الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

القارة السمراء في قبضة الملالي "3".. تفاصيل الصراع بين "حزب الله" وإسرائيل على الـ"الماس".. طهران تنهب اليورانيوم لدعم برنامجها النووي..ومحاولات "تل أبيب" للتخلص من 30 ألف لبناني في أفريقيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كما أنه من غير المعقول تناول العلاقات العربية الإيرانية، دون ذكر الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني في المنطقة، فإنه ليس ممكنا، أيضا، الحديث عن تمدد الدور الإيراني في إفريقيا، دون كشف أبعاد تحركات حزب الله في تلك المنطقة من العالم.
ورغم أنه من المعروف عن حزب الله أنه يأتمر بأوامر الملالي في طهران، فإن تحركاته في إفريقيان يشوبها بعض الاستقلال، إذ إن نصر الله ورفاقه، وعملائهما من اللبنانيين المنتشرين في إفريقيا؛ لنشر التشيع، لهم هدف إضافي من التواجد في غرب إفريقيا، وهو الحصول على أكبر قدر ممكن من معدن الـ"الماس"، الثمين، الذي يمكن الحزب من الإنفاق على أنشطته دون حاجة إلى غيره.

الـ"الماس".. سر الصراع مع إسرائيل
ولعل الحصول على الـ"الماس"، المنتشر في هذه المنطقة من القارة، هو السر الحقيقي في حالة الصراع الرهيبة التي يخوضها الحزب مدعوما بإيران، من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
ويمثل رجال الأعمال اللبنانيين واجهة نشاط حزب الله في هذا المجال بدول القارة، فلا يظهر قادة الحزب بأنفسهم، لكنهم يتعاملون مع الأمر باعتباره نشاط اقتصادي، يقوده رجال أعمال، ولا تتدخل عناصر الحزب، إلا حال وجود أزمة تعيق تحقيقهم أكبر عائد ممكن من وراء النشاط، فيضطرون للتدخل إما للنهب أو للتهريب.
ونجح حزب الله في الاستفادة من التدفق المالي للأعمال الإجرامية التي تديرها الجماعات المتعاطفة مع أفكاره بشكل عام في أفريقيا، ويقول إبراهيم الفيومى صاحب مشروع التنمية المستدامة بأفريقا والخبير في الشأن الإفريقي، إن حزب الله ينشط في جمع الأموال في إفريقيا، منذ عقدين، مؤكدا أنه يشارك في مافيا تتبع أساليب النهب للحخصول على ثروات القارة. 
وأضاف الفيومى أن هناك دوا ومنظمات دولية، استطاعت إثبات تورط "حزب الله" في تجارة الألماس والمعادن والعقارات والمضاربة، بها في أسواق الأسهم، وغسل أموال المخدرات. وأكدت هذه الوثائق أن الحزب يستفيد من هذه النشاطات للسيطرة على المناطق النائية الغنية بالـ"الماس" في دول غرب ووسط إفريقيا، من خلال التعامل المباشرة مع عمال المناجم والوسطاء، وليس مع الدولة.

ونشرت صحف أجنبية عدة تقارير مفصلة، تكشف تفاصيل استخبارية عن تعاملات الحزب في إفريقيا، ومنها تصريح السفير الأمريكي السابق، في سيراليون، "جوزف مالروز"، من أن حجم التعاملات التي يمارسها الحزب من خلال تجارة الـ"الماس" تفوق التصورات.
كما نقلت الصحف الأمريكية، عن أحد عملاء المباحث الفيدرالية الأمريكية، ويعدى "ماثيو ليفيت"، أن حزب الله، لجأ في كثير من الأحيان، إلى فرض الإتاوات والتهديدات من خلال العصابات التي يديرها هناك، مشيرا إلى وجود 200 مشتر للألماس في ساحل العاج، وأن 35 فقط منهم من السكان الأصليين، بينما الباقون لبنانيون يقدمون مبالغ ضخمة للحزب على شكل تبرعات طوعية فردية.
لم تقف الولايات المتحدة الأمريكية مكتوفة الأيدي أمام المصادر المالية لـ”حزب الله” المصنف كمنظمة إرهابية على لائحة وزارة الخارجية الاميركية، فضمن حملة معلنة لتجفيف مصادر الحزب المالية قامت وزارة الخزانة الأميركية العام الماضي بفرض عقوبات على أربعة مواطنين لبنانيين مقيمين بساحل العاج بتهمة جمع الأموال، وتجنيد المقاتلين، وإرسالهم إلى سورية.
30 ألف لبناني يقودون الصراع
ولم يعد خافيا اشتعال الصراع في تلك المنطقة من العالم على الثروات المعدنية الثمينة، حتى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، باتت مشغولة بملاحقة تحركات رجال الأعمال اللبنانيين، بدول إفريقيا؛ من أجل تدمير أنشطتهم المالية والتجارية، وذلك بالتعاون مع الإدارة الأمريكية، التي يهمها بشكل أساسي عدم حصول إيران، وحزب الله على اليورانيوم، خاصة خلال الفترة التي سبقت التوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وبحسب المصادر أن ايران اعتمدت على نهب اليورانيوم من القارة الإفريقية، وكان هو المصدر الرئيسي، الثاني، لإيران عندما كان برنامجها النووي على أشده، كما أن الموساد، والـ"سي أي إيه"، خاضا معارك شرسة للضغط على حكومات دول غرب إفريقيا، لإقناعها أو إجبارها على التضييق رجال الأعمال اللبنانيين، خصوصا، والمغتربين العرب بشكل عام.
والمثير أن نيجيريا، أعلنت مؤخرا عن نجاحها في ضبط خلية شيعية تابعة لحزب الله، تخفي أطنان من الألماس استعدادا لتهريبه إلى إيران، قبل أن يتم كشف العملية بالتعاون مع إسرائيل.
وكشفت تقارير استخبارية، أن انتشار رجال الأعمال اللبنانيون في دول غرب إفريقيا، ليس مصادفة، خاصة بعد اكتشاف أنهم يسيطرون على أسواق الهواتف الجوالة، وشحنات الاستيراد والتصدير وكذلك المقاولات والخدمات.
وأضافت التقارير التي كشفتها لنا مصادر، فضلت عدم كشف هويتها، أنه في دولة السنيغال، يوجد 30 ألف مواطن لبناني، يسيطرون على 70 % من الصناعة فيها، وينتمي 90 % من هؤلاء للطائفة الشيعية 
كما كشفت تحقيقات عالية المستوى أجرتها المباحث الفيدرالية الأمريكية، حول عمليات غسيل أموال جرت مؤخرا على أراض أمريكية، عن تورط رجال أعمال لبنانيون تابعون لحزب الله في شبكة ضخمة لغسيل الأموال عالميا، تعمل من خلال عشرات البنوك؛ لإيصال مئات ملايين الدولارات لحزب الله، وإيران.
المفاجأة كانت في رد حزب الله على الاتهامات الموجهة له في هذا الشأن، والتي اكتفى فيه بالقول إنه لا يستخدم طرقا تتنافى مع الإسلام في أعماله، وهو رد غير دقيق كما وصفه المحققون الأمريكيون، الذين يعتبرون أن حزب الله يمكنه أن يستصدر من فقهائه فتوى تحلل له هذه الأعمال، بحسب قولهم، متهمين الحزب بأنه يتلاعب بالإسلام؛ لتحقيق مآرب شخصية .


أما في جامبيا، فقد فوجئ الجميع بقرار من السلطات هناك بطرد رجل الأعمال اللبناني، حسين تاج الدين، الذي يحتكر قسما كبيرا من الاقتصاد الجامبي، وذلك بعد اتهامات أمريكية، لكل من جامبيا وأنجولا والكونغو، بأنهم أكثر الدول التي يستخدمها "حزب الله"، لإدخال تمويلاته إلى لبنان، ومنها لإيران، إلا أن السلطات الجامبية لم تتهم تاج الدين بشيء محدد مكتفية بطرده، ومصادرة أملاكه.
وبحسب أحدث التقديرات فإن رجال الأعمال اللبنانيين التابعون لحزب الله يمدونه بمليار دولار سنويا، يذهب 70 % منها إلى إيران.
رجال نصر الله في إفريقيا
ومن أهم الأسماء المحسوبة على حزب الله في إفريقيا، عزيز نصور، وسميح العسيلي، وكلاهما أدينا بتهريب "الماس"، بطرق غير مشروعة في بلجيكا، قبل أعوام، وقضى العسيلي عدة سنوات في السجن، بينما عاد نصور بيروت ليدير أعماله التجارية، ولعب لسنوات دور التاجر الرئيسي لدى زائير.
وكذلك ورد اسم عزيز نصور وسمير صالح في تقرير للأمم المتحدة حول خرق التسلح في ساحل العاج، حيث وصفهما التقرير بتجار الـ"الماس" غير الشرعيين ومبيضي الأموال.
وفي سلسلة من التحقيقات على مدى العقد الماضي، أجرتها أجهزة استخبارات عالمية ثبت أن من أهم العائلات الداعمة لحزب الله، هي عائلة "نصور"، التي تسيطر على عشرات من الشركات والمؤسسات في "أنتويرب" في بلجيكا.

وتوصل تقرير آخر للمخابرات البلجيكية، إلى الربط بين حزب الله وعدد من تجار الـ"الماس" اللبنانيين، وهم: (عماد عبد الرضا، علي أحمد، صلاح عز الدين).
ويحرك رجال حزب الله في إفريقيا كميات كبيرة من المال، عن طريق البريد، من غرب افريقيا، وتحديدا من السنغال، التي تعتبر المركز الثاني لنشاط الحزب في جمع التبرعات بعد ساحل العاج. 
وحول أسلوب تحويل حزب الله الأموال إلى لبنان، أوضحت تقارير صحفية تناولت هذا الشأن أنه عادة ما يتم التحويل عن طريق البريد أو التحويل الالكتروني، مؤكدة أنه بالإضافة إلى توفير الموارد المالية للحزب.
وبات معروفا أن رجال حزب الله في إفريقيا، لا يترددون عن ارتكاب الجرائم، في سبيل تحقيق الأهداف التي أوكلت إليهم، والتي تهدف عادة إلى إيجاد مخارج لتهريب الـ"الماس" المنهوب من الدول الإفريقية. 
وتعتبر بوركينا فاسو، وتوجو وسيراليون، من أكثر الدول الخاضعة لنفوذ هؤلاء الرجال، ويعملون جميعا على جمع الـ"الماس"، وتهريبه في الخفاء؛ من أجل تمويل أنشطة الحزب في شتى بقاع الأرض، وإرسال دفعات من الأرباح إلى إيران، وهو ما أكدته التقارير الاستخبارية. 
وفي محاضرة عن غسيل الأموال نشرت في 2004، للباحث الأمريكي "دوجلاس فرح"، تم الكشف عن تفاصيل العمليات القذرة التي يمارسها حزب الله في الدول الإفريقية، إلا أنه اضطر لمغادرة ساحل العاج التي كان يقيم فيها لاستكمال دراساته عن أنشطة الحزب، بعد وصول تهديدات له بالقتل أكثر من مرة.
وفي شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، اتهم فرح حزب الله بالضلوع في نشاط الجماعات الإرهابية الدولية العاملة في غرب إفريقيا، بما يملكه من علاقات تاريخية مع المغتربين اللبنانيين، خصوصا في ساحل العاج. 
وأكد فرح أن حزب الله يعمل بطريقة أكثر تنظيما في غرب إفريقيا، وترجع عملياته إلى وقت مبكر في أوائل الثمانينات؛ بسبب وجود مئات الآلاف من اللبنانيين في غرب إفريقيا، غالبيتهم العظمى من المسلمين الشيعة، بما يعنيه ذلك من روابط عائلية ودينية، كما أن حزب الله يجمع التبرعات من المؤسسات التجارية، ويدير عمليات الابتزاز، وتعمل شركاته الوهمية أيضا في تجارة الـ"الماس".

زيارة نجاد للقارة السمراء
يقول الكاتب الأمريكي، ماثيو ليفيت، في تقرير تشره، بصحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية، أنه عندما زار أحمدي نجاد إفريقيا عام 2006، عاد إلى طهران للإعلان عن أن القارة لديها موارد كثيرة، يمكن ان تستخدمها ايران، رافضا إعطاء تقديرات دقيقة لحجم الإيرادات المتوقعة، في ظل ما لمسه من سيطرة رهيبة لحزب الله على الأمور هناك، وهو ما منح نجاد انطباعا بأن الحبز يمكنه أن يعمل وحده، وبالتالي لا يعود ولاؤه في إرسال ما يقع تحت يديه من أموال مضمونا. 
كوت ديفوار.. حلبة مصارعة
تضم كوت ديفوار أهم جالية لبنانية في إفريقيا، من حيث العدد والثقل الاقتصادي، وهو ما جلعها تشبه حلبة المصارعة بين إيران وإسرائيل؛ بسبب روابط هذه الجالية الدينية والعائلية والوطنية، مع الوطن الأم، لبنان، وبالتالي حزب الله وإيران، أصبحت هذه الجالية أكبر داعم لتنظيم "حزب الله"، اللبناني، حيث يرسل تجار الـ"الماس" اللبنانيون المال من ساحل العاج، ويتحكمون بحوالي 60 % من القطاعات الاقتصادية الحيوية في أبيدجان، ويمتلكون أربعة آلاف مؤسسة من بينها 1500 مؤسسة صناعية، يعمل فيها نحو 150 ألف مواطن من أهل البلاد، كما يسيطرون على 70 % من تجارة الجملة، و50 % من تجارة التقسيط، و80 % من شركات جمع القهوة والكاكاو، وتصديرها، و17 % من سيارات الأجرة، كما أن الجماعات الشيعية في ساحل العاج، وفرت ملاذا آمنا لقادة حزب الله، ومن بينهم عماد مغنية، القائد العسكري السابق للحزب.
ومن جانبها تسعى الولايات المتحدة، لضرب مصالح الحزب عبر القضاء على رجال الأعمال اللبنانيين، في غرب إفريقيا، حيث توجه لهم تهم الاتجار بالمخدرات، وغسيل الأموال، كما وقفت أمريكا في عام 2009 خلف طرد أمام الطائفة الشيعية في ساحل العاج، عبد المنعم قبيسي، بعد أن اتهمتها بتمويل حزب الله، لكنه عاد بعد عام إلى أبيدجان من جديد.

حزب الله في مالي والكاميرون
ونجح حزب الله أيضا في التوغل داخل كل من مالي والكاميرون، إذ يحصل سنويا على مساهمات مالية ضخمة من هناك، الأمر الذي جعل المراقبون يشعرون بالمستوى الهائل من الاختراق الذي نفذه الحزب الله في هذه الدول.
ويعمل مسؤول كبير في حزب الله، بكل حرية داخل هاتين الدولتين؛ من أجل جمع هذه التبرعات، وحملها معه إلى بيروت،رغم انها تكون مبالغ نقدية في غالب الأحيان، وهو ما يعني أن الحزب نجح في تجنيد أعداد كبيرة من مسؤولي تلك الدول لصالحه. 
أنجولا في قلب المحنة 
تعد أنجولا إحدى أهم مناطق نفوذ حزب الله، الممتدة في القارة السمراء، حيث إن رحال الحزب يستثمرون كميات كبيرة من الأموال هناك بغرض غسيلها، ويجندون رجال أعمال محليين، لجمع معلومات استخبارية قبل العمليات، ويدعونم نشاطات الحزب ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية والغربية.
الخطر الإسرائيلي
ورغم كل ما سبق يبقى أيضا الخطر الإسرائيلي على هوية تلك الدول قائما وخطيرا، لا سيما في ظل حالة الإنهاك التي تعانيها دول القارة، بعد مشوار طويل مع الاضطرابات الداخلية، خاصة أن هذه الأحداث سمحت لموساد بالتخلص من أعداد من رجال الأعمال اللبنانيين، وتدمير مصالحهم الاقتصادية والتجارية، بل وقتلهم أو تهجيرهم من دولة إلى أخرى. 
وشهدت السنوات الأخيرة من القرن الماضي، عمليات ترحيل جماعية للآلاف من اللبنانيين من معظم تلك البلدان، وهو ما تسبب فس خسارتهم لأكثر من خمسين مليار دولار، ومع تدفق الخبراء والتجار والمستثمرين اليهود إلى إفريقيا، منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، استغلوا الأوضاع هناك وعملوا على التخلص من اللبنانيينن، باعتبارهم عقبة أمام أطماعهم الاقتصادية والسياسية. 

تغلغل يهودي
في مقابل ذلك كان التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا، يزداد بسرعة، من خلال كيانات يرأسها رجال أعمال يهود، لهم ارتباطات اقتصادية مباشرة، بشركات داخل اسرائيل، ومع ذلك ظلت جميع مصالحهم تتمتع بغطاء إفريقي محلي.
وبحسب الدكتور محمد عبد القادر المتخصص فى العلاقات الدولية:، فإن تل ابيب أدركت أهمية القارة السمراء، كونها خزان العالم للمواد الخام، من ذهب، وألماس، وحديد، ونحاس، وبترول، ويوارنيوم، وغيرها الكثير من الثروات. 
وأوضح أن لإسرائيل هدف لا يقل أهمية عن الأهداف الاقتصادية السابقة، يتمثل في كسب أصوات الكتلة الإفريقية في الأمم المتحدة، ليعاونوها عند احتياجها لتصويت دولي في قضاياها مع العرب، فصوت ليبيريا عام 1947 هو الذي رجح قرار تقسيم فلسطين.
لافتا: إلى أنه فى الوقت الذي غابت فيه الدول العربية ،وخاصة الدور المصري ، عن افريقيا الذي كان موجود فى مصر عبد الناصر، نجحت ايران فى لعب الدور البديل فى إفريقيا بتحويل علاقتها ببعض الدول من مجرد علاقات إلى علاقات إستراتيجية فهي لديها استرايجية التحرك فى كل نقاط الفراغ وتحركت قبل تركيا بسنوات وكونت علاقات راسخة وللأسف دورنا انحس جدا حتى على مستوى القوى الناعمة قديما كان الفيلم العربي الدراما التركية حلت محل الدراما المصرية كما إن السينما الإيرانية أصبحت من أهم السينمات التي تحصد جوائز عالمية .
التورط في تجنيد العملاء

وفقا لتقارير الاستخبارات الأمريكية، فإن إفريقيا تمثل الميدان الأكثر جذبا لجهود حزب الله لاستثمار وغسيل الأموال؛ استغلالا لتجمعات كبيرة من الشيعة اللبنانيين الذين يقيمون في هذه الدول، ونظرا لعدم فعالية سلطة القانون المحلية هناك، لذا يلجأ حزب الله ومن ورائه إيران لتجنيد العملاء، إذ شهدت السنوات الأخيرة إرسال الكثير من التلاميذ الأجانب، بمن فيهم تلاميذ البلدان الإفريقية إلى "قم" الإيرانية لدراسة العلوم الدينية، كإحدى وسائل التجنيد والتدريب كعملاء لحزب الله وإيران. 
وفي أواخر عام 2002، اعتقلت السلطات الأوغندية شخصا يدعى شافي إبراهيم، وهو قائد خلية من الشيعة الأوغنديين، يعملون صالح إيران وحزب الله، وأكد إبراهيم، خلال استجوابه أنه وجماعة من التلاميذ الأفارقة سافروا إلى إيران بمنح مجانية لدراسة العلوم الدينية، بجامعة رازافي في مدينة مشهد. 
وأضاف أنه اجتاز بعد ذلك التدريب الاستخباراتي والتخريبي في عام 2001، مع مرافقين في منطقة بشمال طهران، تم فيها تعليمهم جميع فنون الإرهابن مع متدربين لبنانيين جدد، من حزب الله، وتدربوا ايضا على استخدام الأسلحة الصغيرة، وإنتاج العبوات المتفجرة، وجمع المعلومات الاستخباراية قبل العمليات، والتخطيط للهروب، وتحمل تقنيات التحقيق. 
وقبل أن تنتهي إيران من تكوين جيش المهدي، الذي سبق الحديث عنه في الحلقة السابقة، بدأ حزب الله نشاطه الإرهابي هناك، فتم الكشف عن وجود عناصر منه تشارك في النشاط القتالي داخل مالي، وباقي أماكن الصراع في القارة.
كما أن السلطات في عدد من الدول الإفريقية فرضت إجراءات مشددة لضبط أنشطة عدد من رجال الأعمال اللبنانيين، وفي مقدمهم عبد المنعم القبيسي، المقيم في كوت ديفوار (ساحل العاج) وعلي تاج الدين الي يحتمي بسيراليون.