الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"صَبَّح" على مصر بالدولار

بهجت العبيدي
بهجت العبيدي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتابع المصريون في الخارج- شأنهم شأن كل المصريين بالداخل- كل الأحداث في مصر عن كثب، وذلك راجع لارتباط المصريين بوطنهم، في ظاهرة تستحق التمعن والبحث، فلن تجد بين شعوب العالم من يعيش أحداث وطنه بكل تفاصيله حتى الدقيقة منها كالمصريين.
لا شك لدي أنه يمكن استثمار مشاعر المصريين في الخارج اللانهائية لوطنهم استثمارا يعود بالنفع الكبير على مصر، ودائما ما أطالب بأن يعكف على هذا الأمر متخصصون وعلماء، حيث أن هذا الكم الكبير من مصريي الخارج لم يظهر مردرده الحقيقي حتى اللحظة، وعلينا أن نطرح الأسئلة، ونجد لها الإجابات المناسبة التي من خلالها يسهم مصريو الخارج إسهاما حقيقيا في نهضة مصر.
ولعل في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في تدشين إستراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030" والذي طالب فيه المصريين بالداخل بالمساهمة في مسيرة مصر من خلال ما أطلق عليه " لو كل مصري صَبَّح على مصر كل يوم بجنيه واحد " تلك الجملة التي تجاوب معها مصريو الداخل من خلال المكالمات الهاتفية للرقم المخصص للتبرع لصندوق تحيا مصر.
هذه المقولة التي خرجت من بين شفتي الرئيس عبد الفتاح السيسي أثارت أيضا مشاعر الوطنية عند مصريي الخارج فوجدنا الكثير والكثير من المنشورات التي تطالب بتخصيص رقم دولي لكي يلبي المصريون في الخارج، بالعملة الصعبة، هذه الدعوة التي أطلقها الرئيس والتي – في حال تفعيلها – سيكون لها عائد كبير يسهم في حل مشكلة الدولار التي تضرب مصر منذ فترة.
ولعله من المناسب هنا أن أؤكد أن هناك العديد من المصريين في الخارج قد أطلقوا مبادرات للمساهمة في حل هذه المشكلة " أزمة الدولار " ونحن – وإن كنا ندعو لمبادرة "صَبَّح على مصر بالدولار" وندعم كل المبادرات، لعلمنا بالنية الطيبة لأصحابها – نطالب بعمل مؤسسي تقوم عليه عدة مؤسسات مصرية على رأسها وزارة الهجرة والمصريين بالخارج التي نطالبها بكل وضوح بالبحث عن آلية تستطيع من خلالها استثمار ذلك الشعور الوطني المتدفق عند مصريي الخارج، والذين لديهم رغبة حقيقة لمساعدة مصر ينقصهم فقط الوسيلة التي هي مهمة مؤسسات الدولة.
وهناك كذلك دور هام للسفارات والقنصليات المصرية في الخارج يجب الاطلاع به، وأول واجبات هذا الدور هو التواصل المباشر مع أبناء الجالية المصرية بالخارج، والتفاعل مع المؤسسات الأهلية المصرية، هذا التفاعل الذي يبني جسور ثقة بين أولى مؤسسات الدولة في التعامل مع المغترب وهي السفارات والقنصليات، وهذا لن يتم إلا إذا كان المسؤولون في هذه المؤسسات لا يسلكون مسلك الموظف التقليدي، بل يكونون على دراية بأمرين هامين: الأول: أن يتعرف المسؤول على خريطة الجالية التي هو مسؤول عنها في البلد الذي تم تكليفه فيه. والثاني: أن يستطيع كسب ثقة أبناء الجالية المصرية ومن ثم يستطيع أن يستثمر تلك المشاعر الوطنية لديهم.
إن الاستفادة من مصري الخارج أمر متاح، يمكن أن يكون أضعاف ما يتم الآن، لا ينقصه سوى العمل عن دراسة عميقة، للحصول على رؤية واضحة يمكن من خلالها زيادة العائد من مصريي الخارج على كافة المستويات والأصعدة أضعافا مضاعفة.