الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

المرشد سيد قراره!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

[email protected]
سبحان مغير الأحوال.. فالإخوان المسلمون ونوابهم في برلمانات مبارك ظلوا سنوات طويلة، تحت قبة البرلمان وخارجه، يهاجمون ويلعنون مقولة “,”المجلس سيد قراره“,”، والتي أطلقها الراحل رئيس البرلمان، الدكتور رفعت المحجوب، في برلمان 1984، وتوارثتها جميع البرلمانات اللاحقة عليه؛ من أجل رفض تنفيذ قرارات وأحكام محكمة النقض بشأن إسقاط عضوية النواب المزورين.
وكثيرًا ما سجلت مضابط برلمانات مبارك من أشاوس الإخوان المسلمين، ومنهم الرئيس مرسي، أو “,”الريس مرسي“,” كما يسميه أهل لمصر الآن؛ لأنه “,”ريس“,” وليس رئيسًا، وأيضًا الشاويش صبحي صالح، هجومًا حادًّا على مقولة “,”المجلس سيد قراره“,”، وطالبوا بإسقاطها ومحوها من سجلات ومضابط البرلمان، رغم أن هذه العبارة لم تنفّذ على أي نائب منهم وإسقاط عضويته، باستثناء الدكتور محمد حشمت، عضو مجلس شورى الإخوان في برلمان (95 – 2000)، ثم مختار البيه في برلمان (2005 – 2010).
وأعلنوا جهارًا نهارًا أنه في حال حصولهم على الحكم وأغلبية البرلمان سوف يسقطون هذه المقولة للأبد.. ولأنهم يخالفون العهود والوعود، ويكذبون كما يتنفسون، رفعوا هذه المقولة مرة أخرى تحت قبة مجلس الشورى، وهو المجلس ساقط القيد واللقيط تشريعيًّا.
فأشاوس الإخوان وكتيبة المرشد القتالية تحت قبة الشورى، بقيادة الأخ عصام العريان، ولعل اسمه سبب في دعوة بعض نساء مصر لمليونية خلع الملابس في التحرير من أجل رحيل الريس مرسي، هذه الكتيبة التي تتذرع بدولة القانون تسعى الآن لإعادة إنتاج مقولة “,”المجلس سيد قراره“,”؛ من أجل رفض قرارات المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابات مجلس النواب.
وبدلاً من الامتثال للحق والاعتراف بالخطأ والفشل التشريعي؛ تسعى تلك الكتيبة للقفز على حكم الدستورية وتفسيرها بعد أن خاب ظنهم في تلك المحكمة العريقة، رغم الإطاحة بثمانية من مستشاريها، ومنهم القاضية الجليلة والشجاعة تهاني الجبالي، ووجهت لهم المحكمة في أول ممارسة لها في ظل دستورهم صفعة قوية على وجوههم.. بل على قفاهم!
فالمحكمة الدستورية العليا منحت مجلس الشورى في أول تشريع يصدره بعد أن اغتصب سلطة التشريع درجة صفر بامتياز، ليفوق صفر التشريع صفر المونديال، وكشفت أن ترزية القوانين في عهد النظام السابق كانوا أساتذة يستحقون كل تحية وتقدير، خاصة أن الدستورية لم تحكم على مدار 20 عامًا، من رئاسة سرور للبرلمان، سوى بعدم دستورية 3 فقرات فقط، بينما الدستوريه الآن حكمت بعدم دستورية 12 نصًّا في قانون واحد.
فأشاوس مرشد جماعة الإخوان تحت قبة الشورى عليهم أن يلتحقوا بفصول محو الأمية التشريعية، ويحصلوا على دروس تقوية، قبل أن يعلنوا تحديهم للمحكمة الدستورية العليا ورفع راية العصيان لرفض أحكامها وقراراتها وتفسيرها.
فرغم أن أشاوس المرشد وتلاميذ مدرسة المشاغبين الإخوانية، تحت قبة الشورى، أوهموا الشعب أنهم أسقطوا مقولة “,”المجلس سيد قراره“,” دستوريًّا وقانونيًّا بنصوص لا تطبق على أرض الواقع، فإنهم رفعوا بدلاً منها مقولة “,”المرشد سيد قراره“,”.
فأشاوس المرشد الإخواني ينفذون تعليمات وقرارات وأماني ورغبات وأحلام المرشد، محمد بديع، الذي قال لهم: “,”طظ في الدستورية“,”، كما قال مرشده السابق، مهدي عاكف: “,”طظ في مصر“,”.. ومن حقنا أن نقول لهم: “,”طظ في المرشد“,”.. وتحيا المحكمة الدستورية العليا.