الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

شخبط شخابيط على الجيتار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفكرة ليست فى أن موظفى الجمارك قاموا بالشخبطة على جيتار برايان آدامز الأثرى. الخطأ يمكن أن يحدث فى أى مطار فى العالم. الفكرة فى أن أحدا لم يعتذر، وأن أحدا لن يعتذر، لأنه لا يوجد مسئول بعينه عن الخطأ يمكن أن يعتذر. الأخطاء عندنا ليست مسئولية أحد، لأنها ليست أخطاء، بل أسلوب حياة. منظومة، وعادة يومية، ومناخ عام.
الفكرة ليست فى أن برايان آدامز مغن عالمى شهير، يفتخر أى بلد فى العالم بأنه أحيا حفلة فيه، ولا فى أنه كان يزور مصر لإحياء حفل تحت سفح الهرم فى وقت نعانى فيه من موت السياحة وانهيار الجنيه وفى عرض أى دعاية طيبة.
الفكرة فى أن وزارة السياحة، ومعها بقية الوزارات، وبقية المواطنين بالمناسبة، لا يقومون بدورهم فى الترحيب بأى سائح أو ضيف أجنبى.
الفكرة فى «التخلف السياحى» العام الذى ينعكس سلبا على أى أجنبى يأتى إلى مصر، بداية من مصلحة الجوازات ومصلحة الجمارك اللتين تعاملانه كمجرم محتمل، وحتى سائقى التاكسى وموظفى الفنادق ومندوبى ومرشدى السياحة الذين يعاملونه كضحية محتملة للنصب، أو كحمل وسط قطيع من الذئاب على طريقة المتحرشين الذين يتعاملون مع أى امرأة كقطعة حلوى عارية وسط جيش من الذباب.
منذ يومين شاهدت فيلما أمريكيا حديثا اسمه «آلهة مصر»، يتناول أسطورة إيزيس وأوزيريس فى إطار أكشن تشويقى، وبغض النظر عن مضمون الفيلم أو مستواه، فإن المحزن هو أنه لا توجد لقطة واحدة فى الفيلم تم تصويرها فى مصر، كما لو أن هذا البلد الذى تدور فيه الأحداث من وحى الخيال، أو أنه غرق مثل قارة أطلنطس ولم يعد له وجود. 
ومنذ شهرين كنت فى المغرب لحضور مهرجان «مراكش»، ولا أريد أن أحرق دم القارئ بالتفاصيل ولذلك سأكتفى بالقول إن المغرب أصبحت واحدة من أهم دول العالم كله على مستوى السياحة وعلى مستوى الأفلام التى يتم تصويرها هناك.
الفكرة فى المغرب، أو دبى، أو إسبانيا، أو تركيا، أو غيرها من البلاد الجاذبة للبشر، أن كل أجنبى يشعر منذ لحظة نزوله المطار أنه شخصية هامة جدا، وأن جميع أهل هذا البلد، من المسئولين وحتى باعة الأرصفة، فى خدمته.
الفكرة فى «السيستم»، وليست فى موظفى الجمارك الجهلة الذين شخبطوا على جيتار أثرى.