الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"على وضعك" يا ليلى

"ابن الليل" في مصر..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بتتذكري لما قلتيلي إنك راح تتزوجيني بلا فلوس وبلا بيت، بتتذكري كنتي تحبيني مع إني مش داخل دينك، بتتذكري كيف كنا هيك".. يكفي فقط ذكر هذه الكلمات ولو بصوت خافت لتجد عقلك الباطن يدوي في صرخة مكتومة لا إرادية "اوووه ليلى"، هذا ببساطة إن كنت أحد أعضاء نادي مدمني الباند اللبناني، والذي من السهل جدًا نيل عضوية لتكون ضمن مهووسيه، فور تجربتك ولو لمرة سماع إحدى تراكاته، لتأخذ نفسًا من "جوباية" المزيكا، بداية من "فساتين"، و"نعيد ونعيد ونعيد"، مرورًا بـ"3 دقايق"، و"الحل رومانسي".
"حالة إدمان"
مشروع ليلى الباند الأكثر إثارة للجدل في العالم العربي مؤخرًا، وأحد أكثر الباندات الموسيقية انتشارًا في ساحة المزيكا المستقلة في وقت قياسي، ونال نصيب الأسد من الشهرة والصيت ليصل لمكانة عالية في قلوب معجبيه وقاعدته الجماهيرية التي لا يستهان بضخامتها في مختلف البلدان العربية وخاصة مصر، رغم غرابة كلماته ولكنته، لكنه نجح بكل بساطة في أن يكون "على وضعه" الخاص داخل عقول الأجيال الصاعدة، ليسيطر على تفكير عشاقه عبر نشره حالة هوس تستشعرها فقط عند غوصك في عالمه المستقل، فعند خوضك غمار تشغيل أحد تراكاته ولو بمحض الصدفة سينالك فضول غريب بإعادتها عدة مرات بدون ملل، حتى تشعر "بزهق" عدم تمكنك من منع نفسك لسماعها مرة أخرى، يكفي مثلًا غرقك بين كلمات "قوم نحرق هالمدينة، ونعمر واحدة أشرف، قوم ننسى هالزمان، ونحلم زمن ألطف، ما زالك بلا شيء مافيك تخسر شيء"، أو سرحانك مع وصلة إحساس "ماتتركني هيك عم فتش عليك، بأسفل كل الكاس، وبين تخوت الناس، بتوهم وجهك، بنادي اسمك كأنه موشوم".
"جولة حفلات ابن الليل"
بين مشروع ليلى و"الحل رومانسي"، و"رقصوك"، تلخصت رحلته في ثلاثة ألبومات حققت نجاحًا جماهيريًا مدويًا غير مسبوق، حتى ودع العام الماضي بتفجير أجدد مفاجآته الغنائية عبر ألبومه الرابع "ابن الليل"، والذي تمكن خلاله من نثر عبق "الجنان" بكل ما للكلمة من معنى، عبر مفاهيم أغانيه الغريبة، والتي تبدو غير مفهومة بالمرة، ولكنها تشدك لسماعها، بين "أيودي خذ العياب عني، أنا أسير مرايتي"، وبين حالة إيكاروس، "المشاريع بتزيد، بحجة بكرا بعيد، مابيفهم كيف صار يشبه بيه، وبعده كل شي بيضيع"، مرورًا بجو الفصلان مع أغنية "الجن"، "بالغابة منسهر بالليل، منشرب من قلب الغزال، مننخر الأرض بعصيان، ليطوف الخمر من العين، ماشربش القزوزة ولا الشاي أنا"، وصولًا لوصلة رومانسية "كلام"، بكلمات "إذا لمستك بحلاوة رقصك قربي علي شوي، في جحيم تحت جلدي، وانت إيديك باردين".
"ابن الليل" احتفل به المشروع لأول مرة بحفلة كبرى في المملكة المتحدة في نوفمبر الماضي، وروى عطش جماهيره في العالم العربي بإطلاقه رسميًا "اونلاين"، ليتيح للجميع "عمل دماغ رقمية" بأغانيه، حتى كشف الغطاء مع بدايات العام الحالي بانطلاقه في أولى جولاته الفنية الجديدة للاحتفال بالألبوم، والتي تبدأ مع بدايات شهر مارس، بداية من حفلتين في فرنسا يومي الخميس والجمعة 10 و11 مارس، وختامًا بحفلة كبرى في الإمارات مساء الثلاثاء 22 مارس، ولكن المفاجأة الأكثر زلزلة لقلوب الجماهير فور إعلان نبأ الجولة، هي مرور الباند أخيرًا بأم الدنيا، وعودته بعد طول انتظار إلى القاهرة عبر احتفالية طال ارتقابها مساء الجمعة 18 مارس، تستقبلها ساحة الجامعة الأمريكية.
"تريقة على سعر الحفلة"
الحفلة التي أحدثت توابع زلزالية في عالم السوشيال ميديا فور تحديد موعدها ومكانها، بين المرحب بعودة "ليلى" لمصر بعد فراق قرابة السنة عن آخر زياراته، وبين حالات الدهشة والاستغراب والامتعاض التي طالت ردة الفعل على أسعار التذاكر، التي اعتبرها الأغلبية "غالية بزيادة"، لتمحورها بين "200"، و"250" وحتى "500 جنيهًا"، وهو ما يمثل سعر عالي جدًا بالنسبة لطبقة جمهور الأندرجرواند والمزيكا المستقلة في مصر، ممن يكون أغلبيتهم صغار السن وشباب في المراحل الثانوية والجامعة، لتحدث خلال الأيام الماضية حملات ربما توصف بالساخرة على التذاكر، خاصة مع نشر جملة "بتتذكري لما قولتيلي راح تتزوجيني بلا فلوس وبلا بيت"، لتكون أفضل التعليقات "الحفلة بـ250 جنيه، دي لو ليلى نفسها هشقطها بخمسيناية"، وبين "بسعر التذاكر دي ليلى هترجعلك وتتجوزك على طول"، "واحد عايز يتجوز من غير فلوس ولا بيت وعامل حفلة بـ250 جنيه".. وبين من دشن حملات جماهيرية لمقاطعة الحفلة والباند نظرًا "لاستغلال حب الناس للباند وغلو السعر"، وبين من قارن سعر الحفلة بالحفلة الأكثر انتظارًا في نفس الوقت لعازف البوق اللبناني إبراهيم معلوف" والذي يطل لأول مرة في مصر عبر احتفالية ضخمة في الأهرامات أسعارها ربما تعد متقاربة مع سعر مشروع ليلى، ولكن رغم كل هذه الحملات فكالعادة ستحقق الحفلة نجاحًا واكتمالا في عدد الحضور، فهي ببساطة ليست المرة الأولى التي يحدث فيها الباند "ضجة" بسبب سعره العالي، ربما يكمن السر في جملة "حب الجمهور أكبر من سعر التيكيت"، أو يمكن اختزالها في وصف ربما يكون مبتذلًا أو عاميًا ولكن يوفي المعنى في توصيفه "على وضعك يا ليلى".