الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. في يوم الشهيد.. الأمهات: "فرحتنا ممزوجة بالحزن والوطن أغلى من الضنا".. "لو كنت أعلم أنها سفريته الأخيرة إلى سيناء لطلبت منه أن يغادر إليها حتى ينال الشهادة"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقدم العديد من أبناء الوطن التضحية في سبيل بقاء البلاد مستقلة وحرة، وذات سيادة كاملة على كل شبر من أراضيها، فالتضحية تكون بأغلى ما يملك الإنسان وهي حياته، حيث يموت الشهداء لكي نحيا حياة كريمة مرفوعي الرأس، واليوم الموافق 9 مارس "يوم الشهيد"، علينا أن نتذكر أكبر الخاسرين من تلك التضحية، وهم أهالي وذوي الشهداء، الذين حرموا منهم للأبد، وتبدلت حياتهم ولن تعود كما كانت مهما حدث، وبرغم جل ما أصابهم فانهم دوما يحتسبون فلذات أكبادهم عرسان الجنة وفداء لوطننا الغالي، بل وإن بعضهم يتمنى استشهاد باقي أبنائه في سبيل الله ومصر. 
تقول والدة الشهيد عمرو شكري من جنوب سيناء والذي استشهد في تفجير قسم ثالث العريش بشمال سيناء، أبريل الماضى، إنه منذ أن استشهد نجلها "عمرو" وهم في خير وفير، متمنية أن تقدم إخوته الثلاثة شهداء في سبيل الله والوطن، كما تمنت أن تكون هي وزوجها من الشهداء، وذلك لجمال وقدسية المكانة العالية للشهيد عند المولى عز وجل. 

وقال اللواء شكري خلف، والد الشهيد، إنه طالما هناك أرواح ذكية ودماء غالية تقدم في سبيل الله والوطن، فلن ينتصر هؤلاء الشرذمة
ولن ينهزم الوطن، فالوطن معنى عزيز وما نقدمه من أرواح ودماء في سبيل الله والوطن رخيصة، ونحن لا نغلى على الله ولا على الوطن. 
ومن جانبها طالبت هدية عبدالحميد علام، والدة الشهيد شريف أحمد السيد القاضي، ابن مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، والذي استشهد في التفجير الارهابى الذي استهدف الكتيبة 101 بالعريش، من الرئيس السيسي، أن تكون هديتها في عيد الأم، هي القصاص من الارهابيين الذين يعبثون بأمن الوطن ويقتلون جنوده الأوفياء. 
بينما قالت والدة الشهيد عبدالرحمن محمد متولى "23 سنة" من الدقهلية، والذي استشهد إثر العمليات الإرهابية التي استهدفت قوات الجيش في سيناء، في أول يوليو الماضي: "ابني عريس ورفض أنى أشوف له واسطة علشان يتنقل من سيناء، وقال لي: إحنا يا نموت سوا يا نعيش سوا فدا مصر"، مضيفة أن ابنها استشهد فداء للوطن، مطالبة بالقصاص العادل والسريع ممن قتلوه. 
وتابعت قائلة: "حسبى الله ونعم الوكيل في اللى قتلوا ابنى وقتلوا زملاءه، وأطالب بالقبض على بتوع الإخوان اللى قاعدين على القنوات الإخوانية بيتريقوا على الجيش، وأطالب بإعدام الإخوان رءوس الأفعى اللى في السجون". 
وفي ذات السياق، أكد عبدالغنى محمود خليل " مدرس" والد الشهيد مصطفى، 21 سنة، من الدقهلية، والذي استشهد في هجوم إرهابي
على كمين للجيش في سيناء مساء يوم 18 يوليو الماضي، أنه يحتسب ابنه عند الله شهيدًا، مشيرًا إلى أن الشهيد كان محبا لوطنه وكان يتمنى الشهادة في سبيل الوطن، وتابع والد الشهيد: "ادعوا لباقى زملائه بالنصر في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم، وأنهم يقفون
بكل قوة مع الجيش والشرطة في مواجهة حربهم ضد الإرهاب ". 
كما قال والد الشهيد عبدالرحمن محمد متولى، 23 سنة، ابن محافظة الدقهلية، الذي استشهد إثر العمليات الإرهابية التي استهدف قوات الجيش بسيناء أول يوليو الماضي، واستشهد على إثرها 17 من ضباط وجنود الجيش، إن ابنه وزملاءه كانوا يدافعون عن الوطن وترابه الطاهر فهم خير أجناد الأرض الذين اغتالهم الإرهاب الأسود، داعيًا الله أن يتولى نجله وزملاءه برحمته وأن يحمى الذين ما زالوا موجودين في سيناء، مطالبًا بالقصاص العادل من قتلته حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه أن يلمس جيش مصر أو يهدد استقرار وأمن البلاد. 
وقالت والدة الشهيد محمد على، أحد شهداء الهجمات على منطقة كرم القواديس في فبراير الجاري: إن ابنها كان موجودًا في القرية قبل أن يستشهد بيومين، وقام بزيارة كل أهله وأصدقائه وكأنه كان يودع الجميع، وطلب من أمه أن تراعي زوجته وجنينها وقلت له وأنا أبكي إنك ستعود لرعايتهم، وكأنه كان يعلم أنها لحظاته الأخيرة، ولكنه أصبح في الجنة مع الشهداء، ولو كنت أعلم أنها سفريته الأخيرة إلى شمال سيناء لطلبت منه أن يغادر إليها حتى ينال الشهادة، لأنه الشهادة من أجل الوطن أغلى من الحياة. 

أضافت آية محمود، زوجة الشهيد، والدموع تغلب على حديثها، "إنها تزوجت محمد منذ 7 شهور، وكانت في كل سفرية تشعر بأنه سوف يعود إليها شهيدًا، ولكنه كان يطمئنها ويقول لها، "إن الأعمار بيد الله وإن أحدًا لن يستطيع أن يقلل من عمره ساعة أو يزيدها، ولكن واجبنا نحو الوطن هو أغلي وأثمن ما نقدمه لله ". 
وأشارت إلى أنه في آخر يوم لنا قال لي: اعتني بحملك، ودعى الله يفعل ما يشاء، وتلك هي كلماته الأخيرة، ولكنى يكفينى أن أهل قريته ودعوه بالزغاريد إلى مثواه الأخير وكأنه عريس، ثم دعت الله أن تنجب طفلا يحمل اسمه من جديد ليفرح وهو في الجنة.