الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"استخدام الحياة" تحقق أرقام مبيعات هائلة.. ومؤلّفها في السجن

الكاتب أحمد ناجى
الكاتب أحمد ناجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد صدور حكم قضائى فى حق مؤلفها، وخضوعه للحبس لمدة سنتين، لاقت رواية (استخدام الحياة) للكاتب أحمد ناجى، رواجًا ورغبة فى البحث عنها وقراءتها، أو بمعنى أدق التلصص على ما فيها من خدش حياء!! عمليات البحث عن رواية أحمد ناجى (استخدام الحياة) وقراءتها وصلت إلى ٢ مليون عملية بحث فى أقل من ٤٨ ساعة من نشر خبر حبس ناجى، فى المقابل لم تصل مبيعات الرواية منذ صدورها فى ٢٠١٤ حتى صدور الحكم بالحبس إلى ٥٠٠ نسخة، وهو الأمر الذى يعكس الفاعلية الحقيقية لأى قرار بمنع كتاب أو حبس كاتب!
دار الربيع العربى لم يعرف عنها يومًا نشر الأعمال التجريبية أو حتى الإشكالية، ولم تخرج العناوين التى تصدرها عن كتابات شباب من المغمورين، فى تكرار واستنساخ لروايات الرعب. وإن نشرت قبل فترة رواية «برج العذراء» للروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد، وهى الرواية التى مُنِعت من النشر فى مصر سابقًا واضطر كاتبها لنشرها فى دار نشر لبنانية.
ومؤخرًا أعلنت (الربيع العربي) عن قرب صدور أحدث أعمال أحمد ناجي، وهى المجموعة القصصية «لغز المهرجان المشطور» للمرة الأولى عن دار الربيع العربي، مع فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، لكنها لم تصدر، وعادت الدار لتعلن مرة أخرى أن المجموعة ستصدر مع معرض الإسكندرية، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
والشاهد هنا، أن المنع، أو قرار حبس ناجى، الذى يساوى منعه من الكتابة، جاء بنتائج عكسية تماماً، فالرواية فى طريقها لتحقيق أرقام توزيع هائلة، كما أن كتابات ناجى الأخرى ستشهد انتشارًا مماثلاً، خاصة مع اقتراب صدور مجموعة (لغز المهرجان المشطور).
الغريب هنا هو حالة (شق الصف) الحاصلة فى الجماعة الثقافية، فرغم رفض الكُتّاب مبدأ حبس أى كاتب على ما كتبه إلا أن قطاعا كبيرا منهم أعلن رفضه واستنكاره لما ورد فى الرواية، بل وبلغ رفضهم إلى حد وصفه «بالدعارة والفسوق».
وبالتبعية يطرح هذا التناقض السؤال حول الانغلاق المجتمعى وانسداد أفقه والذى يعوق ويعرقل أى محاولات، نحو التغيير وتفكيك البنى الأخلاقية المدعاة.
وترجمه عمليًا امتناع قطاع كبير وعريض من المثقفين عن حضور المؤتمر الذى عقدته نقابة الصحفيين، تضامنًا مع ناجي، وذكر أحد المدعوين للمؤتمر، وهو من الشخصيات البارزة فى المجال العام، وكان فى طريقه بالفعل للنقابة، أنه تلقى مكالمة هاتفية من أحد قيادات النقابة يخبره بعدم القدوم أو المشاركة فى المؤتمر لأن الصحفيين امتنعوا عن الحضور، استنكارًا ورفضًا لما كتبه ناجى ونشره فى روايته ومن بعدها فى أخبار الأدب.