الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

التحقيق مع 5 وزراء هددوا أمن أمريكا القومي

أولبرايت وباول ورايس وكلينتون وكيرى

مادلين أولبرايت،
مادلين أولبرايت، وكولن بأول، وكونداليزا رايس، وهيلارى كلينتو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خرجت الصحف العالمية بتسريبات جديدة حول وزارة الخارجية الأمريكية، أحدثها ما نشرته صحيفة «الديلى ميل» البريطانية عن إجراء تحقيق داخلى لوزراء الخارجية الأمريكية السابقين وحتى جون كيرى الوزير الحالى فيما يتعلق بالتعامل مع المواد السرية على البريد الإلكترونى الخاص بهم، ومنهم مادلين أولبرايت، وكولن بأول، وكونداليزا رايس، وهيلارى كلينتون.
والغريب أن معظم الوثائق ورسائل البريد تتصل بطريقة أو بأخرى بالشرق الأوسط، يضم التحقيق الحالى اثنتى عشرة وثيقة تحتوى على معلومات أمنية وطنية مصنفة على أنها سرية ضمن رسائل البريد الإلكترونى المرسلة إلى حساب البريد الإلكترونى الخاص بكولن بأول وزير الخارجية في عهد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، ومن بعده كونداليزا رايس أيضا التي خدمت في عهد بوش وتم إرسالها بين فبراير ٢٠٠٣ ويونيو ٢٠٠٨.

وقد نشر مكتب المفتش العام المذكرة التي تنص على أن خمسة وزراء سابقين للدولة وموظفيها قيد التحقيق والدراسة في الوقت الحالى، وهم مادلين أولبرايت، كولن بأول وكونداليزا رايس وهيلارى كلينتون وجون كيرى وكلهم وردت أسماؤهم في التقرير.
والمذكرة خصت بالأكثر بأول ورايس وذكرت اسمهما أكثر من مرة، كما رصدت التحقيقات التي تم إرسالها وثائق حساسة إلى حسابات البريد الإلكترونى الشخصية أو السرية التابعة لهما أو لموظفيهما، واثنتين من رسائل البريد الإلكترونى المرسلة إلى الحسابات الشخصية التي تعود إلى كولن بأول وكونداليزا رايس تحتويان على معلومات خاصة بالأمن القومى، وقد أحيلت اثنتى عشرة وثيقة تحتوى على معلومات سرية للأمن القومى عبر قنوات شخصية، فضلا عن مسئول رفيع لم تذكر اسمه في وزارة الخارجية، كما أنها تشمل معلومات استخباراتية ومحادثات دبلوماسية، وذلك من خلال تسعة مكاتب وفى وزارة الخارجية، وفى نفس الوقت نفى كل من بأول ورايس استخدام حسابات سرية لنقل المعلومات الحساسة.
وقد تم تقويض حملة هيلارى كلينتون بسبب تقارير قالت إنها تستخدم بريد وزارة الخارجية الخاص للاتصالات الرسمية عندما كانت وزيرة للخارجية، وهو حاليا موضوع خاضع للتحقيق في مكتب التحقيقات الفدرالى «إف بى أي»، فضلا عن أن هناك رسائل لوزير الخارجية الحالى جون كيرى تناولت العلاقة بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان المسلمين من خلال وزارة الخارجية.
وكان هناك تجميع للمراسلات الدبلوماسية التي تبرز معلومات في فترة الربيع العربى، خاصة في مصر وليبيا، منها ما يدور داخل مكتب الرئيس المعزول محمد مرسي، وأوضحت المراسلات كيفية تخطيط مرسي للتفاعل مع البيت الأبيض خلال فترة حكمه، وتفاصيل أخرى عن الإستراتيجيات خلال الأيام الأولى من توليه منصبه في مصر، وكشفت رسائل البريد الإلكترونى أن المسئولين الأمريكيين اتفقوا مع مرسي على أن التعاون مع قادة المجلس العسكري، والمشير محمد حسين طنطاوى، سيكون حتميا خلال الأيام الأولى من الرئاسة.
وأوضحت رسالة مسربة أن كلا من مرسي ومرشد الإخوان محمد بديع أكدا التزامهما بنظام مصرفى مزدوج إسلامى غربى، وتطوير علاقات جيدة مع الشركات الغربية. 
وإحدى الرسائل الإلكترونية المسربة بين بديع ومرسي ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى تؤكد اعتراف حكومة الولايات المتحدة بأن نظام مرسي سيعمل للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى، واعترف مرسي في الرسالة بأن الولايات المتحدة تتوقع منه أن يتخذ خطوات لتعزيز الاقتصاد، وكانت هناك رسالة من بديع إلى كيرى يتحدث فيها عن المعارضين لحكم المرشد، واللافت للنظر أنه لماذا كانت هناك مراسلات بين وزارة الخارجية الأمريكية ومرشد الإخوان بصفته؟ ربما يكون هناك تفهم لوجود مراسلات بين الرئيس المصرى ووزير الخارجية الأمريكية!!
ومن ضمن المراسلات في البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون تؤكد علاقاتها مع الميليشيات في ليبيا، وذلك في عام ٢٠١١، وقبيل ثورات الربيع العربى التي اجتاحت الشرق الأوسط، وكانت هناك ٧٠ صفحة من سجلات وزارة الخارجية، تكشف أن كلينتون واثنين من كبار مساعديها هما عابدين وجيك سوليفان، قاموا بتلقى وإرسال معلومات سرية على حسابات بريدهم الإلكترونى، وتظهر الوثائق الجديدة أن هناك رسائل بالبريد الإلكترونى تم إرسالها من رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير، وحجبت وزارة الخارجية الرسائل عن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، حيث تم وضع علامة على المواد وتصنيفها على أنها «معلومات أجنبية» أو «علاقات وأنشطة خارجية للولايات المتحدة، بما في ذلك المصادر السرية».
وتتضمن الوثائق أيضا علاقة سيدنى بلومنتال، وهو موظف في مؤسسة كلينتون الذي- وفقا لتقرير التحقيق لمنظمة المراقبة القضائية- كان الوسيط لكلينتون، حيث يربطها مصالح تجارية في ليبيا مع الميلشيات هناك لتسهيل صفقات الأسلحة، وتكشف الوثائق الجديدة أن هيلارى كلينتون وافقت على إرسال أسلحة من شركة فريسنو بكاليفورنيا إلى ليبيا، للإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافى في عام ٢٠١١ على الرغم من تحذير الأمم المتحدة.
أيضا هناك وثائق ضمن المراسلات البريدية تكشف دور دبلوماسيين أمريكيين بمجمع بنغازى في تأمين شحنات أسلحة للمجلس الانتقالى والحركة الليبية اللذين كانا يسعيان للإطاحة بالقذافى وتشكيل حكومة جديدة، وكانت تشمل صواريخ وقاذفات قنابل يدوية، و٧ آلاف رشاش و٨ ملايين طلقة، وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية حينذاك الترخيص اللازم لنقل تلك الأسلحة والذخيرة إلى ليبيا، ما يؤكد أن كلينتون كانت على علم، ولها دور مباشر في تسهيل الصفقة، وقد رفضت حملة كلينتون الانتخابية التعليق على الوثائق الجديدة.
وأثبتت الوثائق مراسلات بين كونداليزا رايس والقذافى، وكانت هناك رسالة منه لها يدعوها لزيارته، ويقول لها: لماذا لا تأتى الأميرة الأفريقية إلى زيارة ليبيا؟ فضلا عن مراسلات بعد زيارتها في ٢٠٠٥ للقاهرة بعد توليها مهامها كوزيرة للخارجية الأمريكية مباشرة خلفا لكولن بأول، والتي تؤكد فتح قنوات اتصال مع الإخوان وكل القوى الإسلامية في مصر، فيما توضح المراسلات عدم وجود مانع لديها من وصولهم للحكم، أيضا أوضحت الرسائل أنه منذ ٢٠٠٥ كانت تضغط على الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك‏ لإجراء انتخابات نزيهة، وأنه رفض التدخل الأجنبى في البلاد، كما أكدت الرسائل علاقتها الجيدة مع وزير الخارجية المصرى الأسبق أحمد أبو الغيط، وقد وجهت له الدعوة أيضا لإجراء انتخابات مبكرة. 
أهم الإيميلات المسربة لكولن بأول كانت بينه وبين تونى بلير قبيل الغزو الأمريكى على العراق التي تعود لعام ٢٠٠٢، وتكشف هندسة وتخطيط بوش وبلير لتزييف الحقائق، لبدء حرب على العراق أو بالأحرى على الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، رغم أن بلير ادعى في السنوات اللاحقة للغزو بأنهم كانوا يبحثون حلا دبلوماسيا، وعلى النقيض فالرسائل المسربة تثبت التعمد.
وكانت هناك رسالة بين كولن بأول وبوش في ٢٨ مارس ٢٠٠٢، قبل أسبوع من قمة بوش الشهيرة مع بلير في مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس، يقول فيها إن «بلير معنا في أي عمل عسكري.. والمملكة المتحدة ستتبع قيادتنا»، رسالة بأول ترفع الغطاء عن كيفية تخطيط بلير وبوش سرا للحرب وراء الأبواب المغلقة في كروفورد، حيث يقول بأول لبوش في فقرة من الخطاب «بلير لديه مهارات خاصة في عرضه، لجعل أي قضية عامة ذات مصداقية»، وبعد أشهر من لقاء بوش وبلير في كروفورد، قام داوننج ستريت بإنتاج ملف كارثى حول وجود أسلحة دمار شامل يحتفظ بها صدام حسين، وذهب به بلير لجميع أنحاء العالم في محاولة لحشد تأييد الأمم المتحدة للعمل ضد العراق، وبعد الإطاحة به، كانت هناك تأكيدات بأن الملف كان وهميا.