ولأن ثورة الجماعة تختلف عن أي ثورة أخرى، شهرية أو يومية، أو حتى تلك التي يصيبها نزيف دائم، تأتي دائمًا تصريحاتها التي لا تتوقف، ولا ينفع معها حبوب، ولا لولب، ولا حتى استئصال رحم “,”الأمة“,” التي يبدو أنها صارت عاقرًا، إلا من رجالها.
تصريحات الجماعة “,”اللولبية“,” تؤكد أنهم يحكمون بلادًا لا نعيش فيها نحن، ففي يوم واحد، تخرج جريدتهم، التي يبدو أن قراءها يعيشون على كوكب آخر، لتحمل الخير “,”والنهضة“,” للجميع، النهضة التي لم يصِبنا منها إلا الكذب، والادعاء، والتطاول، والضحكات الصفراء البلهاء، تؤكد الجريدة التي خاصمتها “,”الحرية“,”، وابتعدت عن طريقها “,”العدالة“,” أن قرارات مرسي بمنح بورسعيد 400 مليون جنيه، هو “,”حق المحافظات علينا“,”. ولا أعرف ردًّا طبيعيًّا يليق بكلمة “,”علينا“,” إلا بالأصوات الصادرة ــ بلا هوية ــ في برنامج باسم يوسف، تعلن عن مؤخرات الجماعة، التي لا تكف عن الــ“,”صياح“,” والضجيج، أما حيثيات “,”الهبل“,” التي ساقتها الرئاسة، وأكدتها الجريدة الناطقة باسمهم، أن “,”بورسعيد“,” هي أول خط مواجهة مع إسرائيل، والحق يقال، هو اكتشاف مذهل وجديد، وغير مسبوق، يجبرك على الانحناء لعبقريتهم، التي أضافت إلى الخبر أن مرسي قرر تخصيص جزء من إيرادات القناة لتطوير المدن الثلاث، ومبشرة أن “,”النهضة جاية“,”، وهو السر الذي تذيعه الجماعة لأول مرة، فأخيرًا عرف الناس من أين سينطلق طائر النهضة الذي كانوا يعاقبونه بالحبس في بورسعيد، وما زالوا ـ حتى تاريخه ـ يبحثون للطائر عن “,”عصفورة“,” تساعده على التناسل، خاصة أنهم اكتشفوا مؤخرًا أنه “,”مابيعرفش“,” في النهضة، وما زالت محاولات العلاج مستمرة، حتى إن وزارة الكهرباء قررت استبدال لمبات الشوارع في بورسعيد، بلمبات موفرة، مما سيوفر 25 مليون دولار، ستساهم بالتأكيد في علاج عقم “,”البلبل“,”، كما خصصت هيئة النقل العام 600 أتوبيس جديد، كوسيلة لمنع “,”الحمل“,” الثقيل على “,”النهضة“,”.
في نفس الصفحة بجريدتهم الموقرة، مشروع الرمال السوداء بكفر الشيخ، يوفر 5 آلاف وظيفة عمل، و15 مليار جنيه.. استثمارات جديدة بالمناطق الصناعية بالصعيد، ووزير التخطيط العمراني يؤكد أن استثمارات الحكومة في 2013، التي لم يمر على بدايتها شهران، بلغت 250 مليار جنيه، في حين افتتح وزير النقل أول هويس إلكتروني على النيل، تكلفته 320 مليون جنيه، ووزارة البيئة تدعم القرى الفقيرة في 6 محافظات بمبلغ 105 ملايين جنيه.. كل هذه المليارات، والشعب “,”اللي ما بيشوفش يا أخي، ولا بيحس بــ“,”بلبل“,” النهضة“,”، ينكر الفضل للجماعة، صاحبة الإنجازات، التي قد تصيب المواطن العادي، ــ لو أكمل قراءة الــ15 صفحة الأخرى من جريدتهم ــ بالعجز الجنسي، أو السعار، خاصة أنها “,”عضة كلب“,” ستطيح بمستقبل أي بلبل طموح.. وتبقى “,”الثورة الشهرية“,” للجماعة مستمرة، وعندما تجد رجلًا يقطع عنها “,”الثورة“,” ــ إذا وجدته ــ ستلد طفلًا يشبهها، “,”حبيب“,” أمه، “,”بديع“,” شكله، “,”مشهور“,” بين الخلائق، من “,”خيرت“,” الرجال، ولكن الخوف كل الخوف، أن يستمر نزيف الثورة، لأن الجماعة لم تجد من “,”ينكحها“,”.
