الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تحدث الرئيس عن المؤامرة وتحدثنا.. فماذا بعد؟!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


لست من هواة إعادة ما قلته كثيرًا، أنا أقول كلمتى وأمضى، أترك التاريخ يسجلها، وقد جرى كثيرًا أننى تنبأت بأحداث وتوقعت سيناريوهات، وجرت كما قلت وحذرت، ولذلك أجدنى مضطرًا إلى أن أفتح قوسًا كبيرًا لأذِّكر الجميع بما سبق أن قلته عن المؤامرة التى يتعرض لها نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى المؤامرة التى لا تقصده لذاته فقط، بل تسعى إلى تفتيت مصر وضرب استقرارها وأمنها وسلامها وأهلها. 
قبل 25 يناير الماضى تركت من يغوصون بأقدامهم فى حديث متهافت عن مؤامرة تحاك ضد النظام يتم تنفيذها فى ذكرى الثورة، والتفت إلى ما يتم التخطيط له بدقة فى 30 يونيو المقبل، وهو التاريخ الذى جعلوا منه ساعة صفر لإزاحة نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي. 
رسمت الخريطة يومها أمامى على النحو التالي: عندما تتأمل الصورة ستجد أن هناك أطرافًا عديدة انخرطت بالفعل فى التجهيز للمؤامرة على النظام المصرى. 
لدينا جماعة الإخوان ومن تبقى منها فى الداخل والخارج، وهم أصحاب مصلحة فى أن ينهار هذا النظام، حتى لو لم يعودوا مرة أخرى إلى السلطة، فلديهم ثأر مع الشعب المصرى كله، ولديهم رغبة عارمة فى الانتقام.
إلى جوارهم يظهر شباب "٦ إبريل"، ومجموعات من ٢٥ يناير الأولى، الذين يعتقدون بحسن نية أو مدفوعين من الخارج بأن ثورتهم سرقت ولا بد من استرجاعها مرة أخرى. 
بالقرب من هؤلاء يظهر دعاة الفوضى المطلقة من الاشتراكيين الثوريين، الذين يجدون دعمًا كبيرًا من بعض رموز النخبة، والأخيران لديهما ملاحظات محددة حول الديمقراطية، وخلفية الرئيس العسكرية، ويتمسكان بأن الرئيس لا بد أن يكون مدنيًا. 
الغريب فى الأمر أن هناك عددًا من الإعلاميين الذين يمثلون فى النهاية مشروعات خاصة، حاولوا الاقتراب من النظام، ولما أدركوا أنه لن تكون لهم حظوة، ولن ينالوا قربًا منه، انقلبوا عليه، وبدأوا مبكرًا فى التسخين ضده، وهؤلاء تحديدًا هم الأخطر، لأنهم يقلبون الحقائق، ورغم علمهم الكامل بما تم إنجازه على الأرض فإنهم يتجاهلونه تمامًا، ليظهر النظام فى صورة العاجز المتخبط طوال الوقت.
هذه الأطراف التى وضعت نفسها فى خدمة من يحركها، لم تعدم الجهة التى تشرف على التخطيط للفوضى فى مصر، ولن تتردد فى استخدامهم بالفعل للوصول إلى هدفها الكبير.
لن يكون غريبًا على مسامعكم إذا قلت إن الولايات المتحدة الأمريكية التى بذلت الغالى والرخيص من أجل الإبقاء على الرئيس الإخوانى الذى تعهد لها بتنفيذ كل ما تريده من مصر، ليست راضية عما يحدث فى مصر الآن، وليست مستريحة لوجود الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الحكم، ليس لأنه أنهى مشروعها فى مصر والمنطقة فقط، ولكن لأنه تركها وراءه، واتجه إلى معسكر الشرق، فبعد أن كانت الولايات المتحدة تتعامل على أن ١٠٠٪ من أوراق اللعبة بيديها، ظهر لها زعيم عربى يقول لها إن هذا ليس صحيحًا، بل أقنع حلفاء كثيرين ممن كانت أمريكا تتعامل معهم على أنهم فى جيبها تمامًا بالتعاون مع روسيا. 
ولذلك فمن الطبيعى جدًا أن تعمل الولايات المتحدة بكل طاقتها وقوتها على إسقاط الرئيس عبدالفتاح السيسى. 
الخطة واضحة على محورين. 
المحور الأول هو تجهيز بديل للسيسى، ولأنها تعرف أن الشعب لن يقبل بالإخوان مرة أخرى، ولن يتعامل مع نخبة يناير بشكل طبيعى، فقد ابتعدتْ فى التفكير عن هذين البديلين، وبحثتْ بالفعل عن بديل عسكرى يكون جاهزًا لخلافة السيسى، ويبدو أن هذه البدائل لم تقبل العرض، أو أنها رأت نفسها غير جاهزة للتحدى، والدخول فى مغامرة غير محسوبة العواقب. 
المحور الثانى هو محاولة تسخين المجال العام حول نظام عبدالفتاح السيسى، قلت تأسيسًا على ذلك كله أن يوم ٢٥ يناير سيمر بشكل عادى، وإذا حدثت بعض الخسائر فستكون محدودة للغاية، لأنه ليس إلا بداية التسخين ضد النظام، للوصول إلى ساعة الصفر فى ٣٠ يونيو المقبل، وللأسف الشديد يتم استخدام عدد من الإعلاميين- الذين كانوا لوقت قريب محسوبين على النظام- فى تنفيذ خطة التسخين، من خلال معالجات إعلامية مغرضة.
هناك محاولات لا لتشويه النظام فقط، ولكن لطمس كل ما يفعله، وتحويله إلى أزمة، فهم لا ينظرون إلى مشكلة الكهرباء التى تم حلها بشكل كامل، ويركزون على ارتفاع الأسعار، وعندما يتدخل الجيش لحل الأزمة يتركون الأسعار التى تنخفض، ويهاجمون تدخل الجيش فى كل شىء. 
يشعلون النار بما يسمى "الاختفاء القسرى"، ولا يلتفتون إلى أن كثيرين ممن يختفون ينضمون إلى «داعش» والجماعات المتطرفة. 
قِس على ذلك الكثير، بما يلهب المشاعر لدى المواطنين الذين لا يعلمون أن هناك مؤامرة كاملة على هذا الوطن. 
أنا هنا أنبه إلى المؤامرة وإلى أطرافها وإلى من يخططون لها، ومن يعملون على تنفيذها.. فهذا الوطن ملكنا جميعا، وعلينا أن نعمل على إنقاذه من الآن.. هذه صرخة تحذير أطلقها فى وجه الجميع.. حتى لا نندم بعد فوات الأوان.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
*****
كان هذا ما قلته وسجلته، وهو موجود يمكن أن ترجعوا إليه بسهولة، حاول البعض أن يقلل من شأن الحديث عن المؤامرة، قالوا إن فيما كتبته تهويلا كاملا، إلا أن ما قالوه انهار تماما فى مناسبتين. 
الأولى حضرتها بنفسى، كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يتحدث إلى نواب البرلمان، وأشار إلى أن المؤامرة على مصر لم تنته، والثانية لم أحضرها فقد كنت خارج البلاد، كان السيسى يتحدث فى مسرح الجلاء بمناسبة تدشين رؤية الحكومة فى التنمية المستدامة 2030، وأشار إلى أن مصر تخوض حربا من أجل البقاء، وزاد على ما قاله فى مجلس الشعب أن المؤامرة ليست خارجية فقط، ولكنها داخلية أيضا. 
لم يكن فيما قلته مبالغة ولا مزايدة على أحد.. إننا بالفعل نتعرض لمؤامرة، صحيح أنها مؤامرة فى المقام الأول على الرئيس، لكن من قال إن المؤامرة تتجزأ، فمن يريدون الإطاحة بالسيسى لا يريدون خيرًا أبدا بهذا البلد.. وعليه فلا زلت أحذر من المؤامرة الشاملة على مصر، حتى لا تقول الأجيال القادمة إننا فرطنا أو لم ننبه للخطر القادم.. لا تحتاج المسألة إلى شكوى أو عتاب، لا تحتاج إلى جلد أنفسنا أو السكوت فى مواجهة المؤامرة، فببساطة شديدة، لقد تحدث الرئيس وتحدثنا.. والسؤال الآن الذى لا بد أن نواجهه هو: ماذا نحن فاعلون؟.. هل سنلتزم الصمت حتى نجد أنفسنا على حافة الكارثة، أم سنتحرك.. كل ما أرجوه من أجل هذا الوطن ومن أجل الأجيال القادمة أن نتحرك.. لأن هذا الوطن إذا ضاع فلا بقاء لنا ولا حياة.