الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

سفارة مصر بالصين وجامعة بكين يقيمان معرضًا لتعليم الخط العربي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقامت السفارة المصرية ببكين ممثلة في مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية في الصين والمكتب الإعلامي المصري، اليوم الإثنين، بالتعاون مع جامعة بكين، معرض الأعمال الفنية للخطاط الصيني المشهور عالميا مى قوانج جيانج وورشة تعليم الخط العربي تحت عنوان "عشق المشق" وذلك في إطار فعاليات العام الثقافي المصري الصيني 2016 والتبادلات في إطار إستراتيجية الحزام والطريق.
وقام بافتتاح المعرض نائب السفير المصري لدى الصين معتز أنور، الذي قال في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في الصين على هامشه، إن "هذا الحدث يعد إضافة للتفاعل والتأثير المتبادل بين الثقافتين العربية والصينية وثمرة لجهود السفارة ومكتبيها الثقافي والإعلامي للإطلاع على أعمال فنان يمزج بين أساليب الخط العربي والصيني بشكل إبداعي جديد غير معروف بالنسبة للخطاطين المصريين والعرب عموما".
وأضاف أن "هذه الفعالية تشير إلى عمق التأثير العربي الموجود في الصين والشغف الكبير لدى الجانبين المصري والصيني - وبالطبع العربي والصيني - بمعرفة الآخر والإطلاع أكثر على حضارته العريقة"، كما شدد على أن أهمية المعرض تنبع من أنه أحد الفعاليات التي يتم من خلالها الاحتفال بالعام الثقافي المصري في الصين، مشيدا بالاختيار المتميز لموقع إقامته في معهد الدراسات الأجنبية بجامعة بكين وسط طلبة صينيين مهتمين باللغة العربية، ومعربا عن أمله أن يحظى بالنجاح والتغطية التي يستحقها وأن يتبعه فعاليات أخرى ناجحة.
كما أبدي نائب السفير شكره لجامعة بكين ولمعهدها للدراسات الأجنبية وأساتذته على دورهم في استضافة المعرض طوال فترة إقامته والتي تمتد لثلاثة أيام، مشيرا إلى ما يعكسه هذا من رغبة كلا الجانبين في التعرف على الآخر وحرصهم على توطيد الصلات والجسور الثقافية المشتركة.
وألقى كلمة الافتتاح رئيس مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية المستشار الثقافي لدى الصين الدكتور حسين إبراهيم قائلا إن "مصر والصين من أعرق الحضارات القديمة حيث أنتجت حضارتيهما تراثا رائعا من الثقافة والفنون".
وأضاف أن "العام الحالي يعد عاما فريدا بالنسبة للعلاقات بين البلدين حيث يحتفلان خلاله بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما"، مشيرا إلى أنه ومن أجل توطيد الصداقة بين الشعبين المصري والصيني والتي يمتد تاريخها إلى وقت بعيد، وتعزيز التبادلات الثقافية الثنائية، فقد اتفق البلدان على أن يكون عام 2016 "عاما للثقافة المصرية - الصينية".
وأشار إلى أن معرض اليوم هو واحد من سلسلة الأنشطة الخاصة بهذا العام حيث أحضر الفنان والخطاط مى قوانج جيانج مائة لوحة فنية تعبر عن سحر وجمال الخط العربي الذي درسه في مصر حيث يمتاز إبداعه بالمزج بين الأسلوب العربي والصيني ليخلق تناغما جميلا بين حضارتين عريقتين يقدم من خلاله فرصة لشعبي البلدين ليدركا الشق الجمالي المشترك بينهما.
وتحدث عن أن مصر والصين أصحاب حضارة مشرقة التقيا سويا عبر طريق الحرير.. قائلا إن "هذا المعرض يعتبر إضافة مضيئة للتبادل الثقافي بين البلدين خاصة وأن جامعة بكين العريقة هي التي تستضيفه، واللغة العربية والثقافة العربية كانت دائما جزءا لا يتجزأ من الدراسات في الجامعة.
وأضاف أنه "يتطلع لمزيد من التعاون والتبادل الثقافي والتعليمي مع جامعة بكين ويتمني للصداقة بين الصين ومصر أن تستمر وتظل خالدة مثل سور الصين العظيم والأهرامات".
وقد ولد الفنان مي قوانج جيانج عام 1963 في يويتشانغ من مقاطعة شاندونج، ويعتبر أستاذا بارزا مجددا في الخط العربي، حصل في عام 1997 على إجازة الخط العربي من مصر، وأصبح أول صيني يكرم بجائزة رفيعة في هذا المجال، وفي عام 2000 بدأ يعلم فن الخط العربي في جامعة العلوم الإسلامية في مدينة تشنغتشو في الصين.
في عام 2005، اقتني المتحف البريطاني لوحة أسماء الله الحسني وعرضها بشكل دائم في معرض الفن الإسلامي، وتتميز هذه اللوحة بأنها مكتوبة بالأسلوب الصيني للخط العربي الذي ابتكره الفنان، وهناك لوحات أخرى للفنان معروضة في متحف أصلان بسان فرانسيسكو، والمتحف الوطني باسكتلاندا ومتحف الفن بهارفارد.
تمتاز أعمال الفنان مي قوانج جيانج بالدمج بشكل فريد بين الفن الصيني والفن العربي، ومن بين اللوحات الفريدة المعروضة لوحة للفظ الجلالة يمكن أن يقرأ بالعربية والصينية في آن واحد وهو أيضا على هيئة شخص يركع للصلاة في خشوع، وأخري لآية الكرسي مكتوبة سبع مرات بألوان مختلفة في إشارة رمزية إلى السموات السبع وفي المنتصف لفظ الجلالة، ولوحة على هيئة برج صيني كان يستخدم لاستطلاع الهلال في مدينة شيان والزخارف الدقيقة للبرج نقشت بكلمات الشهادتين.
ويضم المعرض 99 لوحة واللوحة المكملة للمئة أهداها الفنان لجامعة بكين وقد كتب عليها "العلم بحر بلا شاطئ".
وفي الكلمة التي ألقتها الأستاذة نى تشى عميدة الجامعة في افتتاح المعرض، قالت إن "المثقفين الصينيين الذين ذهبوا إلى مصر وافدين لدراسة اللغة العربية هم الذين قاموا بتأسيس قسم اللغة العربية في الجامعة وأدخلوا دراسة اللغة العربية في التعليم المدني على المستوي الجامعي وأن الصرح الذي بنوه منذ سبعين عاما لا يزال يقود تعليم اللغة العربية والثقافة العربية ويخرج كل عام الأكفاء والمتخصصين في دراستها".
وأوضحت أن سلسلة النشاطات التي تعتزم الجامعة إقامتها بالتعاون مع السفارة المصرية توفر لطلبة الجامعة فرصا أكبر للاحتكاك والمعرفة والاقتراب من الثقافة العربية.
وأضافت أن "الفنان الذي نري لوحاته اليوم قد درس الخط العربي في مصر وأصبح اليوم رسولا للصداقة الصينية العربية ومروجا للفن المصري والصيني في مختلف أنحاء العالم".
وبدورها، قالت هدي جاد الله المستشارة الإعلامية بالسفارة المصرية إن "الإقبال الكثيف على المعرض يوضح تعطش الجمهور الصيني لمعرفة المزيد عن الثقافة المصرية والفنون المصرية"، وأشارت إلى أنها لمست ترحيبا كبيرا من أساتذة جامعة بكين لتنظيم المزيد من الفعاليات المشتركة التي تهدف لتعريف الطلبة الصينيين بمصر وثقافتها وحضارتها العظيمة.
وفى تصريح لـ أ ش أ، قال نائب عميد المعهد ورئيس قسم اللغة العربية فو جيى مين (أمين) "نحن نريد أن ننشر الثقافة العربية المصرية بين جميع الطلاب في جامعة بكين.. والخط هو من أحسن الوسائل لنشر هذه الثقافة بالنسبة لهم"، وأشار إلى أنه بمناسبة السنة الثقافية بين البلدين واحتفال البلدين بمرور 60 سنة على إقامة العلاقات بينهما، فإن الجامعة تأمل تكون هناك العديد من الفعاليات الثقافية الأخري بين الجانبين.