هذه الآية الأولى أن الجبل لما تجلى نور الله عليه دك الجبل فانخر في الأرض فهو تجلجل فيها، والثانية آندك الجبل أي استوى مع سطح البحر، والثالثة اندك الجبل فأصبح نصفه في البحر والنصف الآخر في البر وهو ما ينطبق على جبل حمام موسى.
وأضاف عبدالعظيم أن جبل حمام موسى هو الجبل الذي نزلت عليه التوراه لأن الجبل قطع كأنه قطع بسكين وسوي بالأرض وهذا يليق بتفسير الآية الكريمة، مضيفًا أن بقية الجبل هبط بعد أن كان عاليًّا وظهرت عليه آثار الهبوط وسوي سطحه وبقي متعرجًا أملسًا كأنه وعاء للعجين اليابس تعرض للضغط عليه بغطاء أملس متعرج، وأن الجبل الغربي في سيناء هو جبل حمام موسى على شاطئ الخليج وليس بعده شيء.
وأوضح عبدالعظيم أن سيدنا موسى عليه السلام عندما جاء إلى الوادي المقدس طوى الموجود في مدخل وادي "إسلا" التابع لمدينة طور سيناء، والذي يبعد عن العاصمة نحو 35 كيلومترا، ومصبه هنا في منطقة "رأس رايا"، جاء إلى "رأس رايا" والتي كانت ميناء طور سيناء القديم كما أكد علماء الآثار، ليركب من "رأس رايا" ليعبر إلى البر الثاني عند رأس غارب أو رأس شقير ومنها إلى الزعفراني ومنها إلى الكريمات ومنها إلى بني سويف ومنها إلى الفيوم، حيث يقيم أهل سيدنا موسى وسيدنا هارون وفرعون من أجل أن يبلغه الرسالة.
ونوه عبدالعظيم بأن منطقة "رأس رايا" هي التربيعة التي ربطت حمام موسى بالوادي المقدس ولذلك عسكر الرهبان في هذه المنطقة "رأس رايا" منذ زمن بعيد ليكونوا بجوار الوادي المقدس، ولكن البربر اعتدوا عليهم وهذا ما ذكره نعوم شقير في كتابه "تاريخ سيناء" كما ذكره الكثير من الباحثين.
وفي نفس السياق أكد محمد أحمد عمران، مدير الآثار الإسلامية والقبطية بجنوب سيناء، أكد أن منطقة "رأس رايا" منطقة أثرية قديمة وكانت مدينة طور سيناء قديما وكان بها ميناء تجاري مهم يستقبل الحجاج المسلمين والمسيحيين القادمين من أوروبا وآسيا لزيارة الأمكان المقدسة في سيناء وفي كاترين وغيرها.
فهل آن الأوان لوضع قرية الجبيل على الخريطة السياحية؟