الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كنيسة مارجرجس فى مصر القديمة.. على الطراز الإسلامى

شهدت تحدى المعز وإبرام السريانى

كنيسة مارجرجس فى
كنيسة مارجرجس فى مصر القديمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنزل من المترو فى محطة مار جرجس إلى قصر عظيم «حصن بابليون»، بُنى هذا الحصن فى القرن الثانى الميلادى بأمر من الإمبراطور الرومانى تراجان، ويُقال إن اسم بابليون مرتبط بالاسم القديم «بر- حابى- إن- إيونو»، وهو بيت الإله حابى إله النيل فى هليوبوليس.
يحتضن الحصن برجان تقع فوق أحدهما الكنيسة المعلقة.. بجانب هذا الحصن يمكنك أن ترى كنيسة مارجرجس فى مبنى الكنيسة غرفة تدخل من باب خارجى، هذه الغرفة تسمى غرفة التعذيب، لأنها مليئة بصور وآلات تعذيب السيد المسيح والقديس مارجرجس والتى تكاد تصرخ بالألم.
عجلة تشبه دفة السفينة يبرز من جميع أنحائها مسامير مسننة يدفعها رجل بدم بارد على جسد الشهيد مار جرجس صورة تقشعر لها الأبدان، تراها عند دخول غرفة التعذيب هذا بخلاف آلات التعذيب الموجودة فى أنحاء الغرفة مثل: الصليب والمسامير الثلاث التى دق بها المسيح فى الصليب وإكليل الشوك كما يمكنك أن ترى الكثير من رسائل الشكر لمار جرجس لنجاح أصحابهم.
داخل غرفة التعذيب غرفة أخرى صغيرة تشبه الكهف بضع درجات تحت الأرض مليئة بلوح مكتوب عليها كلام باللغة اليونانية وبين اثنين منهم ترى ثقبا فى الحائط به ورق أمنيات صغيرة.
وتخرج من غرفة التعذيب متجها إلى كنيسة صغيرة سيرا بين روائع الفن فى المقابر، فترى المسلات وتماثيل ملائكة ومعبد أثينا كشواهد فوق القبور، ثم ترى هذا المبنى الصغير وهو كنيسة مكونة من هيكل وبضع كراسى للجلوس ومليئة بصور المسيح والسيدة مريم العذراء، بجانب الهيكل تجد ممرا صغيرا إلى سلالم تنزل بها إلى غرفة تحت الأرض بها بئر مياه مقدسة.
إذا خرجت من هذه الكنيسة منطلقا إلى الكنيسة المعلقة ستجدها عكس تخيل أغلب الناس على الأرض مثل جميع المبانى، السبب فى تسميتها بالمعلقة أنها شيدت على برج من أبراج حصن بابليون، فلا يوجد تحتها أساس، ويمكنك أن ترى ذلك من خلال غرفة داخل الكنيسة بها زجاج ترى منه إنه ليس هناك أرض تحتك. هى أقدم الكنائس التى لاتزال فى مصر ويقال إنها بنيت على أنقاض المكان الذى احتمت به العائلة المقدسة عندما هربت من «هيرودس» حاكم فلسطين الذى كان قد أمر بقتل الأطفال بسبب نبوءة وصلته. كانت هذه الكنيسة مقراً للعديد من البطاركة، واتخذها البطريرك خريستودولوس مقراً لبابا الإسكندرية.
داخل الكنيسة وفى مقابل الباب من الجهة الأخرى ستجد ثلاثة هياكل: هيكل العذراء مريم فى الوسط على يمينه هيكل القديس يوحنا المعمدان وعلى يساره هيكل القديس مارجرجس، ويوجد فى الكنيسة أربعة هياكل أخرى إذا رفعت بصرك للأعلى قليلاً ستجد الأيقونات مرسومة فى لوح وليس على الحائط كالمعتاد، ذلك لأنهم أرادوا الحفاظ على الكنيسة من الرطوبة، ويوجد بالكنيسة أكثر من مائة وعشرة أيقونات. وإذا رفعت بصرك للسقف ستجد أنه يشبه السفينة المقلوبة ومصنوع من الخشب، وذلك لحمايتها، رمزا إلى سفينة نوح التى حمت من كان على متنها من الطوفان. وبالتمعن ستجد أن الأعمدة مختلفة عن بعض، ذلك لأنهم لم يملكوا الكثير من الوقت بعد اضطهاد الرومان، فأخذوا العواميد الجاهزة وبنوا بها الكنيسة. ثم يأسر بصرك المنبر فى وسط الكنيسة المبنِى على ثلاثة عشر عمودا، واحد فى المقدمة يرمز إلى المسيح، والاثنى عشر الآخرى ترمز إلى الحواريين، وهم تلاميذ عيسى عليه السلام، وبروعة ابتكار تجد أن جميع الأعمدة بيضاء عدا عمودين، واحد أسود رمزا إلى يهوذا الأسخريوطى الذى خان المسيح والآخر رمادى رمزا لتوما الشكاك.
حدث فى هذه الكنيسة معجزة كبيرة، حيث طلب الخليفة المعز لدين الله الفاطمى من البطريرك إبرام السريانى إثبات آية فى الإنجيل تقول: «لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شىء غير ممكن لديكم» (جبل المقطم) ومنحه ثلاثة أيام لتنفيذ ذلك. تقول الرواية الدينية إن مريم العذراء ظهرت للبطريرك فى صباح اليوم الثالث، أخبرته بأن يخرج ليرى رجلا يحمل جرة ماء وسيكون هو المختار لتنفيذ المعجزة. وعند تنفيذه لوصية العذراء وجد سمعان الخراز فكلمه بما حدث فطلب الخراز من البطريرك أن يبقى بين الشعب فى يوم نقل الجبل، ومن هناك سوف يقوم بالصلاة بينما يقوم البطريرك برسم علامة الصليب. وتم ذلك كما قال حيث وقعت زلزلة عظيمة وتحرك الجبل حتى بانت الشمس من تحته.
لذلك ستجد أن الكنيسة بها بعض من الطراز الإسلامى، لأن الخليفة المعز لدين الله أمر بترميم الكنيسة، فرممت بالطراز الإسلامى. وهناك أيضا عمود وحيد فى الكنيسة مرسوم عليه السيدة مريم، حيث يعتقد أنها ظهرت للبطريرك عنده.