الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

خطاب الرئيس في البرلمان.. كشف حساب وقائمة تحديات

«السيسى» يدشن مرحلة جديدة من العمل الوطنى

خطاب الرئيس فى البرلمان
خطاب الرئيس فى البرلمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن انتقال السلطة التشريعية إلى مكانها الطبيعى.. قال لـ«النواب»: «أرى فيكم الأمل.. اهتموا بالتعليم والصحة.. وابتعدوا عن التلاسن والشو الإعلامي».. أكد: لن نسمح لأحد بتعطيل مسيرة الوطن.. وإيمانى لن يتزعزع أبدًا في قدرات الشعب.. شدد: الشعب المصرى انتصر للحرية أمام دعاة الردة والتخلف
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، خطابًا أمام أعضاء مجلس النواب، في مقر البرلمان أمس، أعلن خلاله بشكل رسمى انتقال السلطة التشريعية إلى مكانها الطبيعى، بعد أن كانت في يده بشكل استثنائى لعدم وجود برلمان، كما قدم فيه ما يشبه كشف حساب عن أبرز الإنجازات التي تحققت منذ تسلمه الحكم، قبل أن يحث النواب على العمل بجدية لإنجاز المزيد على جميع الأصعدة، لا سيما الاقتصاد. وأشاد الرئيس السيسى، في مستهل خطابه، بنزاهة وشفافية الانتخابات التي أوصلت النواب إلى عضوية البرلمان، منوها بأن هذه النزاهة تضع على أعضاء المجلس مسئولية مضاعفة لتحقيق آمال وطموحات الناخبين، قبل أن يطلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء مصر جميعًا.

وأبدى الرئيس سعادته بالتمثيل الذي وصفه بغير المسبوق للشباب والمرأة والأقباط وذوى الاحتياجات الخاصة، في البرلمان، وكذلك الكم الكبير من التمثيل الحزبى والمستقل داخل المجلس، الذي قال إنه يبرهن على حالة من الحراك السياسي الحميد والصحى داخل المجتمع المصرى، داعيا جميع النواب إلى أن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الدينى على رأس أولوياتهم، وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامهم.
ووجه الرئيس كلامه إلى النواب قائلا: «نحن نمتلك حلمًا نطبقه عملًا، وشعب مصر يتطلع إلينا بأمل كبير وثقة غالية يتعين علينا أن نضعها في صدارة اهتماماتنا.. أمامنا عمل شاق يحتاج منا جميعًا شعبًا ونوابًا وحكومةً وقيادةً إلى التكاتف، وعلينا ألا ننسى أننا نجحنا في تعطيل مخطط وإبطال مؤامرة، وأنا أرى الأمل في جسارة قواتكم المسلحة وأبنائها الأبطال الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء.. وأرى الأمل في عيون شرطتكم الساهرة على أمن واستقرار الوطن وحماية أبنائه، وكذلك في منصة قضائنا الشامخ، وفى عيونكم أنتم نواب شعب مصر».
ونوه «السيسى» بأن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بمصر الآن، تفرض على الجميع مسئولية تاريخية، وتحتم على البرلمان أن يكون حرًا وممثلًا حقيقيًا لرغبات الشعب، وعليه أن يمارس هذه المهام في سياق الممارسة الديمُقراطية السليمة دون استعراض إعلامي أو تنافس سياسي لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه.
وأكد الرئيس أن الشعب الذي أعلن للعالم أنه أرسى قواعد نظامه الديمقراطى وأعاد بناء مؤسسات الدولة الدستورية، واستطاع أن ينتصر للحرية والديمقراطية، وأن يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوى الردة ودعاة التخلف، ماض قدمًا في مشروع وطنى لبناء الدولة الحديثة، ولن يسمح لأحد أن يعرقل مسيرة الانطلاق نحو البناء السياسي والتقدم الاقتصادى والنهوض الاجتماعى والثقافى والمعرفى والتكنولوجى.
وفى هذا السياق، أشار الرئيس إلى أن مصر وهى تواجه الإرهاب، لم تغفل متطلبات الأبناء والأحفاد في المستقبل، ما خلق الدافع والباعث لاقتحام المشكلات واختصار الزمن بل ومسابقته، معلنا أن مصر اليوم «تتحول من مرحلة الانتقال إلى مرحلة الانطلاق». وأوضح الرئيس أن مصر «تسعى لتحقيق ارتفاع في معدلات النمو الاقتصادى في زمن قياسى، وهو أمر يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، لإقامة أكبر قدر ممكن من المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية تحقق ارتفاعًا ملحوظًا في إجمالى الناتج القومى وترفع معدلات التشغيل والتصدير بما ينعكس إيجابيًا على موارد الدولة».
وأضاف أنه «كان من الضرورى أن نبدأ على الفور في تشييد البنية الأساسية اللازمة لجذب هذه الاستثمارات من طرقٍ وموانئ ومطارات ومحطات كهرباء، بجانب إجراء تعديلات تشريعية تُهيئ الأجواء لتشجيع الاستثمار».
وذكر الرئيس السيسى في هذا الصدد، أنه «في غضون العام ونصف العام، قطع المصريون خطوات واسعة على طريق إنجاز المشروع الوطنى، بتنفيذ شبكة الطرق القومية بأطوال تصل إلى ٥ آلاف كيلومتر، وتشييد مجموعة من المطارات المدنية، بالتزامن مع إنشاء وتطوير مجموعة من الموانئ البحرية، وتطوير شبكة الكهرباء للتغلب على العجز الشديد في إنتاج الطاقة الكهربية، وكذلك التوقيع على إنشاء المحطة النووية بالضبعة، والتي سيبدأ العمل بها في غضون الأسابيع المقبلة».
ونوه الرئيس في السياق ذاته بشق قناة السويس الجديدة، وإطلاق المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس، والبدء في المشروع القومى لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان، لتكوين مجتمعات عمرانية زراعية صناعية متكاملة، قائمة على مفهوم التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن «ثمار هذه المشروعات وغيرها تستغرق وقتًا كى نحصدها».
كما نوه الرئيس بما قدمته الدولة للشباب، بتكليف الوزراء والمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب، إلى جانب منحهم تمثيلًا كبيرًا في المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، فضلا عن إعلان عام ٢٠١٦ عامًا للشباب، يتضمن تنفيذ مشروعٍ قومى لتمويل مشروعات الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر بقيمة ٢٠٠ مليار جنيه، إضافة إلى استخدام السلطة الدستورية لرئيس الجمهورية في إصدار العفو عن مجموعات من الشباب الصادرة بحقهم أحكامٌ بالحبس، متمنيا أن تتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى لدمجهم في المسيرة الوطنية، قبل أن ينوه بإطلاق حوارٍ موسع لجميع أطياف الشباب المصرى للوقوف على آمالهم وطموحاتهم والتفاعل الفورى مع مشكلاتهم.
وفى شأن ذى صلة، لفت «السيسى» إلى أنه «لكى نبنى مصر المستقبل، علينا أن نعيد صياغة وبناء الشخصية المصرية على أساس علمى ومعرفى، ولذلك فإن قضية التعليم والمعرفة تمثل لنا أمنًا قوميًا، وتأتى على رأس أولويات الدولة المصرية، ولذلك فإننا بصدد تطوير المناهج الدراسية، لكى تتماشى مع متطلبات العصر، بعد إطلاق «بنك المعرفة» المصرى، لبناء مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر».
على صعيد آخر، شدد الرئيس «السيسى» على أنه منذ تولى مهمته، كان همه الأكبر هو التخفيف عن الكادحين والبسطاء، والارتفاع بمستواهم المعيشى، ولذلك فقد تضاعف عدد المستفيدين من معاش الضمان الاجتماعى ليصل إلى ٣ ملايين أسرة، كما انطلق مشروعا «تكافل» و«كرامة» كمظلة حماية اجتماعية لأبناء الأسر الفقيرة ولكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، بالتزامن مع مواجهة من يتلاعبون بأقوات البسطاء، من خلال مكافحة ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بتوفيرها بأسعار مناسبة بمنافذ ثابتة ومتحركة، فضلًا عن توجيه صندوق «تحيا مصر»، لتمويل عدد من المشروعات والمبادرات التي يستفيد منها محدودو الدخل والبسطاء، وتنفيذ خطة شاملة لتطوير القرى الأكثر إحتياجًا.. وكذلك توفير العلاج لفيروس «C» لغير القادرين، مؤكدا أنه «لا يزال أمامنا الكثير لنقدمه للبسطاء».
وفى شأن مختلف، قال «السيسى» إن مصر في غضون العام ونصف العام، نجحت في إعادة انفتاحها على العالم كله شرقًا وغربًا، واستعادة دورها الإقليمى والدولى، وهى تحصد الآن ثمار سياستها الخارجية من خلال الحصول على مقعدٍ غير دائم في مجلس الأمن في دورته الحالية، وترأس لجنة مكافحة الإرهاب به، وكذلك ترأس القمة العربية، والجمع بين عضوية مجلس السلم والأمن والإفريقى ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغيير المناخ.
وأكد الرئيس في هذا السياق، أن مصر لن تألو جهدًا في السعى نحو التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات في سورياة وليبيا واليمن، وتحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية التي أكد أنها كانت وما زالت قضية شعب مصر، داعيا العالم كله إلى أن تتضافر الجهود لدحر الإرهاب الذي اعتبره يمثل الخطر الأكبر على الحضارة الإنسانية، والتهديد لحاضر الدول والشعوب ومستقبلها.