الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رسالة إلى الرئيس.. كن ديكتاتورًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تلقيت هذا الأسبوع عددا من الرسائل الكاشفة عن جوهر الشخصية المصرية، ومدى رغبتها في تحمل مرارات الجوع، مقابل زوال الظلم وترسيخ مبادئ العدل بإنفاذ القانون على الجميع، بعث لى بتلك الرسائل بعض المهمومين بقضايا الشأن العام، سواء المقيمين في الداخل أو الذين دفعت بهم الظروف للعمل في الخارج، من فرط موضوعية وأهمية ما جاء فيها من أفكار بناءة، ورؤى وطنية خالصة، تهدف إلى النهوض بالبلاد، رأيت أن إلقاء الضوء عليها، ضرورة في تلك الأجواء الملتبسة، التي اختلطت فيها المفاهيم، وتداخلت فيها المصطلحات بصورة عبثية، جراء التخبط الحكومى وبلوغه مرحلة الفشل من ناحية، وتنامى الفوضى الإعلامية من ناحية أخرى.
تلك الرسائل موجهة بالأساس إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، باعتباره مصدر الثقة الوحيد لدى الرأى العام بحكم الواقع الملموس، فهى «أي الرسائل»، تحمل بين سطورها قدرا هائلا من رغبة الاستمرار في الالتفاف حوله، فضلا عن التفاؤل بالمستقبل عبر تحركاته المتسارعة بصورة لافتة للأنظار، والتي تدور على ثلاثة مستويات «محلى وإقليمى ودولى»، بهدف صياغة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وهى التحركات التي يتجاهلها الإعلام المشغول على مدى الساعة، بتبادل الشتائم والردح وترويج الشائعات المنافية للأخلاق، إلى جانب تصفية الحسابات الشخصية بدون ضابط أو رابط.
ما جاء في تلك الرسائل يتضمن التوعية، بضرورة الحشد الشعبى في معركة البناء لمواجهة المشكلات الاقتصادية، لتفادى تداعياتها الاجتماعية، كما أن جميعها يقر واقعا لا يستطيع أحد التشكيك في حقيقته، مفاده أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، يسابق الزمن بمفرده، أما بقية مؤسسات الدولة خاصة الحكومة فهى في واد آخر وربما عالم آخر، لذا تعلقت بالرئيس وحده آمال الشعب المصرى بكل شرائحه الاجتماعية للنهوض بالبلاد لدفع المخاطر عنها، لذا فإن تلك الأصوات تطالبه بإحداث تغيير جزرى في بنية المجتمع السياسية والاقتصادية مهما كانت التكلفة.
هنا سأتوقف أمام إحدى الرسائل، تلقيتها من أحد المصريين والمقيم منذ ٢٠ سنة بإحدى دول الخليج، هو واحد من الكفاءات التربوية والتعليمية، بل والواجهات المشرفة للدولة المصرية مثل كثيرين غيره، أعرفهم عن قرب، اسمه محمد إبراهيم يوسف، سافر في إعارة وعندما انتهت مدته، تمسكت به الدولة الخليجية مع كثيرين للبقاء بهدف الإشراف على وإدارة الشئون التعليمية، لدرايتهم بكفاءتهم المهنية.. وهذا نص الرسالة.. 
الـسـيـد/ عـبـد الـفـتـــاح الـسـيـسـى رئـيـس الـجـمـهـوريـة.. كـلـمـة مـن مـواطـن مـصـرى.. وبدون خوف ولا زعل اسمعنى يا ريس أرجوك إحنا تعبنا ونحن فقط من سيدفع الثمن.. نحن الشعب الغلبان المطحون من أجل لقمة العيش. 
هذه نصيحة صريحة.. امنع استيراد أكل القطط والكلاب والشيكولاتات، وبنس الشعر والشيبسى والجبنة والمكرونات الملونة وسجاجيد الصلاة والبراويز والشمع وكل الحاجات التي لن نموت من غيرها، سوف توفر مئات الملايين من الدولارات.
امنع طباعة ورواج الملخصات والكتب المدرسية الخارجية، وكلف الحكومة بطباعة كتب الوزارة بنفس الطريقة، ستحقق فورا مكسبين على طريقة «ضرب عصفورين بحجر واحد» أولهما ستزيح عبئا كبيرا عن كاهل الأسر المصرية التي تعانى من شراء تلك الكتب، أما ثانى تلك المكاسب، فهو توفير المليارات من الجنيهات، فالأمر لا يتكلف سوى إصدار قرار وتوفير آلية لتنفيذ القرار ومتابعته. 
لدينا استعداد جميعا الاستغناء عن الرفاهية، وعدم شراء الملابس الغالية ونرتدى بدلا منها «خيش»، وعندما تعطش السوق «هتلاقى» المصانع المصرية تصنع الملابس والجلود «هتشتغل والشغل نضيف كمان».. مفيهاش حاجه نتعب أربع خمس سنين عشان خاطر بلدنا تستمر. 
كمان امنع ممارسة السياسة بـ«الدراع» عن كل «حرامى» سرق قوت الشعب، معلش تعالى على نفسك وكن ديكتاتورا في النقطة دى بالذات: 
إقالة جميع اللوبى الفاسد اللى ماسكين كل خرم إبرة في المصالح الحكومية، كفاية عليهم شغل كده يستريحوا شوية بقى، ويلعبوا مع أحفادهم وعين بدلا منهم كفاءات.
معاش مبكر لكل رؤساء المصالح والمناصب الكبيرة وعين مكانهم، شباب معروف عنهم الشرف «أكيد هتلاقى شرفاء كتير موجودين في البلد».
اوقف نزيف الملايين اللى بيلهفها مستشارى المصالح الحكومية، واللى عاوز يشور علينا تطوعا يتفضل، واللى مش عاوز يقعد في بيتهم كده كده شورتهم بتبقى هباب.
اقفل كل قنوات الصراخ والشتائم والرقص وإعلانات الجنس والشعوذة لو عاوز تقبض على أصحابها بتهمة النصب أو نشر الفسوق هتعرف توصلهم كويس.
عين وزير ثقافة «بيفهم» وكلفه بالجلوس مع أصحاب شركات الإنتاج السينمائى والفنى وكتاب السيناريو والمؤلفين والموسيقيين المحترمين، أصدر لهم تكليفا بوضع خطة للنهوض بالفن والذوق العام.. ودى أهم نقطة، توازى في أهميتها وقيمتها قناة السويس.
الوزير الفاشل يخرج من منصبه بمرتب آخر وظيفة قبل توليه الوزارة،
اطلب من كل رجل أعمال إنشاء مصنعين في محافظتين مختلفتين مقابل الأرض والإعفاء الضريبى وإعلانات مجانية، واللى يسرق يتحاسب واللى يتسبب في كوارث إهمال يتحاسب.
كلف ٢ أو ٣ شباب متخصصين ودارسين في كل قطاع من قطاعات الدولة وياحبذا يكونوا معارضين.. هتسمع منهم اقتراحات وحلول سحرية للنهوض بالقطاع عشان موضوع الدهن في العتاقى ده في الفراخ والبط بس مش في الكفاءات البشرية.. كلها حاجات بسيطة بس بتفرق والله.
يواصل صاحب الرسالة: على اتم استعداد من أجل مصر أن انزل القاهرة وأشارك في حملة تفويض، أن يمسك البلد لواءات جيش وشرطة لمدة ١٠ سنوات وبعدها يحاسبهم الشعب، وأنا واثق في الله أولا ثم في قادة الجيش والشرطة أنهم سيصلون بالبلد لعنان السماء.. انتهت الرسالة المشحونة بالتفاعل مع قضايا البلد الاقتصادية والإدارية والاجتماعية.