الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

وغادر كابتن طاهر المقصورة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في اللحظة التي رشقت الكرة مسجلة الهدف السادس لمنتخب غانا في شباك المنتخب المصري في مباراة الوصول لنهائيات كاس العالم التي أقيمت يوم العيد ،رشق معها في قلوب المصريين الغم وخيبة الأمل والغضب.
وبمجرد تسجيل الهدف ترك كابتن طاهر ابوزيد المباراة متجاوزا في ذلك البروتوكول بصفته وزيرا للرياضة ،ولكنه لم يحتمل الهزيمة المهينة لفريقنا .
لا أتذكر بالظبط كم كان عمري عندما انتشرت أغنية أتذكرها وارددها كلما ذكر اسم كابتن طاهر ابو زيد :“,”طاهر ابوزيد بيجيب اجوان“,”.
والهزيمة لم تكن موجعة له وحده بل كانت مهينة وقاسية جدا على المصريين الذين انتظروا الفرحة بالفوز ،انتظروها لتمسح عنهم بعض من نكد الأيام مع قوى الظلام الإرهابية من ناحية ،ومع رخاوة وسوء إدارة الحكومة من ناحية أخرى .
حلم المصريون بعيد سعيد يفرحون فيه بفوز منتخبهم ولكن جاء أداء المنتخب هزيل طبق الأصل لأداء الحكومة .
أتصور أن كابتن ابوزيد شعر بخيبة الأمل فهو ابن الملاعب ومن أهم لاعبي مصر وهو الملقب ب “,”ماردونا النيل“,”.حتما سوف يسأل نفسه لماذا انهزم فريقنا هذه الهزيمة الثقيلة وعله يجد أن الإجابة تكمن في “,”الإدارة“,” فالإدارة هي مفتاح النجاح والفشل وهي علم وانحياز وإرادة .
فعلم الإدارة موجود في الكتب .أما الانحياز فهو الانتصار والدفاع عن قيم وطبقات محددة ، ومنذ عشرات السنين والطبقة التي تحكم مصر والسلطة الحاكمة باسم هذه الطبقة والحامية لمصالحها منحازة للأثرياء وضد الفقراء.
لذا فنحن نسأل كابتن طاهر ابو زيد هل مازلت تشعر بمتعة لعب الكرة في شوارع وحواري البداري بأسيوط وفي حوش وملعب مدرستك الابتدائية .وبكل تأكيد نقول انك مازلت تتذكر فرحتك الاستثنائية عندما اختارك مدرب نادي اسكو الرياضي للعب فيه عندما انتقلت للعيش مع أسرتك من البداري الى شبرا .
وهنا يأتي السؤال لمن تنحاز يا ابن الستينيات الذي يعرف ان صانعي المعجزات في هذا البلد يعيشون في ازقته وحواريه وقراه ونجوعه ومدارسه الحكومية التي تخرج فيها أبناء جيلك .
وأنت تعرف ان في مصر ألاف مراكز الشباب وبيوت الشباب والساحات الشعبة التي أنشئت عندما كان النظام منحازا للفقراء من مرتاديها وكانت هي مصانع المواهب الرياضية ،وعندما انحاز النظام للأثرياء وضد الفقراء تحولت إلى خرابات ومفارخ للتطرف والبلطجة وانعكس انحياز النظام على مدارسنا الحكومية فلم يعد بها ملاعب ولا أحواش وألغيت منها حصة التربية الرياضية.ومنذ عشرات السنين انحازت السلطة والطبقة الرأسمالية للنوادي التي يستحيل ان يقترب من أسوارها أبناء الفقراء .
لا أتحدث هنا لمعالي الوزير طاهر ابو زيد أتحدث للكابتن طاهر ابوزيد فقد يقول قائل أن مراكز الشباب والساحات الشعبية وملاعب المدارس ليست من اختصاصه ولكنني أتوجه ل“,”طاهر ابوزيد اللى بيجيب اجوان“,” والذي شاهد في مباراة “,”كسرة النفس“,” لاعبين تجاوزوا سن الإبداع في الملاعب ،لاعبين غير قادرين على جر الأقدام وهم نفس اللاعبين الذين لا ترى الملاعب سواهم منذ سنوات وكأن مصر قد عقمت ،ومن يديرون مصر الآن لم يصلهم الخيال ويصبحوا واقعيين ويدركوا ان قوتنا ومبدعينا يعيشون في الحواري والقرى والمدارس الحكومية .
وصرح ابوزيد بعد المباراة “,” شعرت بان عمارة قد سقطت فوق رأسي“,” عندك كل الحق يا كابتن فالهزيمة ثقيلة وأنت وبصفتك مواطنا مصريا تعرف أين تختبئ كنوز مصر وكيف نعثر على “,”اللعيبة اللى بتجيب اجوان“,”.