كل ما أطلبه من سعادتك، أن تدخل إلى الإنترنت، وتبحث على موقع البحث الشهير «جوجل» تحت كلمات: «أغنية..عم عبده» مصحوبة باسم «شفيقة القبطية» أو «بهية المحلاوية»، وسوف تظهر أمامك عدة صفحات تحتوى على الأغنية.. اسمعها.
آه نسيت أن أقول لك يجب أن يكون عمرك فوق ١٨ سنة، وألا تكون من النوع الخجول الذى تؤذى مشاعره الألفاظ الخارجة «القبيحة».
إذا صدمتك بذاءة الأغنية، أتمنى أن تكون هذه الصدمة دافعًا للمعرفة بدلًا من أن تدفعك لإخفاء رأسك فى رمال الجهل. هذه الأغنية التى تم تسجيلها فى أوائل القرن الماضى ليست وحيدة نوعها، وهناك عشرات غيرها تم تسجيلها ومئات أو آلاف لم يسجلها اختراع «الجرامافون»، أو الاختراعات التى ظهرت بعده، ولكن يمكن أن تقرأ عنها فى الصحف القديمة، والصحف تعنى المخطوطات والكتب والجرائد، وسوف تعيش صدمة متصلة من شأنها أن تزعزع قناعاتك الراسخة، بأن الناس فى الماضى كانت «مؤدبة» و«عفيفة» على عكس أهل هذا الزمان.
أتمنى أن أرسل هذه الأغانى والكتب جميعًا للأستاذ المحامى الذى يطارد المصريين بالبلاغات والقضايا، وإلى البك وكيل النيابة الغضنفر الذى أخذ ينتفض ويرتعش، ويهتز ويكاد يسقط على الأرض مصدومًا ومرعوبًا من ألفاظ إحدى الروايات، ولكننى لن أفعل لسبب واحد هو قناعتى بأن انتفاضتهم المستميتة عن «الأخلاق» ما هى إلا «أكل عيش فينو وجاتوه».
كل ما أطلبه من سعادتك أن تعود إلى منزلك وتحصى عدد أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة بين أيدى زوجتك وأولادك وبناتك، وأن تسأل نفسك السؤال التالي: هل دخلت زوجتى وأبنائى على المواقع الإباحية اليوم؟
أعرف أن أفراد أسرتك محترمون ومؤدبون، ولا يمكن أن يفعلوا ذلك، ولكن الإحصائيات تؤكد أن سكان مصر والعالم العربى من أكثر شعوب الأرض ترددًا على المواقع الإلكترونية الإباحية. لا بد إذن أنهم أبناء الجيران أو أبناء زملائك فى العمل أو بعض هؤلاء البسطاء الذين تعتبر نفسك محاميًا لهم ووصيًا على عقولهم.
مع ذلك فحضرتك خائف من رواية لن يقرأها أكثر من بضعة آلاف على أقصى تقدير، ولست خائفًا من «لابتوب» أو «موبايل» يحتوى على كل ما أنتجته قريحة وعجيزة البشرية من مواد إباحية.. يا منافق!!
