الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الرئيس المكروه!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«سيبك انت والله ولا يوم من أيام الأستاذ (...) رئيس البنك السابق.. صحيح والله، الراجل دا هو اللى عمل البنك، ومن يوم ما مشى ووضع البنك فى النازل».. هذا كان جزءا من الحوار الذى جمعنى بالصدفة مع اثنين من الموظفين بأحد البنوك الكبرى.
فى إحدى المناسبات العائلية قابلت اثنين من المدعوين، علمت بعد ذلك أنهما يعملان بأحد البنوك الكبرى العاملة فى السوق، ودار حديث طويل بيننا، حول وضع البلد والاقتصاد بصفة عامة، ودار نقاش طويل حول كيفية خروج البلد من الوضع الاقتصادى الراهن، واستقرار سوق صرف النقد الأجنبى، وضرورة التناغم والتنسيق بين السياسة المالية ممثلة فى وزارة المالية، والسياسة النقدية التى يديرها البنك المركزى.
وفجأة تطور النقاش ليقتصر على البنك الذى ينتمون إليه، وأخذ الاثنان يوجهان سيلاً من النقد والشتائم، عندما سألتهم عن رأيهم فى رئيس البنك الذى يعملون فيه، كأننى وضعت يدى على الجرح الذى يؤلمهما، منذ أن تولى هذا الرئيس منصب رئيس مجلس إدارة البنك.
وراح الاثنان يوجهان إلى الرجل كيلاً من النقد، لدرجة أننى قاطعتهما وقلت، هذا قد يكون رأيكما فيه، ولكن الأغلبية تحبه وتقدره، فتعجبا من كلامى ونظرا إلى بعضهما البعض، وقالا: «طيب روح البنك واسأل أى حد هناك بينك وبينه، وانت تتأكد من كلامنا».
الحقيقة أننى كنت أعلم أن هذا الرئيس مكروه بالفعل من أغلبية العاملين فى البنك، لأنه لا يجيد فن الإدارة، ويصفه الكثيرون بالمتعالى والمتكبر، خاصة أنه جاء خلفا لشخصية مصرفية على درجة عالية من الرقى والأخلاق فى التعامل، بالإضافة الى أنه يمتلك «كاريزما» الإدارة، ما جعل كل العاملين فى البنك يحبونه ويقدرونه فى نفس الوقت، وكانت نتيجة ذلك نجاح البنك على جميع المستويات.
وهنا أقول إن الإدارة فن وعلم، فهناك شخصيات ربنا أعطاهم سمات الإدارة منذ صغرهم، وهؤلاء عندما يتقلدون مناصب مسئولة تجدهم ناجحين فى عملهم، وفى نفس الوقت فهم محبوبون من فريق العمل الذى يقودونه، وسؤالى إلى كل رئيس مجلس إدارة بنك.. هل أنت هذا الرئيس المكروه؟